شبكة ذي قار
عـاجـل










الشعور بالغبن والإجحاف عند طرف ما احد أهم عوامل أي صراع ينشا بين الأفراد والجماعات والدول ، وذلك ينطبق على فرق اللصوص والعصابات التي تستحوذ بالغدر والحيلة على حقوق الآخرين . إن احتلال الدول واستعمارها للسيطرة على ثرواتها سمي بنهب الثروات الوطنية لان من يقوم بفعل الاستعمار هو القوي المتجبر المتعطش لظلم الآخرين . لذا فأن الاحتلال واللصوصية ، عند الأفراد والدول ، لا يفترقان في المعنى .


أقدمت أمريكا بالتعاون مع إيران على احتلال العراق بمشروع عقائدي استعماري لنهب ثرواته ووقف نهوضه الوطني والقومي وتدمير تاريخه وتفتيت كينونته الوطنية ليسهل ابتلاعه . والتقت الأهداف الصهيونية والفارسية معا برعاية أمريكية لتدمير العراق ولكل منهم له غرضه ونواياه ومطامعه . فكان تحالف اللصوص على ارض الرافدين ، وهو حلف غير مقدس ، لان قدسية الأمور تؤتى عند الأهداف السامية والنبيلة وليست اللصوصية .


لقد أيقن المواطن العربي إن العلاقات الصهيونية الإيرانية والأمريكية ليست عدائية كما تحاول إيران ترويجه وما يجري بينهما ألان هو صراع لصوص ، لان إيران تعتقد أنها الأحق من الكيان الصهيوني وأمريكا بثروات العراق وأرضه وإنها تعاني من الشعور بالغبن في توزيع الحصص ! ، وأمريكا تشعر إن إيران تمادت في الطمع لأنها قد حصلت على قيمة دورها في الاحتلال . وفي اغلب حالات الصراع بين اللصوص يؤدي إلى قتال ضار شر بينهما إذا أصر الطرفان على الجمود في مواقفهما ، ومثال ذلك رضا الشريك البريطاني بحصته من النفط العراقي حيث تُفضل المصافي البريطانية بعد المصافي الأمريكية ويحصلوا على تخفيض 12 دولار عن السوق العالمية لكل برميل بالإضافة إلى بعض المشاريع النفطية وحركت البنوك العراقية تمر عبر بنوك بريطاني وأمريكا .


إن إيران رسمت وخططت كثير من مشاريعها اعتمادا على خيرات العراق ، فسلمت عميلها المزدوج احمد الجلبي مفاتيح الاقتصاد العراقي ومكاتبه الرئيسية في طهران وليست في بغداد ومن هناك يصدر أوامره في التحويلات البنكية لحسابات غير معروفة تجاريا لكنها إيرانية وتحديدا حسابات حرس خميني في مختلف البنوك العربية والعالمية وأهمها دبي وأبو ظبي والكويت تحت غطاء شركات تجارية . هل أثارت أمريكا مسألة اختفاء 300 مليار من أموال العراق ؟ ، كلا ، لأنهم وزعوها بينهم دون تراضي !! ، فحركت أمريكا قضية السلاح النووي وشرعت بعض العقوبات لوقف الطلب الإيرانية في زيادة حصته من العراق .


لقد تصدع الاقتصاد الإيراني وبدء يتأثر ببعض العقوبات وشرعت إيران بتخفيض دعمها لعملائها في العراق وما أعلن عنه من تخفيض الدعم إلى جماعة الحكيم إلى النصف وطلبوا من عصابات مقتدى الصدر بالعمل بالتمويل الذاتي أي الاستحواذ على أموال الشعب في البنوك والخطف واستخدام كل الوسائل للحصول على التمويل . وليس كما أشيع وفسره البعض على انه عدم الرضا الإيراني لعدم دعم المالكي .


والمتابع للحركة الاقتصادية في الجيب الإيراني في جنوب لبنان يلمس تعثرها بالشهريين الأخيرين ذلك بسبب تخفيض إيران تمويل مليشيات حسن نصرالله . حيث طلبت إيران مؤخرا من قادة احد دول الخليج بسد النقص الذي تعاني منه مليشيات نصرالله .


هنا وقبل أن أعرج على الموقف الأوربي من العقوبات ضد إيران لابد من دعوة المقاومة العراقية الباسلة باعتبار الشركات التجارية الإيرانية ومن يتعامل معها هدفا مشروعا لزيادة النزف الاقتصادي التي بدئت تعاني منه إيران . ودعوة الكتاب العرب لفضح كل الشركات الإيرانية وتعاملاتها التجارية وخاصة في دول الخليج لأنها تابعة جميعها إلى حرس خميني وهي تلك القوى التي تعيث بأرض الرافدين الفساد ، وتهدف إلى تمزيق أوصال الوطن العربي .


وفي أوربـا بداء التململ والضجر من العلاقات ألأمريكية ألإيرانية في العراق حيث أشارت بعض المؤسسات المهتمة بالشؤون الإستراتيجية إلى عدم أهمية العقوبات ضد إيران في الوقت الذي تفتح أمريكا حدود العراق لإيران . وتسمح للشركات الإيرانية العمل في العراق بصفة عراقية وتقوم بنشاطها الاقتصادي لصالح إيران، لهذا كانت العقوبات الأوربية الإضافية على إيران .


إن صراع اللصوص بين أمريكا وإيران على خلفية احتلال العراق دخلت مرحلة لوي الذراع لتحقيق وخطف المكاسب الإستراتيجية لكل طرف بغض النظر عن مصالح الطرف الأخر ، لان أمريكا قبلت لإيران الاستحواذ الفكري على العراق ونشر أفكارها الصفوية والسياسية في فرسنة العراق والخليج مع قليل من النفط والخيرات العربية ، لكن إيران طمعت أكثر من ذلك وهذا ما أثار التحرك الأمريكي لوقف هذا الجشع حسب قناعاتها. وهذا يذهب بهم للقتال الغير مباشر والغير معلن لحين إيجاد مخرج يفضي إلى تراضي الطرفين في تقسيم نهائي شبه دائم للكعكة العراقية .


إن صراع اللصوص على أرض الرافدين ينتهي بعد إتمام عملية التحرير الشامل للعراق من براثن الاحتلال الأمريكي الصهيوني الفارسي ، والتي أصبحت المقاومة العراقية بإذن الله وعونه قريبة جدا من تحقيق الانجاز الأعظم في تاريخ البشرية ، وهو دحر أعتى قوى العدوان في العالم على مر العصور .


* الاعدقاء : مصطلح استخدمه الكثير من الكتاب يرمز إلى علاقات ذات عداء ظاهري وصداقة مبطنة .

 

 





الجمعة٢٥ شعبـان ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٦ / أب / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب شاهين محمد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.