شبكة ذي قار
عـاجـل










عمليات رمضان مبارك وتحرير الفاو:

ملحمة بطولية خالدة في تاريخ العراق والأمة

فهد الهزاع

 

في ليلة التاسع - العاشر من شباط سنة ١٩٨٦ تمكنت القوات الإيرانية من عبور شط العرب مستغلةً انشغال الجيش العراقي في التصدي لعملاء إيران في القاطع الشمالي، لتنجح باحتلال الفاو بعد مواجهة غير متكافئة بين الطرفين.

لقد تجلت أطماع النظام الإيراني في العراق والمنطقة العربية في قراره ضم الفاو إلى إيران مطلقاً عليها اسم الفاطمية سنة ١٩٨٧، وحشد كل دفاعاته لضمان بقاء السيطرة عليها.

إن احتلال الفاو قد مثل تهديداً صريحاً للأمن القومي العربي، وضربة في الصميم لأمن العراق واستقراره وسيادته وذلك بحرمانه من هذه الإطلالة الاستراتيجية على الخليج العربي.

وقد تجلى الغرور في حكام طهران واستهانتهم بجيش العراق الباسل وقائده المظفر المهيب الركن صدام حسين بما زعمه المجرم خامنئي بقوله: لو تمكن صدام من استرجاع الفاو فإني سأذهب إلى بغداد بنفسي لتهنئته.

وقد تطلبت عملية تحرير الفاو جهداً استثنائياً غير اعتيادي، فقد وجه جند العراق الاشاوس ضربات موجعة للعدو الإيراني وعملائه في القاطع الشمالي لغرض إشغالهم عن التركيز على القاطع الجنوبي.

إن توالي التعزيزات لدعم الصناديد المرابطين في القاطع الشمالي قد صرف أنظار النظام الإيراني تلقائياً عن الاستعدادات العراقية لعملية تحرير الفاو، فانصب تركيزهم واهتمامهم بكيفية صمود مقاتليهم في الشمال أمام ضربات أبطال القوات المسلحة العراقية.

وفي السابع عشر من نيسان عام ١٩٨٨ بدأت عمليات رمضان مبارك حيث تمكن جيش العراق والحرس الجمهوري من تحرير الفاو من دنس المحتل الإيراني خلال خمساً وثلاثين ساعة، لتعود مدينة الفداء وبوابة النصر العظيم عراقيةً عربيةً حرة بعد احتلال فارسي دام عامين وشهرين.

لقد أشرف الرئيس القائد صدام حسين على معركة تحرير الفاو بنفسه، وأوصى جند العراق الصناديد برفع العلم العراقي على أخر نقطة في الفاو لردع النظام الإيراني وكي يعلم أن لبوابة الأمة الشرقية فرسان بواسل لا تغفل أعينهم حارسين لها مدافعين عنها ضد كل معتدٍ أثيم.

وفي الثامن عشر من نيسان عام ١٩٨٨ أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة بيانها التاريخي رقم ٣١٤٧، لتعلن من خلاله انتهاء عمليات رمضان مبارك بتحرير الفاو بالكامل من الاحتلال الفارسي الغاشم.

لقد كانت معركة تحرير الفاو الخالدة الفاتحة لمعارك التحرير الكبرى في الشلامجة وزبيدات ومجنون ومعارك التوكلات، وصولاً لانهيار القوات الفارسية وتجرع الدجال خميني سم الاقرار بالهزيمة في يوم النصر العظيم الثامن من آب عام ١٩٨٨.

وفي الخامس والعشرين من حزيران عام ١٩٨٩ بدأت حملة إعادة اعمار الفاو مدينة الفداء وبوابة النصر العظيم التي تضررت نتيجة الاحتلال الفارسي، لتنتهي الحملة بنجاح باهر في زمن قياسي في الخامس والعشرين من تشرين الأول عام ١٩٨٩.

وستبقى الفاو الشامخة شاهداً على بطولات القوات المسلحة العراقية وتضحيات الشهداء الأبرار، وشجاعة بطل التحرير القومي الرفيق الشهيد صدام حسين ورفاقه المناضلين في القيادة.

ويواصل شعب العراق المجاهد وفي طليعته فرسان حزب البعث العربي الاشتراكي تتقدمهم قيادة قطر العراق وعلى رأسها الرفيق أبو جعفر أمين سر القطر كفاحه التحرري ضد الاحتلال الإيراني وعملائه، مسترشداً بتراث قادسية صدام المجيدة ومتمسكاً بنهج الرفيق القائد صدام حسين والرفيق القائد عزة إبراهيم.

إن يوم تحرير العراق الناجز قادم لا محالة، بهمة الثوار والمناضلين وعزيمتهم التي لا تلين.






الاثنين ٢٦ رمضــان ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٧ / نيســان / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب فهد الهزاع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.