شبكة ذي قار
عـاجـل










ماذا يحدث في العراق؟  وهل الانسحاب من مجلس النواب حلاً؟ - الحلقة الأولى

زامل عبد

 

العراق منذ اليوم الأول للغزو والاحتلال الإمبريالي الصهيوني الصفوي 2003 شهد الكثير من المواقف الوطنية الرافضة للعدوان والعدوانيين، وما نتج عن ذلك من حكومات احتلال أو تسلط مجموعة من الخونة والعملاء الذين رهنوا كرامتهم بالذل والهوان والاستسلام لأجندة أعداء الوطن،  والفاعلين من أجل تدمير الدين الإسلامي المحمدي النقي من كل بدعة وانحراف تكفيري ودجل وضلال والمتجسد ذلك بالأحزاب المتأسلمة كحزب الدعوة وغيره من أحزاب إيران فإن الإسلام ومنهج آل بيت النبوة منهم براء لأنهم اتخذوا من الدين وسيلة وأسلوب للنهب والسرقة والافساد في كل شيء،  بل تعمدوا بكل ما أوتوا من قوة لتدمير العراق والشعب وصولاً إلى غاياتهم الشريرة التي هي أجندة أسيادهم فسلبوا الدولة شرعيتها الدستورية من خلال دستور كتب بأيادي أجنبية اعتمد بدعة المكونات والفكر الطائفي والتعصب القومي  ليبعد العراق العربي من محيطه ويتحول إلى مستنقع الصراع الطائفي العدائي الذي تجسده الصفوية الجديدة، وكان ذلك بارزاً وواضحاً من خلال التوافق بالمصالح فيما بين الإدارات الأمريكية والنظام الإيراني المتطلع إلى انبعاث الإمبراطورية الفارسية من جديد بوجهها الصفوي وتحت عنوان ولاية الفقيه ، وباستمرار التصدي الشعبي لهذا المشهد كانت هناك الكثير من الأيام  الأكثر دموية منذ انطلاق الاحتجاجات المطلبية والتي تجسدت بشعار رائع وكبير -  خرجت أريد وطن  -  راح ضحيتها قرابة 10000 شهيد وما يزيد على 25000 جريح ومعوق ومفقود ومغيب في سجون سرية أو علنية من خلال المواجهات العنيفة غير المسبوقة بين المحتجين والقوات (( الأمنية  وغالبيتهم من الدمج أي من تلك الأحزاب والتيارات والكتل التي جاءت مع الغازي المحتل)) أو الطرف الثالث الذي لم تتجرأ الحكومة الإعلان عن هويته وحقيقتهم ميليشياويين ولائيين أو من عناصر فيلق القدس الإيراني، وكان المشهد الأكثر دموية عام 2019 الذي شهد ثورة الشباب التشرينية في 25 تشرين الأول والتف حولهم جموع المواطنين المطالبين بالحرية والكرامة للمواطن العراقي والسيادة للوطن وعدم التدخل بشأنه الداخلي من أي جهة خارج الحدود وخاصة نظام الملالي كونه يمثل المحتل الذي يتطلع إلى الهيمنة على العراق ويجعل الطريق سالكاً من جنوب لبنان عبر العراق إلى سوريا وما بعدها (( الأردن ))  وقد تطرق إلى ذلك السفير الأردني الأسبق في طهران وكيف تحرك النظام الإيراني لتحويل الأردن إلى ساحة مفتوحة للحرس الإيراني تحت يافطة السياحة الدينية لزيارة مقامات ومراقد شهداء مؤتة من الصحابة  رضي الله عنهم وأرضاهم، وتعهد إيران انشاء مطار لهذا الغرض في المنطقة لغرض تسهيل أجواء السياحة للزائرين الإيرانيين وكان ذلك من خلال وسائل الإعلام المرئي والمقروء والمسموع أخيراً،  وانطلاقاً من بغداد  -  ساحة التحرير -  وبعدها امتدت التظاهرات  إلى محافظات الفرات الأوسط والجنوبية تطالب برحيل الفاسدين والمفسدين واسترجاع الأموال التي سرقها السراق بمشاريع وهمية لاوجود لها  ،  وتأمين فرص عمل للشباب  فقوبلت الصدور العارية بالرصاص الحي الذي قتل وأصاب الكثير من المتظاهرين الذين تم نقلهم من قبل رفاقهم بالتوك توك  وهنا لابد من الإشارة  بأن الحراك عفوياً ولم يعلن أي حزب أو زعيم سياسي أو ديني دعمه له، ما عدى البعث الخالد الذي هو نتيجة الحاجة الجماهيرية  منذ التأسيس وحتى اليوم،  وقد توزع الشهداء  على المحافظات المنتفضة  وكان 17 منهم في محافظة ذي قار وحدها قبل واقعة جسر الزيتون وما ارتكبه  جميل الشمري الذي أوكل إليه عادل عبد المهدي مهمة قيادة عمليات الناصرية ليرتكب جريمته بكل وحشية وكان المليشياوين الولائيين من ضمن من ارتكب الجريمة ، وهنا لابد من العودة إلى المشهد الذي كان في وقت حكومة الاحتلال التي ترأسها نوري المالكي وكيف كان جلاوزة حزب الدعوة العميل والقيادات العسكرية التي جاءت بفعل الدمج  وهم في المطعم التركي وهم يعطون الأوامر والتوجيهات للانقضاض على المتظاهرين بالرصاص الحي وقنابل الدخان التي توجه بالمباشر إلى منطقة الراس والبطن  وهذا دليل دامغ على الاجرام والإرهاب الحكومي  ،  فكان رد الفعل الشعبي وثوار تشرين ان  يكون المطعم التركي بيد الثوار واطلقوا عليه صفة حبل احد تعبيرا عن معاني كثيرة  فكانت ساحة  التحرير ،  نقطة التجمع المركزية الرمزية للمتظاهرين  ، وكانت شوارع بغداد مهجورة إلى حد كبير ما عدى شارع الرشيد  والخلاني الممتد إلى جسر السنك  بالمقابل الشارع المؤدي إلى ابي نؤانس وساحة النصر امتدادا لمنطقة البتاوين  ، المتظاهرون عازمون على مواصلة تحركهم ، مطالبهم تتمثل في خلق فرص العمل وتعيين الخريجين وتحسين الخدمات وكان حديث المتظاهرين مع بعض وكالات الانباء العالمية ((  نطالب بكل شيء ،  نطالب بوطن لأننا  نشعر بأننا غرباء في بلدنا ، لا دولة تعتدي على شعبها كما فعلت هذه الحكومة  نحن نتعامل بسلمية ولكنهم أطلقوا النار والرصاص الحي ونحن ننادي بان تحركنا سلمي  ))  وعندما تمكن المتظاهرين من الوصول إلى البوابة المنطقة الخضراء اعلن مقتدى الصدر بانه سوف يعتصم داخل المنطقة الخضراء نيابة عن جموع المتظاهرين المطالبين بالإصلاح  فنصبت له الخيمة الخضراء وقدمت له كل الخدمات  ولحين تحقيق هدفه بحماية حكومة الاحتلال وهو يرفع شعار الإصلاح

 

يتبع بالحلقة الاخيرة

 






الخميس ١٩ صفر ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / أيلول / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.