شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم

(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ* الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ* أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)

صدق الله العظيم

 

نعي قائد فذ ومناضل قومي جسور

 

تلقينا ببالغ الحزن والأسى النبأ الفاجع برحيل المناضل القائد البعثي الرفيق صبار المشهداني (أبو جعفر) عضو القيادة القومية وأمين سر قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي بعد ظهيرة الإثنين العاشر من ربيع الأول 1445، الخامس والعشرين من سبتمبر ( أيلول) 2023. قيادة قطر السودان لحزب البعث العربي الاشتراكي (لأصل)، إذ تنعي إلى جماهير العراق والأمة العربية والبعثيين على امتداد الوطن العربي والوطنيين والقوميين وأحرار العالم، فإنما ننعي إليهم فارسا من فرسان البعث تصدى ورفاقه في العراق والوطن العربي للمحاولات الإمبريالية الصهيونية الفارسية لإعاقة منجزات تجربة البناء الوطني بآفاقها القومية التحررية في العراق، ووصولها للمجاهرة لاجتثاث البعث، فكرا وتنظيما، في القطر العراقي والوطن العربي قبل وعقب الغزو الثلاثيني للعراق.

انتمى الرفيق أبو جعفر للبعث منذ بواكير شبابه  وشارك في كل مراحل نضال البعث في العراق تصديا للأنظمة الرجعية المتسلطة، وبناء للتجربة الوطنية القومية التقدمية بعد ثورة 30 تموز (يوليو) 1968، وبرز كقائد بعثي مجسدا لقيم حزبنا النضالية بتفاني ونكران ذات، حريصا على وحدته وفعاليته، وعاملا على إعادة بناء الحزب في العراق بعد صدور قرارات الغزو الإمبريالي الصهيوني الفارسي باجتثاث البعث من تربة العراق وملاحقة تنظيماته واغتيال قياداته وتصفية كوادره وعضويته وأنصاره ومؤيديه، وتصفية وملاحقة علماء العراق وضباط جيشه المغوار وتهجير شعبه في حملات دموية شملت العراق بأكمله.

لقد تجلت صفات الراحل العزيز النضالية البعثية التي تربى عليها في صفوف البعث وصقلتها تجربته الجهادية في دوره المشهود في إعادة بناء الحزب في العراق في ظروف بالغة التعقيد لمواجهة تبعات الغزو الثلاثيني للعراق ثم مواصلة دوره النضالي في تحمل مسؤولية العمل التنظيمي في العراق بإشراف الرفيق عزة الدورى الأمين العام للحزب أمين سر قيادة قطر العراق يرحمهم الله، ودفع ثمن ذلك الدور النضالي اعتقالا هو وابنائه وتعذيبا وتشريدا لم يثنه عن الاستمرار في أداء واجباته النضالية في إعادة بناء الحزب ومنظماته ومقاومة الغزو الثلاثيني والاحتلال الأمريكي الإيراني للعراق، على أكمل وجه. وبعد وفاة الرفيق عزة الدوري يرحمه الله تولى بجداراته وثقة وتقدير رفاقه أمانة سر قطر العراق ليتجسد بشكل عملي نهج البعث في الحفاظ على وحدة الحزب، الفكرية والتنظيمية، ودوره من خلال الحفاظ على المؤسسية وتقاليد العمل التنظيمي في حزبنا، وان يظل البعث قوميا مخلصا وفيا لنقطة البداية ورسالة الأمة الخالدة.

برحيل الرفيق أبو جعفر يرحمه الله، فقدت أمتنا وافتقد حزبنا في العراق والوطن العربي، والنضال التحرري، مناضلا جسورا تجسدت فيه وفي مسيرته النضالية كل قيم الانقلاب على الواقع الفاسد وكل معاني المثابرة والصبر على الابتلاءات والظروف الصعبة، غير المؤاتية، والتفاؤل بمستقبل الشعب والأمة.

 عزاءنا أن رحيل رفيقنا أبو جعفر مثله مثل رحيل بقية شهداء البعث في العراق يرحمهم الله جميعا، سيزيد مسيرة الحزب الصاعدة في اتجاه الانتصار الحازم لإرادة الجماهير في العراق والوطن العربي للانعتاق من التخلف والاستغلال والتبعية، بعد  أن أرسى، كقدوة حسنة، وشهداؤنا وقادتنا الراحلون، الأساس المتين لهذه المسيرة المنتصرة بعون الله وبالفعل الشعبي الصامد المقاوم .

 

قيادة قطر السودان لحزب البعث العربي الاشتراكي (الأصل)، وكادره وأعضائه وأنصاره ومؤيديه وجماهيره، تتقدم للقيادة القومية للبعث ولقيادة قطر العراق، ولأسرته وأهله، وقيادات الأقطار وكل البعثيين في العراق والوطن العربي؛ بأحر التعازي في هذا الفقد الكبير، داعين المولى الكريم أن يتقبل رفيقنا الراحل وشهدائنا قبولا حسنا بين الصديقين والشهداء وان يلهمنا الصبر على ما بلانا، مجددين العزم على المضي بثبات في طريق شهداء شعبنا وأمتنا في النضال التحرري من أجل الوحدة والحرية والاشتراكية.

 

 (( وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ۝ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ۝ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ))

 

قيادة قطر السودان لحزب البعث العربي الاشتراكي (الأصل)

 

الخرطوم 11 ربيع الأول 1445 هجرية

26 سبتمبر 2023م






الثلاثاء ١١ ربيع الاول ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٦ / أيلول / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب قيادة قطر السودان نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.