استمر نضال الحركة الطلابية بتصاعد مستمر وبوتيرة ممنهجة تحمل قيم وتقاليد عربية أصيلة وبقيت الحركة الطلابية طليعة واعية تعبر عن آمال وطموح الجماهير العراقية بكافة اطيافها وانتماءاتها ولعل ابرز ما يميز دور الطلبة قبيل ثورة ٨ من شباط عام ١٩٦٣ ذلك النشاط الذي حمل افكار قومية عروبية تحررت من الفكر الأوحد نحو الاشتراكية في الرأي والقرار ووقف الطلاب موقف واحد مع متطلبات الشعب خصوصا في يوم ٢٧٣١٩٦١ حينما ارتفعت اسعار البانزين اذ أعلنت الحركة الطلابية الإضراب العام ونزلت إلى شوارع بغداد في مظاهرات اربكت السلطة الحاكمة مما دعتها إلى إطلاق الرصاص الحي فاستشهد عدد من الطلبة ومنهم مؤيد الملاح وقحطان الزبيدي وباقر خزعل وعبد الرزاق موسى وغيرهم وتزامن مع ذلك تأجيل الحكومة القاسمية للانتخابات الطلابية المزعم أقامتها انذاك واستمر نضال الطلبة الى ان تحقق ما يطمحون له وبالفعل تشكل اتحاد يمثلهم وأعلن ذلك في ٢٣ / ١١ / ١٩٦١ ومن هنا بدأت رحلة نضال جديدة تجدد بها العهد للشعب والوطن ان يكون الطلبة مشاريع بطولة وتضحية لاستراداد الحقوق والعمل على تنظيم الطلبة ضمن منهاج ثوري عروبي يوقد شموع الأمل لفجر متألق .. ففي يوم ١٤ / ٢ / ١٩٦٢ أصدر الاتحاد الوطني لطلبة العراق بيان للاضراب العام بعد التعليمات المشددة التي اصدرتها الحكومة ومنها إلغاء نظام الاعادة وفصل عددا من الطلبة وقد لبت الجماهير الطلابية ذلك البيان .. وتواصلت اضرابات الطلبة بعد أن أمر الحاكم العسكري باعتقال عدد كبير من الطلبة وحرموا من الدراسة.وعلى أثر ذلك اصدر اتحاد الطلبة بيان استنكر به ذلك الأمر .. وفي يوم ٢٠ / ١٢ / ١٩٦٢ أعلن الاتحاد الوطني عن اضراب عام شامل ووصف بالاضراب العظيم احتجاجا على استباحة الحرم الجامعي والإجراءات التعسفية ضد الطلبة واعتقال عدد كبير منهم .. وفي يوم ١٧ / ١ / ١٩٦٣ بعدما تجددت اعتقالات النظام للطلبة وتجدد استباحة الحرم الجامعي اعلن الاتحاد الوطني عن اضراب عام فاعتصم الطلبة في مبنى رئاسة جامعة بغداد واضربوا عن الطعام حتى تتحقق مطاليب الحركة الطلابية واستمر هذا الإضراب إلى فجر يوم ٨ / شباط / ١٩٦٣ يوم الثورة المباركة التي قوضت الحكم الامبريالي وانهت الحكم التعسفي وكان اول شهيد للثورة هو الطالب قحطان عبد اللطيف السامرائي من الاعضاء البارزين في الاتحاد الوطني لطلبة العراق وبذلك توج نظال الحركة الطلابية بتحقيق ما طمحوا له.