شبكة ذي قار
عـاجـل










رؤية المستقبل العربي في عيون المناضلين  -  الحلقة الأولى

 

زامل عبد

 

تناولت في الحلقتين السابقتين - لا ينحصر العدوان الصهيوني على غزة  باستهداف حماس – حقيقة الصراع قوميا ووطنيا فيما بين الامة العربية وثالوث الشر والعدوان الامبريا صهيوني فارسي صفوي وما يهدف اليه أعداء الامة لتمزيق نسيجها المجتمعي من خلال تبني المكونات بدلا من المواطنة والوطنية وما حصل في العراق بفعل الغزو والاحتلالين 2003 وسوريا واليمن وليبيا ولبنان المختطف من قبل حزب الله اللبناني ذراع نظام ولاية الفقيه الصفوي  ، فالبعض ينطلق لتأسيس المستقبل بالاحتكام إلى حقائق صنعتها موازين قوى مختلة وسياسات وسلوكيات وإدارة خاطئة للصراع الامة العربية مع اعدائها ، وعوضا عن الاسترشاد ببوصلة الحقوق القومية والوطنية والاحتياجات الجماهيرية وتسليط الضوء على صيغ ومستلزمات وشروط التوفيق بينها دون التضحية باي منها ، تعمد البعض إلى اختزال الحقوق وفقا لما تتيحه موازين القوى وترجح أولوية الاحتياجات على الحقوق وفي هذا السياق ظاهرة التزاحم الملحوظ في عقد المؤتمرات  والحوارات والندوات والاجتماعات النقاشية التي تزايدت دون ان يكون لها دور فاعل وجوهري في الصراع لأنها عقدت من اجل ان تعقد  ليتسلق من خلالها المتسلقون على حساب حقوق الامة  وجماهيرها لان غايتهم ذاتية نفعية واستثمار الحراك الشعبي خارج توجهه الذي ينبع من الحاجة الأساسية الا وهي العدل والمساواة والحرية ببعدها الإنساني ، ولخص البعث الخالد رؤيتك من ذلك بقوله من خلال بياناته القومية والقطرية منذ التأسيس وحتى يومنا هذا  ((  كل تلك العثرات في مشاريع الرؤى النابعة من جهود شتى ، الباحثة عن شكل جديد للذات حادت عن أبجديات التأسيس الخاص التي أنشأها الغربيون في إعادة قراءة وجودهم في التاريخ والجغرافيا ، وفق وعي قومي ناهض على أفكار موضوعية راسمة أفق البداية والنهاية ، ضاعفت من عسر استحضار الذات التوافقية بسبب اشتعال فوضى الأنساق ، واندراجها تحت معطيات ومحميات أخرى يزخر بها الفكر الحديث المتطور وفق موحيات التجربة الغربية ، التي صارت تفسر بتلك النظريات تجربتها ، وتنظر بها لواقعنا ومستقبلنا معا  )) ، فكيف الحال في  زمن الفتنة والذل والغطرسة الغربية على الأمة الإسلامية , في زمن كان المعروف منكرا والمنكر معروفا , في زمن كثر فيه الكتب والمعرفة والعلم وقلّ من يعمل بما يتعلم وسمية هذه بفترة العولمة والتكنولوجيا ، ولدت في زمن الحروب المتواصلة في زمن كانت القوى الكبرى العمياء تتحارب بشكل بارد ومن غير إطلاق نار بينها وسميت بالحرب الباردة , ولماذا لم تكن ساخنة ؟ كانت غير مباشرة بل جاسوسية , ومن يموت فيها هم من الضعفاء في اسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية وشرق آسيا وغيرها ، والحصة الأكبر في وطننا العربي كونه المستهدف الأول من قبل نصارى يهود ومن تحالف معهم وخاصة الفرس عبر تكوينهم السياسي ، أرادت القوى الكبرى وهي الاتحاد السوفيتي السابق وأمريكا السيطرة على المنافع في كل شبر من الأرض , واتجهت أنظار تلك الدول إلى جزيرة العرب  لما لها من موقع استراتيجي  وروحاني  في ان واحد  ،  وفي تلك الفترة كانت القوات الأمريكية تخوض حربا ضد شعب أعزل في فيتنام  ارهقها من خلال حرب الانفاق  كما يحصل اليوم في غزة الصابرة المحتسبة لله فبعد 74 يوم من الإبادة الجماعية والمجازر بأبشع أنواعها واساليبها  يقصف مجاهدي غزة تل ابيب ووسط الكيان الصهيوني برشقات من الصواريخ إضافة الى ما يفعله المجاهدين  بقوات العدو في جباليا والزيتون والشيخ رضوان وتل الزعتر وجحر الديك وغيرها من مواطن الرجولة والشجاعة والاستبسال  ، اذن ولادة الفكر المقاوم كانت ولادة ملحة ومن ذات الرحم النقي الأصيل  وعندما طرح الفتية المؤمنة أفكارهم واحلامهم المشروعة  لم يكونوا في غرف مغلقة  او شاليهات ما تلذ الانفس فيها وتشتهي ، كانوا في الميدان يسمعون انين الجياع واهات الثكالى والمفجوعات  نعم كانوا في كل بيت عربي أينما يكون من خلال وعيهم ومعرفتهم بما تعانيه الجماهير العربية  ، فكان العلاج شامل وموفي قوى العدوان فرقوا الامه  وجعلوا حواجز بين أبنائها  واشاعوا الفرقة والفتنة  فلابد من الرد الواعي الواقعي الميداني  بالوحدة والحرية  والاشتراكية بطريقها العربية  وان يرى المناضلين الأفق الابعد في حركتهم لان البعد الإنساني للرسالة العربية  محوره  { التاريخ والزمن والانسان } وترابطهم جدلي كل منهما يحتاج الاخر ولأيمكن ان يتحقق الى بتوفر الانسان الواعي المؤمن ايمانا عقائديا متجددا بتجدد الحاجة  والزمن  لان رسالة الامة خالدة والوصول الى مبتغاها يحتاج التاريخ المتجدد والزمن بحداثته والانسان المقتدر على أداء الدور فيه وحمل متطلبات بلوغ الهدف أي ان الفكر المقاوم جعل من الانسان العربي هو الغاية والوسيلة في آن واحد.

 

يتبع بالحلقة الأخيرة

 






الاثنين ١٩ جمادي الثانية ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / كانون الثاني / ٢٠٢٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.