شبكة ذي قار
عـاجـل










مضابط محاكمات البعثيين في ليبيا في كتاب لعمران بورويس

مازن الشيخ

  

في أحدث اصدار عن الأحزاب السياسية في ليبيا نشر الدكتور عمران بو رويس الشخصية القانونية الليبية المعروفة وثائق عن مضابط محاكمات البعثيين والقوميين العرب في العهدين الملكي والجماهيري نسبة إلى الجماهيرية التي اضطلع بتأسيسها العقيد القذافي ويمكن القول أن هذه الوثائق مما تعد السيرة التاريخية لنشأة هذين التنظيمين ومراحل تطورهما فضلاً عن الصورة التي قدمها الكاتب لمجمل الأحزاب والحركات السياسية والثقافية والنقابية إبان مرحلة الاستعمار وما بعدها ومما يثير الانتباه أعداد البعثيين الذين أحيلوا إلى المحاكمة في سنة 1961 حيث وصل إلى 167 بعثيا كان من بينهم الدكتور سعدون حمادي الذي كان يعمل آنذاك مستشارا في بنك ليبيا المركزي وقد نصت لائحة الاتهام ضدهم بتنظيم حزب سياسي كانت الحكومة الليبية حظرت الأحزاب منذ 1952 وألغتها ومنعت انشطتها.

وكان تنظيم حزب البعث العربي الاشتراكي شرع في تنظيم خلاياه منذ منتصف الخمسينات من خلال بعض الطلبة الليبيين الدارسين في القاهرة ومنهم عبد الله شرف الدين ومنصور الكيخيا وإبراهيم حافظ وعامر الدغيس وفريد حسين أشرف وعثمان البيزنطي والدكتور عبد الحميد البابور والدكتور عبد الحميد الناجح حيث بدأوا في تشكيل الخلايا الأساسية من أنصار ورفاق بالاشتراك مع بعض المدرسين القادمين لليبيا من الأردن وسوريا وفلسطين إضافة إلى الدكتور سعدون حمادي من العراق حيث ضم التنظيم شبابا وشابات من مختلف مدن وقرى وواحات ليبيا انصهرت توجهاتهم بعقيدة وفكر الحزب ثقافة وسلوكا.

واستنادا إلى مضابط محكمة جنايات طرابلس فأن الأحكام تراوحت ما بين سنتين إلى سبع سنوات. وأفرجت المحكمة عن آخرين.

ويشير الباحث بورويس إلى أن القضية نظرت آنذاك أمام المحاكم العادية وليس القضاء الاستثنائي كما أن المتهمين المحكومين بالحبس خرجوا من السجن يوم انتهاء محكوميتهم.

أما عبد الله شرف الدين الذي صدر ضده حكماً بالحبس لمدة سنة واحدة وكان خارج ليبيا في مصر فعند صدور الحكم ضده رجع إلى ليبيا وقدم نفسه إلى الشرطة لتنفيذ الحكم الصادر ضده.

أما قضية البعثيين الثانية في تموز 1983 والحكم الصادر فيها من (الثورية الدائمة) حيث حكمت بالإعدام شنقا حتى الموت على فريد حسين أشرف ومحمد الصادق رمضان هلال ومصطفى ارحومة سالم النويري وبعزل كلا من محمود عمر أبو عبيد وعبد الحميد يوسف البابور لمدة 8 سنوات والإنذار النهائي لكل من محمد سليمان عبد الله الزليتي ورمضان عبد الله بو خيط ومحمد علي مهلهل ورمضان محمد عميش وبشير بو عجيلة بن كورة وسالم امبارك السوسي وإخلاء سبيل كل من عبد المطلب عبد الله الشيباني الفودي وعبد العاطي الهادي علي صقر وإبراهيم احمد الجيلاني ومحمد محمد عبد الله القماطي ورشاد أبو بكر فرج والهادي رمضان محمد اوحيات ومحمد على القاضي وعلي عبد الله ختريش وصالح السنوسي عبد السيد وعمر الهادي عمر شنشن وحسن محمد صالح الدرسي والمشيطي مصباح المشيطي حسن وحسين عبد الله مخلوف واحمد حسين ادم المنصوري.

(وأصدرت المحكمة الثورية الدائمة حكمها بمغالطات تاريخية لتبرير حكمها .................... وكانت الجهات الأمنية قد ألقت القبض على الناشطين أعلاه منتصف 1980 بعد قيام النظام بقتل زملائهم  الرفاق الشهيد عامر الطاهر الدغيس والشهيد محمد فرج حمي والشهيد حسين الصغير وألقت بهم بالمعتقل بطرابلس وبعد التحقيقات أحيلوا إلى محكمة الجنايات بطرابلس التي نظرت قضيتهم بحضور عدد من المحامين من بينهم المرحوم أ. علي صدقي عبد القادر وقضت في جلسة الثالث من كانون الثاني 1982 ببراءتهم جميعا ومع ذلك بقوا رهن الاعتقال  ولم يفرج  عنهم إلا في السابع من تموز 1983 وخلال تلك الفترة مثلوا مرة أخرى أمام ما سمي بالمحكمة الثورية الدائمة حيث أصدرت حكمها أعلاه).

وعلى غرار المضابط التي نشرها الباحث القانوني بورويس عن البعثيين في ليبيا خص حركة القوميين العرب فرع ليبيا مضابط محاكمتهم سنة 1967 بتهمة حيازة كتب ومنشورات وبحوث بقصد ترويج مبادئ الحركة الممنوع حيازتها قانونا والتحريض على التظاهر والإضراب العام وعقد اجتماعات سرية لتبادل الآراء من اجل تغيير نظام الحكم.

كما ألقى الضوء على تيار اليسار الجديد والنقابات المهنية بعد أن تمعن بالخارطة السياسية والثقافية في ظروف الاحتلال الأجنبي والفترة الملكية التي أطاح بها انقلاب القذافي.

ويعد كتاب الذي صدر مؤخرا في ليبيا والموسوم (الأحزاب في ليبيا خلال القرن الأخير 1919 – 2022) مرجعاً لا غنى عنه لمن يهتم بالساحة الليبية والمنعطفات التي مرت بها من خلال 424 صفحة تتوزع على عشرة فصول، إضافةً إلى المقدمة والتقويم والأجزاء والخاتمة وتتخللها وثائق وصور حرص الباحث القانوني عمران بورويس على نشرها مما يضفي موضوعية على ما ورد بين دفتي الكتاب.

 






الاحد ١٦ ربيع الاول ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / تشرين الاول / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب مازن الشيخ نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.