شبكة ذي قار
عـاجـل










لانختلف عليه أن تعبئة الطاقات والإمكانيات ورص الصفوف وتحويل القدرات إلى العمل وتسخيرها من أجل عملية التغيير وما ينبغي عمله لإلحاق الهزيمة بالقوى المعادية ليس بغاية السهولة , لكنها ضرورة ملحة ورغم تشابك الأحداث ومتغيراتها على الساحة والمرحلة التي تمر بها الأمة بصورة عامة تختلف عن المراحل التي سبقتها وأسبابها تعود إلى غياب العراق الذي كان قوة على الساحة العربية , قوة علمية وعسكرية وإقتصادية ناهيك عن الثقل السياسي من جانب وعلى الساحة الدولية من جانب آخر .. أماتنوع الأحداث التي طرأت ولازالت تطرأ على الساحة يجب أن لاتقف عائقا بوجه العمل من أجل تحقيق الأهداف بتوحيد الرؤى وتجميع الطاقات.وبما أن الجماهير مستمرة بثورتها دون هوادة لابد من إستثمار ذلك والعمل على تقوية التلاحم بين الجماهير والقوى الطليعية لتعبئة الخندق من أجل التغيير الذي لابد من أن ينطلق من موقف وطني وقومي , والقضية ليست قضية فئة منفصلة عن الجماهير وإنما قضيتها الأساسية , لذا تتطلب تكريس الجهود والإهتمام بجميع المبادرات الهادفة إلى التلاحم في سبيل ليس بدعم التوجه ودحر القوى المتنفذة فحسب وإنما تعرية أهداف تلك القوى وأطماعها وفضح أفكارها وحتى منابرها وممارساتها وإنتهاكاتها وأساليبها الوحشية , وفي الوقت ذاته الدفاع عن مصالح الوطن والجماهير وتحقيق طموحها وإنجاز المهمات التي جاء من أجلها التغيير , , ولا شك أن تكريس الإهتمام بمعاناة الوطن وأبنائه تعد ضرورية بعد أن توجهت السلطة إلى زيادة الإرتباط بالقوى المعادية وإستفحال نشاطها التدميري على الساحة وتمسكها بالنهج الدموي لتمرير أهداف سياستها لتعطيل الدور الجماهيري وتوجهها نحو التغيير بسبب السياسة الفاشلة لسلطة الإحتلال وسلوكيتها إتجاه الجماهير ومطالبها , أما دور القوى المعادية والمتنفذة ومنها النظام الفارسي المجوسي لايقل خباثة عن دور رموز السطة وميليشياتها وأجهزتها القمعية ألتي إستعرضت عضلاتها في الشارع العراق وأسلحتها ألتي ترافقها لترويع أبناء الوطن وأسرهم مساهمة من قوى اخرى متعددة منها قوى إقليمية معادية إنضمت إلى ذلك التحالف الإرهابي الذي وقف ولازال ضد مصالح الأمة وطموح أبنائها , إضافة إلى إنحدار السلطة إلى التوجه نحو السلوكية الحاقدة التي لم تخرج عن شكلها السائد بالتوجه إلى إحداث تغييرات جذرية في البنية الإقتصادية.وتوفير الضروريات وإتخاذ تدابير لتحسين الأوضاع بوضع إقتصاد البلاد في خدمة التنمية بدل من أن يوضع في خدمة الفاسدين والنظام الفاشي المجوسي الفارسي والتشبث بالسياسة الخاطئة محاولة لإخراجه من أزماته المتعاقبة وأزمة المقاطعة ألتي أقرتها الأمم بحقه على ضوء الإنحرافات بسلوكية السياسة الدولية المتبعة والسياسة العدوانية إتجاه الكثير من الدول الرافضة لتلك المنهجية التي يسلكها النظام الفارسي المجوسي

أما من ناحية تطور الأحداث المتصاعدة وألتي لم تحرك السلطة الساكن بشأنها وترك الأزمات دون حلول وإستفحال أضرارها وخطورتها لايمكن الصمت عنها مالم نناضل من أجل التغيير وعدم تجاهل الأوضاع .. وبالنسبة لنا كعراقيين وحتى وإن كنا في المهجر ترعرعنا على تراب الوطن مطالبون بالوقوف مع شعبنا الجريح في خندق واحد , .وأمامنا خيارين أما القبول بالإستهكان والمذلة ننام نصحوا كألعبيد غرباء في الوطن أو إختيار الخيار الأدق هو إسقاط السلطة بكل ثمن.وهذا الإهتمام أو الخيار هو ليس لكوننا مهتمين بالشأن العراقي ومعاناة أبنائه فقط وإنما نعاني نفس معاناة شعبنا من مرارة الإنتهاكات حتى بوجودنا في المهجر خارج الوطن لكننا نشعر مشاعرهم ونعاني معاناتهم منذ اليوم الأول من غزو وإحتلال الوطن ولغاية هذه الساعة.ومراقبة الأوضاع ومجرياتها ليست مراقبة عابرة كحدث دون أهمية مثلما يتصورها البعض ومعاناة الجماهير التي تتصاعد هي ليست جزء من إهتماماتنا فحسب , وإنما الجزء الأكبر من حياتنا اليومية بعد أن سخرت السلطة أحقادها وتباطئت مع القوى المضادة لمصالح الوطن وساهمت معها قوى إقليمية من أجل الحفاظ على مطامعها , ناهيك عن محاولة تحويل الوطن إلى مقاطعات لنفوذها ومرتعا لقواعدها وثكناتها وأجهزتها القمعية الدموية لذا إقتضت ضرورة التغيير بكل ثمن لإعادة دور الوطن على الساحة العربية والدولة العراقية كدولة بين الأمم لها هيبتها ومقامها وكلمتها مثلما كانت إلى ماقبل الغزو والإحتلال وإنتهاكاته التي عرفها العالم بأسره .





الجمعة ١٢ شعبــان ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٦ / أذار / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب غياث الشبيبي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.