شبكة ذي قار
عـاجـل










هل الحق يؤخذ من المغتصب بالتفاوض ؟     - الحلقة الثالثة

 

زامل عبد

 

 ما يحصل من قتل واجتياح في الضفة الغربية والقدس وليس لأي اعتبار آخر فلدينا هنا عملية استيلاء بالقوة والبطش والمجاز على فلسطين تمت بداية تحت حراب الاستعمار البريطاني واليوم برعاية ودعم  أمريكا والغرب المتصهين وصمت مطبق لنظام العهر والرذيلة ما عدى بعض البالونات الإعلامية من هنا وهناك يراد منها ذر الرماد في العيون ، ويمكن وصف الزمن الرديء الذي حل على الامة وجماهيرها  شلل وضعف إزاء معادلة الصراع القائمة وضمن هذا الوضع العربي الذي نتج بفعل غزو واحتلال العراق 2003 وما سبقه من حصار ظالم وجائر لتدمير القدرات المادية والبشرية والعسكرية  واجواء ما سمي بالربيع العربي الذي شهد حالة اشيع فيها مفهوم المكونات بدلا من المواطنة والوطنية  ليتحول المجتمع العربي الى مجتمعات متنافرة متصارعة مما يولد ضعفا مضاف على ضعف التجزئة التي ولدتها اتفاقية سايكس بيكو ،  ولكن كان لا بد من تغليفه – قانون الحق للقوة  -  بقرارات دولية من هيئة الأمم المتحدة وتحديدا مجلس الامن ، ومن دبلوماسيات دولية تتزعمها الدول الكبرى لتحويل الصراع من جانب الفلسطينيين إلى صراع يرتكز إلى المطالبة بتنفيذ القرارات الدولية ، رغم ما حملته من تكريس لعملية دعم ما أحدثته القوة من نتائج ، ثم الاستناد في العقدين الأخيرين إلى ما يسمى المفاوضات والعملية السياسية أو التسوية السلمية ، (( قبلت القوى المسيطرة فلسطينيا وعربيا بالتجاوب مع الضغط الدولي والقبول بالتحول إلى استراتيجية المفاوضات والعملية السياسية والحل السلمي والتخلي عن استراتيجيتي المقاومة والحرب ردا على قانون الغاب )) هذا التحويل يستهدف أول ما يستهدف نزع أي تفكير في امتلاك القوة فلسطينيا وعربيا وإسلاميا لمواجهة قانون الغاب أو قانون -  الحق للقوة - وذلك بالإيهام بأن من الأفضل ومن الأعقل ومن الواقعي التخلي عن استراتيجية المقاومة فلسطينيا واستراتيجية الردع العربي الذي جهد ت القيادة الوطنية القومية في العراق وفي ضل التصدي للعدوان الصفوي المبيت 1980 – 1988 وما بعده من عدوان ثلاثيني ، لإيجاد قوة التوازن الإقليمي عربيا للتصدي لكل أنواع العدوان والاستهداف الامبريا صهيوني صفوي ، وحصل الذي حصل  لتفتقد الامة العربية الرجل القائد الذي قال فعل من اجل الامة وقضيتها المركزية ، ومن ثم الركون النظام العربي الرسمي إلى المفاوضات والتسوية والرهان على أميركا ، ولظروف وأسباب لا مجال للغوص فيها الآن فقبلت القوى المسيطرة فلسطينيا وعربيا التجاوب مع الضغط الدولي ، والقبول بالتحول إلى استراتيجية المفاوضات والعملية السياسية والحل السلمي تحت الرعاية الأميركية ، والتخلي عن استراتيجيتي المقاومة الشعبية المسلحة والحرب ردا على قانون الغاب الذي يتعامل به الصهاينة وامريكا والغرب المتصهين مع قوى الامة العربية الرافضة للتسوية والاستسلام  ، هذا التحويل لمجرى الصراع أو لمواجهته من جانب الفلسطينيين والعرب كان متعارضا تعارضا شديدا مع طبيعة الصراع مع المشروع الصهيوني في فلسطين ، وهي الطبيعة القائمة على أساس إحلال – شعب ما هم الا مستوطنين منهجهم وسلوكهم الإرهاب بكل انواعه -  مكان شعب آخر هو صاحب الحق بكل معناه  وهنا فان الصراع هو صراع وجود ، ومتعارضة مع الأهداف الحقيقية لاستراتيجية الكيان الصهيوني والاستراتيجية الأميركية الذاهبتين - رغم بعض المواقف - إلى التكريس الكلي لما حدث من اغتصاب لفلسطين ، وصولا إلى اغتصاب حتى الحق في فلسطين خارج قانون { الحق للقوة } وذلك عبر إرساء ما يسمى  ((  يهودية الدولة )) بما يمس أصل الحق العربي في فلسطين  ، هذا التعارض بين المفاوضات والعملية السياسية من الجانب الفلسطيني والعربي من جهة ، وبين طبيعة الصراع ( صراع وجود ) من جهة أخرى ، وكذا التعارض بينه وبين الاستراتيجيتين الصهيونية والأميركية كان يتطلب أن يرفض التحول إلى استراتيجية التفاوض والعملية السلمية والرهان على أميركا أو على الدول الكبرى ومجلس الأمن  ، ولكن رغم ذلك فقد تم هذا التحول أو هذا الجنوح والاستسلام لإرادة الإدارة الامريكية ان كانت دمقراطيين او جمهوريين بدعوى موقفها من حل الدولتين ولكن الاحداث التي تشهدها غزة الان بالرغم من كثرة طرح فكرة حل الدولتين  من الخرف بايدن ووزير خارجية  تثبت وبدون أي شك ان أمريكا تعمل بكل قواها لتمكين الناتنياهو وحكومته النازية بامتياز تحقيق أهدافها في جير الفلسطينيين قصرا خارج غزة او ترغيبا كما اعلنه وزير مالية وزراعة العدو ، ويا لكثرة التسويفات والتنظيرات التي راحت تقدم الدعم وعقد الآمال عليه ، فكانت المراوحة كبيرة وواسعة جدا.

 

يتبع بالحلقة الأخيرة

 






الاربعاء ١١ شعبــان ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢١ / شبــاط / ٢٠٢٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.