شبكة ذي قار
عـاجـل










إلى إخواني الأبطال المجاهدين في ساحات العز والشرف والكرامة :

لقد حاولت أن أكتب بقلمي المتواضع منذ بداية انطلاق ثورتكم المباركة في الأول من تشرين الأول - ٢٠١٩، ولكن كان قلمي يخونني لأنه مهما يسطر من كلمات تبقى قليلة أمام صمودكم الأسطوري، وما تقومون به من ملاحم خالدة تسجل في سفر التاريخ وبأحرف من نور وأنتم تذودون عن العراق وشعبه.

لقد انتخيتم نخوة الرجال النشامى للدفاع عن وطنكم وشعبكم الأبي الصابر، الذي ذاق الأمرين منذ أن وطئت أقدام المحتلين الغزاة والعملاء والخونة ودنست أرضكم المقدسة الطاهرة.

لقد كنتم نعم الرجال الذين يفتخر بكم العراقيون والعراقيات والعرب، وكنتم نعم المؤمنين المجاهدين عندما لبيتم دعوة الوطن وانتفضتم ثائرين بوجه الظلم والطغاة.

لقد نهضتم من كبوتكم لاستعادة وطنكم بمحاربتكم للظلم والفساد ورفضكم للباطل، فأنتم أباة الضيم تعلمتموها من أجدادكم العظام في القادسية وثورة العشرين، وأنتم أحفاد أولئك القمم الشامخة، وسنظل نسير على هداهم ونهجهم الثابت، فلن يضام العراق والعراقيون مهما طال الزمن، وسينهض من جديد ليعلم العالم أبجديات الكفاح والنضال وصنع الملاحم البطولية كما كان دائماً.

فلتفخر أمهاتنا بما حملت أرحامهن الطاهرة من رجال شجعان يرفضون الظلم ويدافعون عن العراق وشعبه من شماله إلى جنوبه.

لقد كانت وقفتكم في ساحات الشرف والعز والكرامة وقفة بطولية مشرفة يفتخر بها كل عراقي أصيل وكل عربي، فلتطمئن قلوبكم، فإن الله معكم وشعب العراق يناصركم.

سيبقى العراق موئل الأبطال، ولا يفتأ إلا أن يترك بصمته في التاريخ الإنساني، وها أنتم يا أخوتي الأبطال تقومون بهذه المهمة، والتي قبلها كان شرف أجدادكم من سومر وآشور وبابل الذين بنوا الحضارة وعلموا البشرية القراءة والكتابة ولتكون صروح مهمة في الحضارة الإنسانية، وأنتم تعيدون هذا التاريخ في تعليم البشرية معنى رفض الظلم وعدم مهادنة الطغاة، وتسطير ملاحم البطولة والكبرياء والشموخ، مستلهمين ذلك من بطولات وكبرياء وشموخ وعزم وإيثار أجدادكم العظام وآبائكم النشامى.

أوجه رسالتي هذه إلى كل ثائر وقف شامخاً أبياً في ساحات العز والشرف والكرامة بوجه الاحتلال وأعوانه وتصدى للخونة والعملاء الذين عاثوا بأرض العراق فساداً، وإلى الشهداء الأبرار الذين عجنوا قضية شعبهم بدمائهم الطاهرة الزكية.

لقد افترشتم الساحات وتركتم بيوتكم وعوائلكم لتلتحقوا بالجحافل المؤمنة لتكونوا مفاتيح النصر التي تفتح كل أبواب الخير، وليكون النصر عراقياً عربياً وبسواعدكم السمر، فلترفعوا صوتكم وهاماتكم العالية الشامخة وتقولوا وبصوت واحد "لبيك يا عراق"

فطوبى لتلك الأرحام الطاهرة التي أنجبتكم، وطوبى للعراق بتلك الثلة الطيبة التي تستبسل من أجل إعادته حراً عربياً موحداً.

تحية لكل من وقف ثائراً بوجه الظلم والطغاة وسطر أروع الملاحم في سفر التاريخ وهو يتحمل ما يتحمل من ظروف قاسية وصعبة وأمام محتل وعميل بغيض حاقد.

أقبل التراب تحت اقدامكم يا من رفعتم اسم العراق عالياً، وإليكم أحلى وأرق التحايا القلبية الصادقة المعفرة بذرى المجد العراقي لمَ تقومون به من ملاحم بطولية يعجز قلمي المتواضع أن يحيط ببحر عطائكم الثر والذي لا يقاس بأي مقياس من المقاييس.

كل العراقيين الشرفاء يتباركون بكم، ومنكم يستلهمون كل قيم الشجاعة والكبرياء والشموخ وبأعلى قيمها السامية التي ترمز إلى عمق ارتباطكم بالوطن الذي يعطيكم الدافع والزخم القوي بكل ما تقومون به من ملاحم بطولية في تلاحمكم واصراركم على النصر مهما بلغت التضحيات.

وقفة إجلال وتقدير واحترام لكم ولكل ما تقدمونه من تضحيات بأنفسكم "والجود بالنفس أقصى غاية الجود".
حماكم وحفظكم الله ذخراً للعراق العظيم والأمة العربية المجيدة، والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار.




الاثنين ١٩ شــوال ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣١ / أيــار / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب أم صدام العبيدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.