شبكة ذي قار
عـاجـل










النفاق الأمريكي ونظام الرذيلة والعهر العربي – الحلقة الأخيرة

 

زامل عبد

 

ومن النفاق الامريكي تناقلت وسائل الاعلام الموجة امريكيا ان ادارة بايدن تدرس خطة الاعتراف بالدولة الفلسطينية ورافق ذلك تصريح بايدن انه قرر ارسال المساعدات العسكرية (( لإسرائيل )) لحماية امنها  والدفاع عن النفس  وهذا يتناقض كليا مع ما تدعيه الادارة الامريكية باعتراف بالحق الشعب الفلسطيني فمن الواجبات ان تلزم حليفها الكيان الصهيوني ايقاف جرائمه في غزة والضفة الغربية  والاعتراف وفق بنود اتفاقية اسلوا بحق الفلسطينيين بدولتهم المستقلة ذات السيادة  فكان الرد واضح  بدون اي لبس بقرار مجلس الوزراء الصهيوني يوم 18 شباط 2024 عند تصويته بالإجماع على مقترح المجرم المحترف نتنياهو بعدم الاعتراف بالدولة الفلسطينية المعلنة من طرف واحد وهذا القرار هو تجسيد لفعل نتنياهو ليبلغ الادارة الامريكية  بمعارضته إقامة دولة فلسطينية (( في إطار أي سيناريو لمرحلة ما بعد الحرب على غزة )) على خلاف الرغبة الأمريكية الظاهرية ويسلّط ذلك الضوء على انقسامات عميقة بين الحليفين واشنطن وتل أبيب بعد أشهر الهجوم الصهيوني ضد غزة الذي يهدف إلى القضاء على حماس ))  وفقاً لأسوشيتد برس تعهد نتنياهو بالمضي قدماً في الهجوم على غزة حتى تحقق  (( إسرائيل ))  انتصاراً حاسماً على حماس رافضاً فكرة الدولة الفلسطينية ، وقال إنه نقل مواقفه إلى الأمريكيين ،  وقال المجرم نتنياهو  ((  في أي ترتيب مستقبلي تحتاج إسرائيل إلى السيطرة الأمنية على جميع الأراضي الواقعة غرب نهر الأردن )) وأردف قائلا  (  يجب أن يكون رئيس الوزراء قادراً على قول (لا) لأصدقائنا )) ، في إشارة إلى الولايات المتحدة كانت الولايات المتحدة دعت  (( إسرائيل )) إلى تقليص هجومها على غزة ، وقالت إن إقامة دولة فلسطينية يجب أن يكون جزءاً من ترتيبات اليوم التالي معتبراً أن إنهاء الحرب قبل تحقيق أهدافنا سيضرّ بأمن  (( إسرائيل )) لأجيال عديدة  ، وتصريح الدكتور محمود الهباش مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن إن برنامج بنيامين نتنياهو يهدف إلى فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة ، وأضاف خلال مقابلة مع قناة القاهرة الإخبارية أنّ نتنياهو يريد استمرار الاحتلال كونه لا يؤمن بوجود دولة فلسطينية ، موضحا أنه لا توجد دولة في العالم يمكن أن تقبل وجود عسكري لدولة أخرى على أراضيها رغما عنها وأشار إلى أن السلطة الفلسطينية ترفض أي فكرة لإيجاد غلاف عسكري إسرائيلي في قطاع غزة ( كما أعلن نتنياهو أن هذا هو أحد أهدافه ) ، موضحا أن السلطة ترفض أن يكون هناك أي تواجد للاحتلال على أراضي الدولة الفلسطينية  ونوه بأن نتنياهو يكرّر مثل هذه الأحاديث لتكريس فكرته الساعية لعدم تحقيق وحدة للشعب الفلسطيني ، وعدم قيام دولة فلسطينية واستمرار الاحتلال واعتبر أن نتنياهو يريد التعامل مع الشأن الفلسطيني بمنطق تدوير الأزمة ليس من أجل حلها لكن بهدف إبقائها ليظل الشعب الفلسطيني يعيش تحت ضغط هذه الأزمات ، ومن ثم انعدام خيار إقامة الدولة الفلسطينية كما يحلم نتنياهو وأفاد بأن السلطة الفلسطينية لا تثق كثيرا في نوايا وأفكار الإدارة الأمريكية وهذا التصريح يأتي بعد عدة لقاءات أجراها وزير خارجية بايدن ومحمود عباس ليعزز النفاق السياسي والدبلوماسي الذي تنتهجه الإدارة الأمريكية  والذي لم يواجه بالرفض وبالحد الادنى الاعلان بان امريكا تقول بالعلن شيء وبالسر تدعم المنهج ((الاسرائيلي )) الذي ينتهجه نتنياهو رفضه إقامة دولة فلسطينية استنادا الى قرار الجريمة الاممية بتقسيم فلسطين وأن تتحول غزة إلى منطقة منزوعة السلاح ، خاضعة للسيطرة الأمنية (( الإسرائيلية الكاملة )) ، والسيطرة على كل ما يدخل غزة وهذه هي الشروط الصهيونية الأساسية لليوم التالي للحرب التي تدعمها امريكا بمواقفها في مجلس الامن والدعم المستمر للعدو عسكريا  ومعلوماتياً.

الخزي والعار واللعن يلاحق كل من أجرم وساهم بالإجرام بحق الشعب الفلسطيني.

 

 

 






الثلاثاء ٢٤ شعبــان ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / أذار / ٢٠٢٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.