شبكة ذي قار
عـاجـل










ثورة 17-30 تموز المجيدة

أسطورة واقعية لنظرية رسالية عربية خالدة متجددة

أبو محمد عبد الرحمن

 

كلنا يعلم بأن كل مرحلة تاريخية هي وليدة المرحلة التي سبقتها، ثورة 17-30  من تموز عام 1968 تفجرت في العراق بعد تنامي الحس الوطني والوعي لدى الجماهير وتلاحمها مع التطلعات الوطنية لحزب البعث والرافضة لفكرة الدكتاتورية  والظلم والحرمان وتكميم الأفواه والزج في السجون والمعتقلات وإعدام الرموز كمحاولة لقتل الروح الوطنية وترهيب الجماهير، مما أدى إلى بلورة فكرة القيام بثورة حاضنة لكل هذه المعاناة ثورة تعبر عن الجماهير وتلبي مطالبها وتعلن عن انبلاج فجر يوم جديد في تاريخ العراق، هي ثورة وليس انقلاب لتغير نظام دكتاتوري جائر ظالم مستبد.

ثورة نحو نظام جمهوري يلبي مطالب الجماهير والقوى الوطنية وتعيد العراق إلى الحاضنة الدولية والعربية بكامل سيادته الوطنية.

إن اللبنات الأساسية لبناء وبلورة الثورة متوفرة في المجتمع العراقي لما يتمتع به من الحس الوطني وكسر هاجس الخوف الذي كان يخيم على المجتمع العراقي منذ بداية الاحتلال العثماني لغاية سقوطه في الحرب العالمية الأولى عام 1918، ثورة العشرين أحد أهم اللبنات الأساسية والقوية التي ارتكزت عليها ثورة 17-30 تموز والتي أرست بناء دعائم الدولة المدنية الحديثة والتي كانت الأساس والقاعدة لبناء الدولة الوطنية واستطاعت أن تطرد كل متسلق مرتهن للخارج.

 

ونقف اليوم وبعد أكثر من تسعة عشر سنة على الغزو البربري الهمجي الذي قادته إدارة بوش الصغير ضد عراق الإباء والبطولات، عراق الرشيد والمأمون والمعتصم، عراق ثورة العشرين… ... وصولاً إلى عراق ثورة 17-30 تموز الخالدة التي تحل ذكراها فيما يتواصل نضال أبنائها المخلصين في جهادهم لطرد الاحتلال الذي قادته الإدارة الأمريكية المتصهينة  بتعاون دولي وإقليمي،  استهدفوا من خلاله الإجهاز على  الثورة وما حققته من منجزات هائلة لصالح شعب العراق وعزة الأمة العربية وتطلعاتها إلى مشروع قومي نهضوي استقلالي يعيد لها أمجادها واستمرارية دورها الحضاري ورسالتها الخالدة.

ثورة 17-30 تموز 1968 جاءت حصيلة صراع طويل ومرير خاضته الجماهير العراقية الكادحة لبلوغ أهدافها التي خطها حزب البعث منذ بدايات تأسيسه.

الصراع الدائم والمستمر بين الأمة العربية وأعدائها عبر التاريخ الغابر الماضي والراهن والمعاصر… صراع لا ولن ينتهي إلا ببلوغ حريتها ووحدتها وتقدمها.

فكانت ثورة 30-17 تموز الخالدة التي تفجرت وانطلقت بتضحيات مجموعات من الطلائعيين المدنيين والعسكريين الثوريين وعلى رأسهم المرحوم الأب القتئد أحمد حسن البكر والقائد الخالد شهيد الأضحى القائد المناضل الرئيس صدام حسين وباقي رفاقهم لإعادة العراق لعروبته وأمته العربية التي آمنوا بها هوية وعنوان لرفعة العراق وعزته وإدراكهم عظمة الأهداف المرسومة وحجم الأخطار والمؤامرات التي تواجهها الثورة.

بنجاح الثورة وتطهيرها من العناصر المشبوهة، استطاعت الثورة الناشئة وخلال زمن قياسي قصير نسبياً أن تحقق من الإنجازات والنهضة الهائلة على كافة الصعد العلمية والاجتماعية والاقتصادية التي تعجز عنها الكثير من الدول الكبرى المتقدمة في هذا العالم، حيث نجح وتحقق:

- قرار تأميم النفط وتحرير ثروة العراق.

- حل المشكلة الكردية حلاً ديمقراطياً إنسانيا من خلال قانون الحكم الذاتي.

- وحدة العراق وتحقيق الأمن والاستقرار من في كافة أنحاء العراق.

 - تثوير وتكثيف برامج التعليم والصحة.   

- تشجيع قطاع التصنيع وانشاء المصانع المختلفة.

- تطوير وتأهيل السدود والمشاريع المائية والزراعية.

 - تطوير وتحديث القوات المسلحة.

- قطع دابر الفساد.

- الانتقال بالبلاد إلى مستويات رائعة شهد بها الأعداء قبل الأصدقاء.

 

وكان طبيعياً أن يزداد التآمر مع حجم الانجازات التي تحققت حتى بلغ ذلك العداء والتآمر مراحل الحروب المستترة حيناً أو حروباً بالنيابة والمباشرة أحياناً أخرى إقليمياً ودولياً كلما حقق الحكم الوطني انتصاراً وإنجازاً.

 ونعد شعبنا العراقي العظيم أحفاد أبطال ثورات العراق المتواصلة وفي ذكرى ثورة 17-30 تموز الخالدة بمزيد من العزم والكفاح والتلاحم الجماهيري حتى هزيمة الغزاة المحتلين الأشرار وأعوانهم المارقين أتباع الولي السفيه.

ستبقى ثورة 17-30 تموز خالدة في ضمير شعبنا ومستقبله.

وإلى تموز آخر يعيد المجد للعراق الشامخ العظيم ويعود كما كان دوره دائماً حارس البوابة الشرقية وسنداً لأمته العربية في كفاحها ضد أعدائها وتحرير فلسطين وكل شبر من أرض العرب.

المجد والخلود للأكرم منا جميعا شهداء الأمة وشهداء البعث وفي مقدمتهم شهيد الحج الأكبر القائد المناضل الرئيس صدام حسين ورفاقه. 




الاثنين ١٩ ذو الحجــة ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٨ / تمــوز / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب أبو محمد عبد الرحمن نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.