شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم

 

حزب البعث العربي الاشتراكي القومي                    أمةٌ عربية واحدة  

قيادة قطر اليمن المؤقتة                                 ذات رسالة خالدة

 

بيان نعي الدكتور عبد العزيز المقالح

 

( مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ) صدق الله العظيم

 

بحزن وألم كبيرين تلقينا نبأ وفاة الشاعر الثائر المفكر الفيلسوف والمناضل الكبير القامة الإبداعية البارزة والمهمة الأستاذ الباحث المؤرخ الأديب التربوي الشخصية الوطنية القومية الأستاذ الدكتور عبد العزيز صالح المقالح والتي شكلت حياته أيقونة متميزة على الصعيد الإبداعي والثقافي الثري بإبداعه، والمنتشر بأشعاره، والمتمدد رغم رحيله في حضور الأجيال، الذي تجاوز حضوره من اليمن إلى الوطن العربي وإلى العالم.

 كان الأستاذ الدكتور عبد العزيز  المقالح واحداً من أبرز قادة النضال الثوري الوطني والقومي التحرري ودعاة الحرية والوحدة والتقدم فقد انطلق الأستاذ الدكتور عبدالعزيز  المقالح عن وعي موغل في ذاتيته الوطنية وفي قوميته الخالصة، متبتل في محراب شعبه مؤمنٌ بإنسانه البسيط، فأضحى واحداً من عظماء الأدب وكان ضمير اليمن  صوت هذا الشعب المكلوم وضميره الحي.

عندما تفتح وعيه السياسي انتمى لحزب البعث العربي الاشتراكي أواخر الخمسينيات من القرن الماضي وتشرب من مدرسة  البعث زاده الفكري، وسماته ومميزاته النضالية وقيم البعث الأخلاقية والمبدئية الأصيلة مسجلاً عبر مسيرته الحياتية والنضالية والفكرية والأديبة والشعرية والعملية منذ نقطة البداية وحتى ترجله عن صهوة الدنيا الفانية أروع معاني الالتزام القيمي والنضالي والأدبي، والتواضع ونكران الذات النزاهة والعفة وكان مناضلاً بعثياً سبتمبرياً جسوراً أسهم مع رفاقه في تنظيم الضباط الأحرار في الإعداد والتحضير والتنفيذ لثوره ٢٦ سبتمبر عام ١٩٦٢م ونظامها الجمهوري وكان المسؤول عن الجناح المدني للتنظيم وعند قام الثورة أصدرت إليه الأوامر بالذهاب إلى الإذاعة هو ورفاقه الأستاذ عبد الله حمران وعبد الوهاب جحاف لانتظار ساعة الصفر وببسالة وشجاعة ورباطة جأش توجه إلى الإذاعة وعند ساعة الصفر عملوا على تشغيل الإذاعة وأذاع بصوته البيان الأول للثورة، وكان له أدوار نضالية  مشرفة ومشهودة  في حماية الثورة والدفاع عن النظام الجمهوري ورحل الفقيد الكبير بعد حياة حافلة بالعطاء والبذل كرسها، في خدمة الوطن والأمة العربية  والإنسانية.

سيبقي الأستاذ الدكتور عبد العزيز المقالح الغائب الحاضر بنضاله ومواقفه وقصائده التي ضخت في نبع أرواح اليمنيين أسمى معاني الحرية والثورة والعزيمة، والتمرد على الواقع الذي يحاول الطغاة أن يفرضوه على الشعب، وحاضراً في الوعي الذي تشكل بعد إدراك حجم الخطر الذي يهدد الجمهورية وتجريف الهوية اليمنية ومحاولة طمسها، والقفز على الجمهورية اليمنية التي ضحى من أجل قيامها الآلاف وكان في مقدمتهم الأستاذ الدكتور عبد العزيز المقالح والذي برحيله فقد البعث واليمن والأمة العربية والحركة الأدبية والوطنية والقومية  علماً من أعلامها ورمزاً من رموزها الذين حملوا راية الحرية والتغيير والتجديد ورفعوا راية النضال ضد كل ظالم ومهين.

ولا يسعنا في هذا المقام وبهذا المصاب الجلل إلا أن نعزي شعبنا، ونبعث بخالص التعازي وصادق المواساة لأسرة الفقيد ورفاقه وأصدقائه ومحبيه في عموم الساحة اليمنية والعربية سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع الرحمة وعظيم المغفرة وأن يسكنه فسيح جناته في عليين مع النبين والشهداء والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

 إنا لله وإنا إليه راجعون. 

 

قيادة قطر اليمن المؤقتة

مكتب امانة السر

28/نوفمبر/2022






الثلاثاء ٥ جمادي الاولى ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / تشرين الثاني / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب قيادة قطر اليمن المؤقتة نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.