شبكة ذي قار
عـاجـل










 

٧ نيسان ميلاد البعث وميلاد كل مناضل حقيقي حافظ على مبادئه

بقلم: الرفيق محمود سعيد جاسم

 

في يوم من أيّام العطاء في ٧ نيسان ١٩٤٧ بعث البعث العربي الاشتراكي على يد مجموعة من شباب الأمة العربية، من المؤمنين بأمتهم العربية بكل ما فيها من كنوز حضارية وقيم ومبادئ عبر مراحل التاريخ المختلفة، دون النظر الى عرق أو دين أو طائفة، بل الشرط الأساسي هو الولاء للأمة العربية والدفاع عن وحدتها وأخلاقها وتراثها، وهذه السمات التي تحلى بها البعث يشترط على كل عضو أن يكون وفياً صادقاً لمبادئه وأن يكون مشروع فداءً لأمته من أجل عزها ورفعتها ونهوضها الحضاري.

أسيق هذه المقدمة وأنا أحتفل بعامي الخامس والخمسين على انتمائي للحزب ولم أنقطع ولم أتجاوز حدود انتمائي وكنت ولا زلت احترم السياقات التنظيمية وقيادتي وتوجيهاتها، ولم أكتب نقدًا ضد حزبي أو قيادته في أي وسيلة أعلام أو وسائل التواصل الاجتماعي، بل قناتي السياقات التنظيمية والهرم الحزبي بكل ما يحمله من قدسية وكنت ولا زلت لا أخاف في الله لومة لائم.

واجه الحزب في مسيرته النضالية الكثير من الشخصيات التي انحرفت عن مبادئه وكانت ترى أن سلوكها صحيح في استخدام طرق الانشقاق والتشهير، ولم تحصد غير أن التاريخ وشحهم بسواد الوجه والإدانة وعدم الاحترام، وفي هذه الأيام والسنوات العجاف التي يمر بها حزبنا وأمتنا العربية من احتلال أمريكي وإيراني وتكالب قوى الشر علينا يخرج عدد من الذين كانوا محسوبين يوماً على تنظيمات الحزب ليقلبوا صفحات صفراء للنيل من الحزب وقيادته، دون وازع ضمير أو أخلاق ولو كانوا من المناضلين الحقيقيين ما كان لنا أن نصفهم بأوصاف تخزيهم، بل من الجبناء الذين احتضنوا الحزب من أجل مصالح شخصية، ومن أجل المناصب وحب الظهور والشهرة، وأقولها كل الذين خرجوا عن الوحدة التنظيمية، وناصبوا العداء لقيادة قطر العراق وعلى رأسها الرفيق أبي جعفر، هم من المستفيدين وفي مقدمتهم خضير المرشدي ، وصلاح المختار وعدنان داود سلمان ومعه عصام أبو شوارب الأول يمد يد الگدية لهيئة علماء المسلمين والثاني يشحذ من التجار كأنهم ( مگادي باب الشيخ).

من المعيب أن يتطاول أمثال هؤلاء على أسيادهم وتيجان رؤوسهم فهم من استمر بالعمل النضالي في كل الظروف الصعبة، ولم يغادروا العراق بل استمروا وتعرضوا للسجن والملاحقة وقسم منهم استشهد من أجل القيم والأخلاق والمبادئ وعاشوا في أقسى الظروف المعيشة ولم يمدوا أيديهم لأحد، وبالمقابل ترى المترفين ألسنتهم طويلة أمثال صلاح المخ طار وخضير المر شدي، والجهبذ الكسنزاني جومرد العضو الطبال وغيرهم من النطيحة والمتردية حيث اختاروا مزبلة التاريخ.

وهنا أقول:

البعثي الحقيقي هو من يحافظ على مبادئه إن كان داخل التنظيم أو خارجه، ولا يعطي أي مثلبة عليه وعلى عائلته، فإن التاريخ لا يرحم، فحزبنا عظيم وكبير في كل شيء بفكره وقياداته ونضاله.

تحية الحب والتقدير لكل مناضلي البعث العظيم وفي مقدمتهم القائد المؤسس الرفيق ميشيل عفلق والرئيس أحمد حسن البكر.. والمجد والخلود لشهدائه الأبطال وفي مقدمتهم الرفيق صدام حسين رحمه الله والرفيق الشهيد عزة إبراهيم والشهيد طه ياسين رمضان والشهيد طارق عزيز الرفيق الدكتور عبد المجيد الرافعي والرفيق علي غنام وكل الشهداء من أبطال الفكر والتنظيم..

وكل رفاق البعث على مدار السنين وأنحاء الأرض التي احتضنت فكره ونضاله ومناضليه.

تحية للرفيق المناضل أبو جعفر أمين سر قيادة قطر العراق وكل رفاقه في القيادة

ودمتم للنضال.. عاش البعث العربي.






الاحد ١٨ رمضــان ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / نيســان / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب الرفيق محمود سعيد جاسم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.