شبكة ذي قار
عـاجـل










ثورة مهسا أميني أصبحت ثورة الحجاب التي توقظ الإيرانيين من ليل طويل – الحلقة الأولى


زامل عبد

 

لن يتراجع نظام ولاية الفقيه الإيراني أمام الحريات العامة ،  وإن قام بذلك وتراجع سيسقط حتما وبدون أي شك لان الثورة الإسلامية التي يدعيها الملالي ومن يسير في منهجهم وضلالهم قائمة أصلا على مبدأ كبت الحريات العامة وقمعها وبالأخص ما يتعلق منها بالتفكير والتعبير عن الأفكار الشخصية وذلك لأن فكرا شموليا مطلقا هو الذي يحكم الدولة والمجتمع الإيراني منذ سنة 1979 والتغيير المعد مسبقا مخابراتيا" وما من شيء اسمه حقوق الإنسان بالنسبة لمعممي قم وطهران ، وهناك لائحة للسلوك غير مسموح باختراقها ولباس المرأة الإيرانية يحتل الفقرة الأولى فيها كون العمائم تعتبرها عورة ،  وقد اكد ذلك احد نواب  مجلس الشورى الإيراني عندما صرح قائلا وبدون أي تردد  (( من خلعن الحجاب بتظاهرهن هن عاهرات ))  ولن تكون الفتاة الكردية مهسا أميني هي آخر الفتيات اللواتي يقتلن في معركة لباس المرأة أو ما يسمى بالحجاب ، فالنظام الإيراني سيتخلى عن الثورة الخمينية لو أنه تساهل في مسألة الحجاب  ، الإيرانيون يعرفون ذلك يعرفون أن الحوار في مسألة الحجاب عقيمة ولا جدوى منها ويعرفون أيضا أن كلمة هادئة منهم لن تصل إلى رأس النظام ومرشده الأعلى خامنئي  ،  لذلك اختاروا أن يركبوا العاصفة في محاولة منهم للفت أنظار العالم إلى ما يجري داخل إيران من انتهاكات لحقوق الإنسان وتغييب كامل للحريات ولكنهم في الوقت نفسه يدركون أن العالم ، شرقه وغربه يلعب معهم لعبة قذرة ولأسباب مختلفة ومتباينة في نفعيتها ومصالحها ، وروسيا والصين  ليست محل ثقة بالنسبة للإيرانيين فالدولتان العظيمتان تتحججان بالتصدي لأطماع الولايات المتحدة ودول الغرب من حوله في احتضانهما للنظام الإيراني وهما تعرفان حقيقته والمادة التي تشكل كيانه المتخلف  والمنتهك تعمدا لحقوق الشعوب الإيرانية ما عدى الفرس الذين منحهم دستور خميني كل الحقوق والامتيازات  على حساب  باقي الشعوب المتواجدة  في الدولة الإيرانية  ،  اما دول الغرب وفي مقدمتها أمريكا فإنها بالرغم من دعايتها المضادة لإيران لا ترغب فعلا في سقوط نظامه وطي صفحة الولي الفقيه وإنهاء عذابات الشعوب الإيرانية لأنه هناك نفع مؤكد من استمرار بقاء ذلك النظام في المنطقة بالرغم من أنه يشكل خطرا حقيقيا على حلفاء أمريكا  وفي مقدمتهم السعودية و ((  إسرائيل بالشعارات وليس الأفعال )) خطر تعبر عنه سياسات إيران في المنطقة والتي نجحت من خلالها في احتلال أربعة عواصم  دول عربية -  العراق  ، سوريا ، اليمن ، لبنان  -  فيها وخلخلة أمنها واستقرارها ونشر الفوضى التي لا يمكن أن تنتهي إلا عن طريق إزالة النظام الإيراني بالقوة  ، الاحتجاجات الشعبية الإيرانية هي مناسبة تعلن الشعوب الإيرانية من خلالها عن غضبها على العالم الذي وجد في نظام الملالي المتخلف فرصة للتعبير عن خلافاته التي لن يستفيد منها الإيرانيون بقدر ما يستفيد منها ذلك النظام الذي أدرك أنه يقوى على القيام بأشياء تناقض القانون الدولي أولا لأن هناك دولا كبرى تدعمه وتقف وراء مشاريع تسليحه تلك دول لا ترى في تسلح النظام الإيراني خطرا على مصالحها ، وثانيا لأن هناك دولا كبرى تشجع إيران على المضي قدما في سباق التسلح انطلاقا من نظرية التسلح التقليدي الفائض التي كانت وراء تفكك الاتحاد السوفييتي وانهياره  فالنظام الإيراني يقدم الإنفاق على آلته العسكرية على كل شيء  لأنه يطمح الى دولة قوية عسكريا غير أنها متخلفة على كل الأصعدة ، في الحالتين فإن الإيرانيين يشعرون بأن العالم يغدر بهم في كل لحظة لا يقف فيها موحدا ضد نظام ليس من منطلقاته الثورية كما يدعي أن يكون إنسانيا  ، كل المفاهيم الإنسانية غائبة في إيران رغم ادعائه نصرت المستضعفين ، ولا يتوقع الإيرانيون أنهم سيسقطون من خلال احتجاجاتهم نظاما يدعمه العالم ولكنهم يريدون أن يقدموا صورتهم الحقيقية من أجل أن يراها العالم الذي يرفض أن ينظر بعيني إنسانيته التي يفاخر بها ويعتبرها من أعظم إنجازاته ،  تحدي العالم هي الفكرة التي قدمتها الشعوب الإيرانية جاهزة لكي تُرى وتكون حاضرة دائما في إعلامه  وسواء اهتم العالم أم لم يهتم بذلك فإنها قالت كلمتها التي سيحفظها التاريخ  حتى اللحظة لا يعترف العالم أن هناك مسألة إيرانية ،  مسألة تتعلق بصراع المجتمع المدني مع النظام الديني الحاكم  ،  يفضل العالم بشقيه أن يكون النظام الحاكم دينيا وهو ما يعني أن الحريات ستبقى مغيبة وليس الحجاب سوى مفردة واحدة في صراع سيكون طويلا

 

يتبع بالحلقة الثانية






الخميس ٢ ربيع الثاني ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / تشرين الاول / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.