شبكة ذي قار
عـاجـل










عجيب أمر من يدعون أنهم يمثلون العالم المتحضر ، ويصدرون الديمقراطية، ويدافعون عن حقوق الإنسان والمساواة وفي حقيقتهم عكس ذلك، عجيب من هكذا عقول تتحكم بالبشرية في هذا العالم الصامت الخائف والخائر ، عجيب أمر من يمتلك القوة المفرطة والعلم والتكنولوجيا والمال ويسخرها ضد الإنسانية ويتحدث بأنه من يدافع عن الإنسانية لكنه بالقول وليس بالفعل..!!. بالأمس اطل الرئيس الأمريكي اوباما ليعلن سحب عدد من قواته من العراق وانتهاء عملية ( التحرير) وبدا بعملية ( الفجر الجديد) زاعما إن العمليات العسكرية قد انتهت؟ فالتحرير كان وفق المفهوم الأمريكي  تدمير بمعنى الكلمة، تدمير الأرض والزرع والضرع ، تدمير الإنسان والقيم والحضارة والتراث والتاريخ والجغرافية لهذا الشعب الصابر المبتلى بهكذا عصابات غزو واحتلالات ، تموت الملايين من البشر في كثير من دول العالم نتيجة عنجهية قادة ( التحرير) البوشاوية في أفغانستان والصومال والعراق ولبنان والسودان وفلسطين ودول أخرى في العالمين العربي والإسلامي ويدعون إنهم يحاربون الإرهاب في حين إنهم يمارسون أبشع أنواع الإرهاب ضد  الدول الإسلامية وبلدان العالم الثالث، نعم في خطاب له يوم الثلاثاء الماضي يقول هذا الاوباماوي انتهت (عملية التحرير) وبدأت عملية ( الفجر الجديد) وما أن بزغ فجر  اليوم التالي لخطابه حتى بدأت عمليات مشتركة من قواته الغازية والقوات العميلة التابعة لحكومة الاحتلال الرابعة في مداهمات لمحافظات ديالى والتأميم وبغداد و بعد فزع وهلع أصاب المواطنين قامت بإلقاء القبض على الشباب من سكان الاقضية والنواحي التي تمت مداهمتها بتهم كاذبة وملفقة من جواسيسهم ومخبريهم السريين لتبدأ قوات الفجر الجديد لتملاء السجون الخاصة بها مرة أخرى بعد أن أفرغتها في سجون الحكومة العميلة السرية منها والمعلنة و أن تعيث في البلاد خراب ودمار يضاف لما خلفته عمليات ( التحرير) البوشاوية. عن أي انسحاب وعن أي فجر يتحدثون..!!؟ هل فعلا أمريكا أصبحت أكثر أمانا ؟ الجواب أصبحت أكثر عرضه وأكثر تهديد من ذي قبل نتيجة ممارستها وأساليبها وغزوها و إرهابها للشعوب..!! هل أمريكا في وضع اقتصادي أفضل من ذي قبل كما يدعون ؟ الجواب أمريكا دمرت اقتصادها بنفسها وأصاب ميزانيتها العجز وأغلقت الكثير من البنوك والشركات وسرحت الملايين من العاملين نتيجة الإفلاس وهذا ما  أكدته واشنطن- ا ف ب- كلفت الحرب في العراق مبالغ هائلة تصعب معرفتها  بدقة ،  لكن الأمر الأكيد ان قرار الرئيس باراك اوباما سحب القوات المقتلة التي غزت هذا البلد عام 2003 لن يؤدي بالضرورة إلى خفض كبير في كلفة النزاع في حين أشار اوباما عند إعلانه رسميا انتهاء المهمة القتالية في العراق إلى إن كلفت الحرب فاقت ألف بليون دولار. وذكرت لجنة بالكونكرس الأمريكي 747،3 بليون دولار خصصت حتى ألان لنفقات الحرب..!!

 

 أمريكا خسرت سمعتها أم إنها ذات سمعة أفضل من ذي قبل ؟ الجواب أمريكا في أسوا موقف واسوا سمعة نتيجة عنجهيتها وتعاملها مع دول العالم..!! هل ستنجح أمريكا في عملية ( الفجر الجديد )؟ للتاريخ أمريكا ستهزم هزيمة لامثيل لها في العراق أكثر من هزيمتها في فيتنام بعد أن  خسرت الآلاف من جنودها بين قتيل ومعوق وهارب ومجنون ..!! ماهو حال العراق( الديمقراطي والفيدرالي والاتحادي بعد الاحتلال ) وهذا ما يجيب عليه الشاعر العراقي العروبي  الأصيل  عادل الشرقي بهذه الأبيات:

 

ورغم ان الغـُزاة استجمعوا دوَلا ً     من الزُّناة ِ بجيش ٍ لايُقابلـُـــــــــــهُ

أيُّ الرجال ولكن كان واحدُنــــــا      سبعينَ منهمْ مغيرات صواهلـُـــــهُ

لا لم تنمْ سيدي يوما ً بنادِقـُنـــــــا     أيعرف ُ النومَ من قـُضـَّتْ مفاصلـُهُ؟

وكيفَ يغفو من ابتـُزَّتْ كرامتـهُ        وشُتِتَ الشملُ واحتـُلـَّتْ منازلـُــــــهُ

نحن الذين اعتلينا المجد في زمن ٍ    كان العراقُ مهيبات سواحلـُــــــــــهُ

كان العراقيُّ يمشي ملء عـِزَّتهِ        تحكي عن الخير والنُعمى جداولـُــهُ

كان الفراتُ غزيرا ً كلـُّهُ مرحٌ          وتملأ الأفقَ تغريدا ً بلابلـُـــــــــــــهُ

هل نستكينُ وفي بغداد قد حكمَ        البلادَ قومٌ قد اختيرتْ أراذلـُــــــــهُ؟

وا حسرتاهُ ووا حُزني على بلَد ٍ       كانت نجومُ السَّما دوما ً تـُغازلـُــــهُ

وكان سيلٌ من الأعراس تملأهُ         وتملأ الأرضَ أفرحا ً هلاهلـُــــــــهُ

 

إذن ماهو الموقف من الذين ساعدوا العملاء وشاركوهم بالعملية السياسية الهزيلة واحتموا في ظل المحتل وتركوا شعبهم يعاني ما يعانيه نتيجة لذلك ..؟

من هنا فلا نحسب إن كل الذين يسايرون الأوضاع الفاسدة من جراء الاحتلال ويعيشون في ظلها يطلبون حياة الظلم والإفساد والتآمر والخيانة، فهذه الصفات لا تنطبق إلا على عدد قليل من الرجال البارزين على المسرح السياسي من العملاء والخونة والجواسيس ممن باعوا شرفهم الشخصي قبل شرفهم الوطني وجاء بهم المحتل خلف دباباته والذين أصبحوا الآن ألعوبة في يد المحتل، ولكن هؤلاء ليسوا كل الذين يجارون الأوضاع الفاسدة. والأصوب أن نقول بأن قسما من هؤلاء يطلبون العيش الطبيعي، ولكن العيش الطبيعي في ظروف غير طبيعية وغير سليمة هو عيش غير مشروع. إنما نطلب العيش الطبيعي لشعبنا بمجموعه، هذا العيش الذي يقاتل في سبيل تحقيقه في مستقبل قريب كل الشرفاء الغيورين على وطنهم وشعبهم وكرامتهم..

 

إذن من سيهزم من ؟ نقول وبكل ثقة با لنفس إن المقاومة الوطنية العراقية الباسلة  ومن جميع الفصائل المؤمنة بوحدة العراق الواحد الموحد ومعها الغيارى من أبناء العراق العظيم هم من سيهزمون الغزاة ( وفجرهم الجديد ) وعملائهم الأنجاس المختبئين في جحورهم في المنطقة الخضراء،ويمرغون سمعة أمريكا ومن ساندها وأيدها وشجعها في الوحل وان هذا النصر يلوح بالأفق إنشاء الله ناصر المؤمنين..

 

 





الخميس٢٣ رمضان ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٢ / أيلول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب ماهر زيد الزبيدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.