شبكة ذي قار
عـاجـل










من خلال ما تمت الإشارة اليه والفارق ما بين تأسيس الأحزاب في الغرب والوطن العربي يمكن الاستنتاج من خلال الواقع وافرازاته ومنهجية الأحزاب على الساحة العربية وخلاصتها ان هناك أحزاب تم زرعها في الوطن العربي من قوى متطلعه الى الهيمنة أو من اجل حماية مصالحها ومن هذه الأحزاب الحزب الشيوعي الذي يرى في موسكو ( صنم ) لابد وان يعبد من خلال الاستسلام لما صدر ويصدر عن الثورة الروسية والنظرية الماركسية اللينينية هي الحل والمنقذ بالرغم من عدم توافقها مع الواقع والحاجات العربية لان أساسها اوربي وبفعل ظلم رجل الدين الكنسي واستحواذه على كل شيء أي انه مستعبد وليس فقط مستغل للإنسان ، وان القيم المادية هي القيم السائدة دون النظر الى التطور وافرازاته التي تتعلق بذات الفرد وانهيار الاتحاد السوفياتي برهن على حجم الكبت والحرمان والتطلع الى تحقيق الذات القومية والدينية لدول الاتحاد السوفياتي قبل الانهيار ، أو ردود الأفعال القومية ما بعد انهيار جدار برلين وذوبان المانيا الشرقيه بسهوله ضمن المانيا الغربية وهذا ناتج عن الكبت الذي ساد ما بعد الحرب الكونية الثانية وتقسيم المانيا مابين الغرب والسوفيات ، أي ان الأحزاب الشيوعية وان اطلق عليها صفت العربية الا انها كانت بذاتها لاتنسجم مع الواقع العربي وحاجاته ، وهذا الامر ذاته ينطبق على أحزاب الإسلام السياسي التي ولدت من حاجات المستعمر البريطاني لتكون قوى سانده لمصالحه ومانعة لكل ما يخل بتلك المصالح ، أو الأحزاب التي أسسها الشاهنشاه الإيراني لتكون موطىء قدم له في الوطن العربي من خلال رعاياه الذين تم زجهم في المجتمع العربي وخاصة في العراق والخليج وسوريا ولبنان وما نتج ما بعد التغير المعد مخابراتيا لتغيير الشاه بالملالي ، وان هذه الأحزاب ماهي الا افارازات من الاخوان المسلمين باعتراف قيادات الاخوان او منهم شـكلوا تلك الأحزاب وقد تناولت ذلك من خلال ما تمت كتابته بشأن الاخوان المسـلمين وحزب الدعوة العميل وما الدور السـلبي الذي ما رسوه من اجل تقسيم بل تمزيق المجتمع العربي وتحويله الى طوائف متناحرة ، من خلال تلك الشواخص وما قبلها وما بعدها ولان الامة العربية امة حية والشعب العربي هو مادتها المتجدده الواعية المتطلعة كانت ولادة البعث العربي من رحم الامة والمستجيب لحاجاتها الانية والمستقبلية وان وجوده وصراعه مع الواقع الذي افرزته سايكس بيكو والنظام العربي المتوافق مع قوى الاستغلال والاستلاب وجودا" جدليا تجسد باهدافه الوحدة والحرية والاشتراكية ، جاء في بيان حزب البعث العربي الاشتراكي - القيادة القومية في ٢٥ / ٥ / ٢٠١١ {{ منذ ولادته في السابع من نيسان ١٩٤٧ عبر البعث عن طموحات الجماهير العربية في مشروعه الوحدوي التحرري الاشتراكي الذي طرحه للأمة للتخلص من التجزئة والتخلف والاستعمار ، وكان الحزب ولا يزال دائماً في قلب حركة الجماهير في مطالبها المشروعة سواء بوجه الاستعمار والصهيونية أو في وجه الأنظمة القطرية المستبدة ، وقدم من أجل ذلك أغلى التضحيات في مختلف الساحات العربية ، ابتداء من فلسطين التي احتلت المركز في نضال الحزب ووصولاً إلى ما يقدمه اليوم في ساحة العراق ، حيث يقود الحزب أشرف معركة عربية ضد الاحتلال وعملائه وناهبي ثرواته ، وحماية لمشروع الأمة الكبير وطموحات أبنائها التواقون للوحدة والحرية والعدالة الاجتماعية لا شك أن عقوداً طويلة مرت على انتهاء فترة الاستعمار المباشر في الوطن العربي وبدء مرحلة التحرر الوطني والاجتماعي ، إلا أن تجارب البناء السياسي والديمقراطي والاقتصادي والاجتماعي التي شهدتها الأقطار العربية فشلت فشلاً ذريعاً في تلبية مطالب الجماهير في الديمقراطية الحقيقية والعدل والكرامة ، بل رهن حكام العديد من تلك الأقطار إرادته بالقوى الكبرى التي حولت الدور القومي لتلك الأقطار إلى دور مناهض لمصالح الأمة ، وخلقت فئات رأسمالية طفيلية ، ترعرعت وازدهرت على حساب إفقار الجماهير ومصادرة حريتها وسلب كرامتها ومستقبلها ، لقد فشلت الدولة القطرية في تلبية طموحات الأمة ، وهو ما دفع الجماهير للتمرد والثورة على أنظمتها ، وخرجت تطالب بالحرية والكرامة والعدالة والخبز ، ومما لا شك فيه أن صمود واتساع نموذج المقاومة في فلسطين والعراق قد ألهم الجماهير العربية للثورة ضد الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتدهورة ، والتي تتحمل مسؤوليتها بالدرجة الأولى معظم الأنظمة العربية العاجزة التي أفلست بسبب القمع والبيروقراطية والفساد ، ورهن إرادتها بالقوى الأجنبية والتخلي عن النضال القومي ، نعم لقد كان للتخلي عن القضية الفلسطينية ، ومساعدة أمريكا وحلفاءها في احتلال العراق ، وتدمير دولته وقتل شعبه واغتيال رموزه وتمزيق الصومال ، وفصل جنوب السودان وتعريض بقيته للتفتيت وإثارة النعرات الدينية والطائفية والقبلية والجهوية ، كان لكل ذلك أثره البالغ في نفوس الجماهير العربية إلى جانب قضاياها المطلبية الداخلية المشروعة في إشعال فتيل الثورة في وجه هذه الأنظمة المفلسة ، والتي كان أول ثمراتها إسقاط النظام البوليسي لابن علي في تونس ، ونظام كامب ديفيد في مصر والحبل على الجرار ، حتى الانقلاب الكامل على الواقع العربي الفاسد الذي وصل مرحلة الانسداد ، إن نهاية هذه الأنظمة العربية الفاسدة على أيدي الجماهير العربية الثائرة يمهد الطريق دون شك للأمة العربية للانتقال إلى مرحلة جديدة ، حتماً ستكون أفضل من سابقاتها ، إذا ما أدرك أحرار الأمة وفي مقدمتهم البعثيون والوطنيون والثوريون العرب ، أهمية توجيهها والتخطيط المحكم لها حتى لا تتسلقها العناصر الانتهازية والمتخلفة أو تخترقها الدول الأجنبية

يتبع بالحلقة الأخيرة







الجمعة ١ ذو القعــدة ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١١ / حـزيران / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.