شبكة ذي قار
عـاجـل










دعونا نحلل الحالة المضحكة ونرصد اشكاليتها ونتوقف عند معناها ومغزاها في هذه الظروف العسيرة التي يمر بها النظام الايراني الارهابي المخادع في طهران :

١ - جوهر الملف الصوتي المسرب للإرهابي محمد جواد ظريف وزير خارجية ايران، وهو بدرجة جنرال في الحرس الايراني، شأنه في ذلك شأن " إريج مسجدي " السفير الايراني في بغداد ، يشير إلى ان " قاسم سليماني " لم يعط فرصة واحدة لظريف أن يتنفس في تنفيذ سياسة ايران الخارجية، وإن دور الخارجية الايرانية في عهد سليماني كان صفراً .. بمعنى ، إن السياسة الايرانية في عهد سليماني يتحكم بها الحرس الايراني، ولا وزن لوزارة خارجية ولا هم يحزنون.!!

٢ - إن ما قاله ظريف في التسريب كان سرياً وقام بتسريبه بصورة غير قانونية .. ولكن هل يجرؤ ظريف ان يسرب ملفات سرية دون أن يحاسب عليها ؟ ثمَ ، ماذا كان يريد أن يقوله ظريف وقيادته العليا " علي خامنئي " في الظروف الراهنة من خلال هذا التسريب المتعمد ، ولم يتسنى له التصريح أو الإفصاح عن موقفه قبل مقتل قاسم سليماني؟ ، قدم استقالة مسرحية ورفضت في حينه ، ثم قتل سليماني وتم تسريب الملف الصوتي السري بعد مقتله في العام الماضي.!!

٣ - ما الذي يريد ان يقوله محمد جواد زريف هذا ؟ يريد ان يقول ويعلن بأن ( حقبة سليماني الارهابي التي لم تسمح للدبلوماسية الايرانية في ان تأخذ طريقها في التعامل الخارجي قد انتهت .. والآن ، ذهبت هذه الحقبة من حكم فيلق القدس والقائد قاسم سليماني وما على الفرقاء الدوليين الذين يتفاوضون أن يعيدوا النظر والإقليميين في حساباتهم، لأن فترة حكم ( فيلق القدس ) قد انتهت بمقتل سليماني وإن الدبلوماسية الايرانية قد عادت لها الهيبة في ممارسة مهامها وليس هناك من تعنت أو تزمت .. وهذا ينسجم مع الخط الدبلوماسي الذي طرحته إدارة بايدن المتهالك.!!

٤ - والمعنى ايضاً في هذه اللعبة الغبية والمفضوحة التي ابداها النظام الايراني إن ( الحمائم ) عادت تغرد على أيك الخارجية الايرانية، وإن ( الصقور ) لم يعد لهم من تأثير في مجريات الأمور، بعد سلسلة الاحداث التي عانت منها ايران، مقتل العالم النووي زاده وتفجيرات نوعية لأنابيب التخصيب عالية الكفاءة في مفاعل ( نطنز ) ، وحرائق مواقع عسكرية مختلفة ومخازن صواريخ بالستية محصنة ومخفية بين هضاب وجبال ليست بعيدة عن طهران.

قال محمد جواد زريف في ملفه السري المسرب بغباء مطلق، الذي سُجِلَ في بداية العام الماضي ( إن قائد فيلق القدس كان يفرض شروطه في أي تفاوض خارجي ) ، وأضاف ( لم أتمكن أبداً طيلة مسيرتي المهنية من القول لسليماني أن يفعل شيئاً معيناً كي استغله في الدبلوماسية ).!!

٥ - أية طرطرة هذه ؟ ، وزير خارجية دولة يتحكم بسياسة بلاده جنرال إرهابي يقود مليشيات ايرانية ويصدر ثورة بلاده بالسلاح ويتوسع في الخارج ( العراق وسوريا ولبنان واليمن ويقود الإرهاب في العالم ) ، وإن دور وزارة الخارجية الايراني ووزيرها زريف معدوم في السياسة الخارجية على اساس ان ( التطورات الميدانية والعسكرية ) كان لها الأولوية في نهج السياسة الخارجية والتحرك الدبلوماسي.!!

٦ - أي ضحك هذا على الذقون يبثه النظام الايراني الخبيث ، إعتقاداً منه بأن التسريب الصوتي المزعوم سيقنع العالم بأن ايران كلها كانت مقموعة من لدن الجنرال سليماني الشغوف بـ ( التطورات الميدانية المليشياوية المسلحة ) ولم يتسنى لها ان تنظر في قواعد العمل الدبلوماسي والقانون الدولي ومبادئ ميثاق الامم المتحدة ومبادئ حسن الجوار.!!

هل ترون معي ان حقبة الجنرال قاسم سليماني قد تم تصفيتها بالتوافق الأمريكي الإيراني لبدء مرحلة الحوار الدبلوماسي وتصفية الحسابات على قاعدة إنتهاء المهمات الموكولة.!!







الثلاثاء ١٥ رمضــان ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / نيســان / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.