تعاظمَ الصراع الأمريكي والإيراني على النفوذ في العراق ، وظهرت كواليس السياسة
تمهد اليوم البساط الأحمر لإيران ، بإطلاق دعوات من بعض السياسيين لإنهاء الوجود
الأمريكي بشكل كامل.
وقالت مصادر مطلعة في تصريح لها “يسود المشهد العراقي خطابٌ شيعي يطالب بعرض
قضية إنهاء الوجود الأمريكي في البلد على البرلمان، للتصويت عليها من خلال ممثلي
الشعب. مثل هذا المقترح لو لقي قبولاً، قد ينفخ في أشرعة رحيل الولايات المتحدة عن
العراق”.
وأضافت أنه “ليس خافياً أنّ الكرد يؤيدون الوجود الأمريكي، وقد يعرضون على
الولايات المتحدة اقامة قواعد لهم في إقليم كردستان العراق، ما سيعرض موازين القوى
في المنطقة إلى ارتباك ظاهر”.
وتابعت أن “إعلان الرئيس الأميركي ترمب نيته البقاء في العراق بهدف مراقبة إيران
قد اثار استياء الأحزاب في بغداد، لاسيما أن كثيراً منها تدين علناً بالولاء
لإيران”.
وأوضحت أنه “قبل أكثر من شهر طلبت الإدارة الأمريكية من رئيس الوزراء عادل عبد
المهدي موقفاً واضحاً بشأن قائمة تضم سبعة وستين تنظيماً مسلحاً شيعياً تنشط في
البلد ، يقلد مقاتلوها مذهب المرشد الإيراني علي خامنئي ، ما يعني أنهم يدينون له
بالولاء سياسياً”.
وأكدت أن “تطورات المشهد السياسي في العراق لا زالت غير واضحة، ولا زالت وزارتا
الدفاع والداخلية بلا وزراء، كما يقف رئيس الحكومة عادل عبد المهدي في وضع لا يحسد
عليه، حيث تتجاذبه المطالب الإيرانية المدعومة بقطاع عريض من الأحزاب الشيعية من
جانب، مقابل مطالب أمريكية لكنها تفتقر إلى دعم قوى سياسية عراقية من جانب آخر”.
وأشارت إلى أن “الوضع يتفاقم بمساعي الإدارة الامريكية لتقوية الحصار على إيران
، وقد وصف نائب الرئيس الأميركي مايك بنس في كلمة أمام مؤتمر الشرق الأوسط في
العاصمة البولندية وارشو الخميس 14 شباط، إيران بأنها التهديد الأكبر لمستقبل الشرق
الأوسط، مضيفا أن الجمهورية الإسلامية هي “الراعي الأول للإرهاب في العالم”.
|