شبكة ذي قار
عـاجـل










افتتاحية العدد 71 _ مجلة ألق البعث

حزب البعث العربي الاشتراكي

عداء البعض نعمة وشرف

 

 

في تصريحات هستيرية فقدت أبسط عناصر التوازن والاتزان، اتهم المجرم نوري المالكي زعيم مجرمي حزب الدعوة الإيراني اللقيط العميل، اتهم حزب البعث بأنه أسقط سيادة العراق.

سنكتفي بهذا الاتهام من بين الاتهامات الكثيرة التي اعتدنا سماعها مكرراً من نوري وأمثاله، لأننا نريد أن نتوقف عند هذا الاتهام كونه تزوير للتاريخ وكذب لا يليق براعي غنم بسيط يعيش في صحراء قاحلة، أو حمال عراقي كادح في سوق الشورجة، بل لا يليق بماجن سكير ، ولا بمتهور اعتادت الناس ترهاته وأدمنت السخرية من حاله المثير للشفقة.

في هذا الخطاب، لا يتهم نوري حزبَ البعث، بل يحاول أن يطرد كوابيس هذا العار عن حزبه، حزب الدعوة اللقيط، لأن العالم كله من أقصاه إلى أقصاه يعرف عن حزب الدعوة أمرين:

 الأول: أنه حزب إيراني قاتل العراق مع العدوان الإيراني تحت ذريعة واهية وستار مهلهل ممزق هو أنه حزب يعارض النظام العراقي، وحقيقة الأمر إنه خائن للعراق، عميل لإيران مبغض للعراقيين.

قتال حزب الدعوة وبالذات نوري المالكي ومعه شركاء معروفين، منهم هادي العامري وعائلة الحكيم الفارسية الأصل لبلد يدعون أنه وطنهم هو سابقة لم نسمع عنها في أي مكان في العالم، بل وتأنفها حتى عصابات المافيات والمرتزقة وترفضها شرائع الأرض والسماء وكل قوانين وضوابط البشرية.

الثاني: أن حزب الدعوة كان أحد الأحزاب التي اتفقت مع الولايات المتحدة على غزو العراق واحتلاله، وكان حاضراً في كل عمليات الاستعداد والتحضير لذاك الغزو المجرم، وشارك نوري وحزبه كل من يسمون أنفسهم معارضة للنظام الوطني العراقي بل كان (قائداً وزعيماً) وموجهاً وممولاً وسيطاً بينهم وبين النظام الإيراني الذي كان العراب الأساس والشريك الأول لأمريكا في غزوها واحتلالها للعراق.

هذه حقائق لا ينكرها إلا أقزام العملية السياسية شركاء نوري وأمثاله من أحزاب المليشيات، وميليشيات الأحزاب.

وإذا كان كل العراقيين يعرفون نوري بأنه كذاب فإن التاريخ يجب أن يعلم ويسجل نوري إلى جانب مسيلمة الكذاب وجوقة الملعونين في الدنيا والآخرة، أعداء الله والإنسانية.

إن محاولات نوري الكذاب العميل الخائن تبييض صفحات حزب الدعوة من تاريخه الإرهابي الملطخ بدماء العراقيين، ليس في مقاتلتهم مع جيش إيران وقتل وتعويق وجرح آلاف مؤلفة منهم فقط بل ومن خلال إرهابهم وتعذيبهم في أقفاص الأسر في إيران لتجنيدهم للقتال ضد شعبهم ووطنهم في ميليشيات أحزاب إيران التي تحمل زوراً الجنسية العراقية، وبما يخالف كل القوانين والشرائع التي تحمي الأسرى،  وكذلك من خلال عمليات قطع الطرق والتفجيرات في بغداد وكربلاء وغيرهما من مدن العراق، وفي عمليات الإرهاب بلبنان والكويت وأقطار خليجية أخرى، هي محاولات بائسة ولا تزيد تاريخ الدعوة إلا سواداً وعتمة وظلاماً دامساً، ولن تجعل أية حزمة ضوء تسطع على عقيدته الطائفية الإرهابية الشعوبية الشوفينية العميلة الذليلة.

إن حزب الدعوة هو المسؤول عن قتل آلاف العراقيين الذين أغواهم وجرهم إلى مسارات الجريمة التي يحاسب عليها القانون، ألا وهي جريمة التجسس والعمالة للأجنبي وجريمة الطائفية السياسية المدمرة للبلاد والعباد.

تزوير التاريخ الذي يتصدى له نوري المالكي وحزبه وهادي العامري وميليشياته وسواهم من عصابات إيران في العراق يقتضي أن يصير من دافعوا ببسالة وبطولة نادرة عن وطنهم معتدون مجرمون قتلة، تسويغ المشروع الإيراني الاحتلالي للعراق وباقي أقطار الأمة يقتضي أن يكون المشروع في انطلاقته الأولى على يد خميني حق مطلق ومن يواجهه باطل.

بمعنى آخر مباشر إن تزوير التاريخ يتطلب أن يكون العراق في دفاعه عن سيادته وكرامته وخياراته معتدياً على مشروع تصدير الطائفية الخمينية، ولوي عنق الحقائق يتطلب أن يكون البعث الذي قاد معركة القادسية الثانية للدفاع عن العراق والأمة حزباً إرهابياً، والوطني عميل، والعميل وطني، والخائن شريف، والشريف مجرم، هذا هو مضمون عقيدة نوري وحزبه كجزء أساس في قواعد العداء للأمة العربية.

إن حزب الدعوة الفارسي هو عدو للعراق وللعراقيين، ومن كان يشك بهذه الحقيقة فقد ثبت له بالدلائل القاطعة بعد غزو العراق واحتلاله، وإن إيران كانت تسعى لاحتلال العراق، وثبت هذا قطعاً بعد أن فتحت لها جيوش الغزو مسالك لا عد ولا حصر لها لتخترق العراق طولاً وعرضاً وتحتله وتستبيح دماء شعبه وتنهب ثرواته. وإن أميركا وبريطانيا والصهيونية لم تحتل العراق لتصنع الحرية والديمقراطية بل لتمكن إيران من إدارة أجندة احتلال أرض عربية تماهي أجندة الصهيونية وتزيد عليها بكثير، فالصهيونية تكاد تكتفي باغتصاب فلسطين، لكن مشروع خميني صمم لاحتلال كل الأرض العربية، هؤلاء هم أعداء البعث.

الامبريالية، الصهيونية العالمية، إيران الصفوية الفارسية الطائفية، الرجعية لمن يسمون أنفسهم عرب وتوابعها، أحزاب وميليشيات إيران في العراق وذيولها في الوطن العربي.

 والبعث هو الأمة العربية، شعباً وأرضاً وتطلعاً، وطوبى للبعث، وهنيئاً له هذا العداء المشرف.






الاثنين ١٦ ذو القعــدة ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / حـزيران / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب ألق البعث نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.