شبكة ذي قار
عـاجـل










في الخامس عشر من تموز نقلت  أميركا سلطة الإشراف على معسكرات الاعتقال إلى "الحكومة العراقية". وهذا الإجراء يجعل الاحتلال بحلٍ من أية مسؤولية ومساءلة عن أوضاع المعتقلين والأسرى، الذين ومنذ وضعهم بأمرة الإدارة السياسية والأمنية العراقية اصبحوا خاضعين لمعايير "السلطة العراقية" العاملة في ظل إدارة الاحتلال.


إن هذا القرار الذي اتخذته ونفذته سلطة الاحتلال فضلاً عن كونه يشكل انتهاكاً خطيراً لاتفاقية جنيف التي ترعى وضع أسرى الحرب، فإنه في الوقت نفسه إجراء يضع حياة الاف الأسرى والمعتقلين ضمن دائرة الخطر الشديد والتهديد الدائم لامنهم الحياتي في ظل انعدام المعايير القانونية وتجاوز الضمانات الإنسانية والحقوقية التي توفرها الاتفاقيات الدولية ذات الصلة بالموضوع وحقوق الإنسان.


إن هذا الإجراء الأميركي، يجعل كافة الأسرى والمعتقلين وخاصة ذو الصفة السياسية منهم والذين كانوا يشغلون مواقع سياسية وعسكرية وإدارية في العراق قبل الاحتلال، خاضعين لمعايير الانتقام السياسي والسلوكية السادية التي تتحكم بذهنية الحاكمين، والتي كانت التجارب السابقة خير شاهد على ذلك.


من هنا، فإن حياة كافة الأسرى والمعتقلين في السجون والمعتقلات العراقية هي في خطر، لأن سلطة تفتقر إلى أدنى المعايير الشرعية وتعمل بإيحاء إدارة الاحتلال وكل من يضمر شراً بالعراق لجهة وحدة أرضه وشعبه وعروبته وديموقراطية الحياة السياسية فيه، لا يمكن أن تشكل ضمانة لحياة أناس، كل ذنبهم، أنهم قاوموا الاحتلال وتصدوا له ولإفرازاته ولم يبخلوا بتضحية مهما بلغت جسامتها.


إن الخطورة التي تهدد حياة الأسرى والمعتقلين بعد الإجراء الأميركي الأخير، يدفعنا لأن نرفع الصوت عالياً مطالبين كل الحريصين على حماية حقوق الانسان من عرب ومجتمع دولي وهيئات عربية ودولية ذات صلة، التحرك سريع لوقف مسلسل المجازر السياسية والأمنية التي ترتكب بحق العراق وشعبه ورموزه الوطنية تحت مسميات محاكمات صورية كتلك التي جرت مع الرئيس الشهيد صدام حسين ورفاقه حيث انتهكت في محاكمتهم كل معايير القانون الدولي الإنساني، وأحكام الاتفاقيات والمواثيق الدولية ذات الصلة بحقوق الإنسان.


إن مشهد الانتقام السياسي يتكرر اليوم مع الأسرى والمعتقلين دون الأخذ بعين الاعتبار الحالات الخاصة لبعضهم، وخاصة وضع نائب رئيس مجلس الوزراء المناضل طارق عزيز، حيث باتت حياته في خطر شديد ودون أن تسفر كافة النداءات الانسانية عن الافراج عنه بالنظر إلى حراجة وضعه الصحي.


إننا نهيب بكل القوة الخيرة في هذه الأمة وجامعة الدول العربية، ومنظمة الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان، والهيئة العربية الحقوق الإنسان والاتحاد الدولي للحقوقيين والصليب الأحمر الدولي،ومنظمة العفو الدولية، التحرك  السريع لإنقاذ حياة الأسرى والمعتقلين وبالأخص منهم المناضل الأستاذ طارق عزيز وكل الرموز الوطنية الذين قاوموا الاحتلال في المعتقلات استمراراً لمقاومتهم قبل ان يقعوا في الأسر ولأجل أن يعود العراق، حراً موحداً عربياً وديموقراطياً.


إن الانتصار لقضية الأسرى والمعتقلين في معسكرات الاعتقال في العراق، هو انتصار للقيم الانسانية وانتصار للقيم الوطنية وانتصار للاهداف الوطنية والقومية التي لأجلها قاوم الأسرى والمعتقلون ولاجلها يستمرون في مقاومتهم وأن من داخل الزنازين:


- ليطلق سراح الأسرى والمعتقلين في المعسكرات العراقية دون قيد أو شرط.
- لتحرك سريع لإنقاذ حياة المناضل طارق عزيز.
- ليتحمل المجتمع  العربي و الدولي بهيئاته المتخصصة وذات الصلة بحقوق الإنسان المسؤولية عن تجاوز الاتفاقيات الدولية وخاصة تلك التي ترعى وضع أسرى الحرب.

 


اللجنة الحقوقية في الهيئة الوطنية اللبنانية لدعم المقاومة والشعب العراقي

 

 





الثلاثاء٠٨ شعبـان ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٠ / تموز / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب اللجنة الحقوقية في الهيئة الوطنية اللبنانية لدعم المقاومة والشعب العراقي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.