شبكة ذي قار
عـاجـل










بدأت وتيرة الانسحاب الأميركي من العراق تتسارع، حتى خفّض عدد تلك القوات إلى 50 ألفاً قبل نحو أسبوعين من الموعد المحدد لتحقيق ذلك وفقاً للاتفاقية الأمنية الموقّعة بين بغداد وواشنطن، وبغضّ النظر عن جدّية تلك القوات في الانسحاب من العراق، فإن ما تحقق يعدّ قصيراً بعمر الزمن وعمر الاحتلالات المباشرة التي وقعت في العالم، فأميركا وقواتها كانت قد دخلت العراق «لتبقى» كما أعلن أكثر من مسؤول أميركي، إلا أن كل شيء قد تغيّر تبعاً لواقع الأرض الذي أحبط دوائر القرار في البيت الأبيض، هذا إذا لم يكن في الأمر سرّ، خاصة أن هناك تصريحات أميركية متناقضة تشير إلى نيّة للبقاء في العراق.


وبعيداً عن جدل الانسحاب أو عدم الانسحاب من العراق، فإن السؤال الأهم من ذلك الذي يجدر بنا طرحه في اللحظة الفارقة من عمر العراق، هل حققت الحرب على العراق أهدافها؟.


أشار استطلاع أميركي نُشر قبل أيام، أن غالبية من الأميركيين تعتقد أن التاريخ سيحكم على حرب العراق بالفشل، وهو خلاف للموقف السابق عندما كان الأميركيون ينظرون بإيجابية في تقويمهم لسير الحرب. فان المقاومه العراقيه قد افرضة واقع الانسحاب المتسارح هذا .


فقد أجرت مؤسسة غالوب الأميركية استطلاعاً للرأي شمل ألفاً و13 راشداً تتجاوز أعمارهم 18 عاما، قال 53% منهم إن التاريخ سيحكم على الحرب على العراق بأنها فاشلة، فيما رأى 24% أن الحرب كانت ناجحة، واعتبر 55% من المشاركين في الاستطلاع أن الولايات المتحدة ارتكبت خطأً بإرسال قواتها إلى العراق، مقابل 41% يعارضونهم الرأي.


لقد دخلت أميركا الحرب على العراق بأهداف بعضها معلن وآخر غير معلن، المعلن منها هو أسلحة الدمار الشامل لدى العراق والتي ثبت فعلياً أنها كانت كذبة كبرى، سوف تبقى تلاحق أميركا بالعار إلى الأبد، وربما الهدف المعلن الثاني هو القضاء على النظام في العراق وإقامة نظام ديمقراطي يمكن أن يكون نبراساً لدول المنطقة، كما كان يصرّح قادة الحرب في البيت الأبيض، إلا أن ذلك لم يتحقق وصار العراقيون يترحّمون على أيام الديكتاتورية ، بل حتى الدعوة إلى التغيير التي كانت تتبنّاها بعض الأحزاب والتيارات في المنطقة العربية تراجعت، وصاروا يخجلون من طرحها، لأن النموذج العراقي السيّئ كان صارخاً بما فيه الكافية.


وعلى ذكر الديمقراطية، لقد مضى اليوم نحو ستة أشهر على إجراء الانتخابات البرلمانية في العراق، ومع ذلك لم يتزحزح رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي عن مكانه، رغم أن ائتلافه حلّ ثانياً، بل وصار يتّهم خصومه بشتّى التهم ويختلق المبررات من أجل بقائه مدة أطول في كرسيه، فسلام على الديمقراطية العراقية التي حقّقتها آلة الحرب والدمار الأميركية.


أمّا على المستوى المحلي في العراق الجديد، فلقد نجح الاحتلال في خلق نحو 5 ملايين طفل يتيم في العراق، بالإضافة إلى نحو ثلاثة ملايين أرملة، ونحو مليون معاقٍ جسدياً وضِعفهم من المعاقين نفسياً، ناهيك عن مجتمع مفكّك بفعل الحرب الطائفية التي أشعلتها أميركا، أمّا البنى التحتية، فإن العراق تحول إلى دولة منهارة بالكامل، فلا شيء يوحي بأن هذا البلد كان في يوم من الأيام من البلدان التي تستعد للانعتاق من تخلّف دول العالم الثالث والانتقال إلى مصاف الدول الكبرى.


وفي نتائج الحرب الأميركية على العراق على المحيط العربي، نجد أن هذه الحرب خلّفت وراءها نظاماً سياسياً غير متماسك، وضعيفاً، وموالياً في شقّه الأكبر لإيران وما يمكن أن يمثّله ذلك من تهديد على الدول العربية، في ظلّ تنامي الأطماع الإيرانية في دول المنطقة ومساعي طهران لتكون شرطياً برتبة آية الله.


لا أحد يعرف كيف يمكن لأميركا أن تعيد ترتيب أوراق المنطقة التي بعثرتها بفعل احتلال العراق، فالدول العربية المحيطة بالعراق والتي كان بعضها خائفاً من بعبع اسمه العراق، صارت اليوم أكثر خوفاً من نظام غير مستقرّ يسود العراق، ناهيك عن بعبع آخر اسمه إيران وبرنامجها النووي وطموحاتها المتصاعدة.


إنه الفشل بكلّ تفاصيله، ذلك الذي خلّفته أميركا في العراق بفعل احتلاله، الفشل الذي لن تتخلص أميركا من عاره أبداً، وسوف تبقى تدفع ثمنه، ومعها الدول التي اعتقدت أنّ باحتلال العراق وإسقاط نظامه سوف يتحقق لها الأمن والاستقرار.


ان الحقيقه الساطعه للعيان التي توكد ان المقاومة العراقيه البطله المتمثله بجبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني بضرباتها الموجعه للقوات المحتله في مواقعها ومعسكراتها وقتل وتعويق الاف من جنودها ومرتزقتها جعلته يخطط بالانسحاب . ان المقاومه العراقيه لقنت المحتلين درسا لن ينسى وجعلت العراق فيتنام الثانيه  .

 

 





السبت١٨ رمضان ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٨ / أب / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب ابو احمد الشيباني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.