شبكة ذي قار
عـاجـل










طوبى للمقاومين في غزة المجد والافتخار

 

الفريق الركن المتقاعد

محمد صالح علوان

 

يعيد إلينا اليوم أبطال غزة وفلسطين شعوراً طاغيا بالفرح والسرور ، ومصدر ذلك الفرح والسرور هو أن الجميع في البلدان العربيه والاسلاميه كانوا يشعرون باليأس والإحباط ويصورون أن القدره على مقاتلة الكيان الصهيوني وجيشه الذي يملك أحدث وأقوى الترسانات من الأسلحه الحديثه والمتطوره وتحقيق الانتصار على مثل هذا الجيش والذي تساندة أكبر القوى العالميه كان أشبه بالمستحيل ، كان هذا الشعور بالإحباط حاضراً في عقول وقلوب الجميع إلا عند الفئة المؤمنه بعدالة قضيتها وحقها في استرداد أرضها السليبه وإيمانها المطلق بأن الله سبحانه وتعالى ناصر المؤمنين الصابرين الصادقين .

وعلى حين غره وبشكل مفاجئ وغير متوقع ظهر هؤلاء الأبطال الميامين وقد تمكنوا من كتمان سر استعداداتهم وتخطيطهم وتحشدهم عن أنظار وأسماع الجميع وليفاجؤا عدوهم والعالم في غارة عسكريه غاية في في الشجاعه والبساله والإيمان وفي تقديرنا أنها قد تعتبر واحده من أهم المفاخر في فن الحرب والتي سيقف عندها المفكرون والمؤرخون كثيراً ، وليتمكنوا من تحقيق أهداف مهمه وذات قيمه استراتيجيه في الصراع العربي الصهيوني الذي امتد لما يقارب السبعون عاما .

إن تجربة غزة اليوم تعيد الى ذاكرتنا بطولة المقاومة العراقيه الباسله والتي انطلقت بوقت مبكر لطرد الغزو والاحتلال ، فعلى الرغم من القدره العسكريه الهائله والأسلحه المتطوره التي أمتلكها الغزاة الامريكان وحلفاءه في سنة 2003 ، إلا ان بطولة رجال المقاومة وإيمانهم بعدالة قضيتهم  وحبهم لوطنهم دفعهم لقتال الغزاة بأساليب مبتكره أوقعت بهم خسائره هائله وكانت عنصراً حاسماً في إذلالهم وهزيمتهم من العراق بعد عدة سنوات . وان نصر المقاومة العراقيه آنذاك أشعر الأحرار من العرب والمسلمين بالفخر والإعتزاز والراحه والطمأنينه ، وان أداء المقاومة العراقيه جعل الولايات المتحدة الامريكيه تفكر ألف مرة قبل أن تعيد الكره مرة أخرى في العراق أو في دول أخرى،  لذلك فأننا فرحين بالمقاومة سواء في العراق أو غزة سواء انتصرت أم لا  ، لأنها  ستخلق جيلا رافضا للظلم والطغيان وسيأتي ويولد جيل جديد شجاع لا يقبل بالظلم والاحتلال ، وهذا أفضل من السكون والخضوع للاحتلال.

 إن على كل منصف من العرب والمسلمين  أن يفرح بما قامت به غزة وأبطالها هذه الأيام وعلى كل الأحرار في بلاد العرب والمسلمين أن يساندوا غزة وشعبها ويقدموا لها الدعم والعون ، لأن كل بلدان العرب والمسلمين سوف تبكي كثيرا وتدفع ثمن التخاذل  والخوف ان خذلوا غزة وأبطالها المقاومون وشعبها الأبي الصامد الصابر المرابط . وان الموقف الحقيقي للأحرار  إذا أخذ مساره الصحيح سوف لن يسمح الى القوى الشريره والمتطرفه والتي لها أهداف خبيثه ان تستثمر هذا النصر العظيم الذي حققه شعب غزة الأبيه ، وأنها ستحاول تشويه ذلك النصر العظيم.

 لقد علمتنا التجربه في العراق وفلسطين بأن أمريكا وبسبب قوتها تتمكن من احتلال أي بلد ولكنها عندما تنزل إلى الأرض فإنها تضعف ، وان أمريكا وربيبها الكيان الصهيوني ستحاول خلق الفتنه بين أبناء البلد الواحد أو ستحاول خلق نوع من القتال والاصطفاف بين أبناء الشعب  وستخلق وترعى العديد من المؤامرات للإيقاع بين أبناء الشعب الواحد  وبالتالي نجد في العائلة الواحدة ان كل شخص سوف ينتمي الى جهة ما ويبدأ الصراع المميت داخل الشعب . وهذا ما حصل بين ابناء الشعب العراقي في فترة من الزمن .

 سيسجل التأريخ إن أمريكا وهي القوة العظمى قطعت ألاف الأميال ومعها دول كبرى ذهبت لمساعدة قوة الاحتلال الصهيوني ، ولكن شعب فلسطين  ومقاومته الباسله  هزموا أمريكا وربيبتها الصهيونيه  في الأخير، وهذا مانتمناه لشعب فلسطين البطل ومقاومته الباسله .

المجد لشعب فلسطين العربي

والتحيه مقرونة بالتقدير والاعتزاز للمقاومة الفلسطينيه الباسله التي حققت نصراً استراتيجياً واضحاً

والنصر لشعبنا العربي في كل مكان

والرحمه والغفران لشهداء أمتنا العربيه

 وخصوصا شهداء فلسطين الأباة

والشفاء العاجل لكل جرحى هذه المعركة المقدسه

ونسال الله لهم النصر المؤزر على أعداء الله والانسانيه

 

29 تشرين الاول 2023

 






الاحد ١٤ ربيع الثاني ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / تشرين الاول / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب الفريق الركن المتقاعد محمد صالح علوان نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.