شبكة ذي قار
عـاجـل










مدخل :

كتبت هذه المقالة في 5 أيار 2006 ومازالت المدية تنحر رقاب العراقيين.. فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.


المقالة :

سلام الله عليك يا أبا الحسنين..

أيها الحاني على الإنسان سواء دان بدينك أم دان بغير دين.. ألست القائل يا سيدي: إن الإنسان إن لم يكن أخا لك في الدين فنظير لك في الخلق.

يا مزيل الكرب عن المسلمين، يا من ابتلي بمفرقي الصف وممزقي وحدة الأمة فقضى حياته في مقارعتهم واستشهد على يد واحد منهم.


أيها الرجل الذي أكل الجشب من الطعام ليطعم شعبه ولبس الخشن من الثياب ليكسو شعبه وعاف قصور الإمارة ووصفها بدار الخبال وعاش في بيت بسيط لكي لا يتميز على شعبه، وكان يمشي بين الناس في الأسواق والطرقات وعند بائع تمور في عاصمة خلافته يجلس.


كان يمكنك، يا سيدي يا أمير المؤمنين، أن تبني القصور العالية وتحصنها بالأسلاك الشائكة والكتل الخرسانية تشتريها من بيت مال المسلمين.


كان بإمكانك، يا سيدي، أن تلبس الناعم من الثياب وتأكل من الطعام ما طاب وتجتث من يخالفك في الرأي والدين والعقيدة أو تقتله وتعزل نفسك عن الناس في منطقة خضراء تدير منها حكمك.


كان بمستطاعك، سيدي، أن تحيط نفسك برجال حماية يشهرون السيوف في وجوه الناس كما تصوب إلى الناس البنادق كلما مرَّ مسؤول في الشوارع اليوم.


ولكن أخاك محمدا أرشدك إلى طريق الخلود وكنت تعرف الطريق إلى الله والى قلوب الناس فزهدت بالدنيا وما فيها، وكم كان وصفك للدنيا بليغا، يا سيدي، عندما قلت للناس أنها لا تساوي عندك عفطة عنز.


يا سيدي يا أمير المؤمنين..


أنت أحببت العراق فجعلت من الكوفة عاصمة لخلافتك، وإلى الآن، يا سيدي، ما زالت عاصمتك منارة للعلم والأدب ومركز إشعاع للدنيا لأنك أسستها على التقوى، ولكن عاصمتك والعراق الذي أحببت مهددان بالتشظي والانقسام على وفق مخطط خبيث لئيم حقود جاء به أعداء دينك.


انظر، يا سيدي، إلى بنيان الله في الأرض كيف يهدم في العراق وتسفح دماء البشر ببساطة ذبح الخراف.


أشرف علينا، سيدي، وادع ربّك أن يحفظ العراق من الانقسام والتشرذم وأن ينعم على شعبه بالأمن والأمان والصحة والاستقرار وأن يعود معافىً قوياً واحداً ينصر دينك.


إن ابن عمك صلوات الله وسلامه عليه، يا سيدي، جعلنا كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر أعضاء الجسد بالسهر والحمى، فما بال قوم يريدون لنا أن نكون طرائق قددا، وما بالهم يسعون إلى ذلك سعياً وكأن الله ورسوله وأولياءه أوصوهم بذلك ورسموه لهم واجباً شرعياً؟


ما بال دماء المسلمين والمسيحيين وكل من ينتمي إلى العراق من عرب وكرد أصبح رخيصا يسفح في كل مكان وكل أوان؟.
 

العراقيون، يا مولاي، مازالوا يتمسكون بعرى هدْيكم ويحب بعضهم بعضا ولا يستحلون دماء بعضهم بعضا ولا أعراض بعضهم بعضا ولا أموال بعضهم بعضا.


إننا في محنة يا مجلي الكرب ونحن في شدّة يا عليّ والمصائب تترى علينا ولكننا ما زلنا نعضّ بالنواجذ على وحدتنا لأن فيها قوّتنا وصلاحنا على الرغم من إنّ حجم المؤامرة كبير..


حاشاك، وأنت علي بن أبي طالب أن تتركنا وحيدين في هذه المحنة، وحاشا سيفك ذو الفقار أن يرتاح في غمده والنفوس التي حرم الله قتلها إلا بالحق تقتل كما تمارس الهواية.


أين أنت يا داحي باب خيبر لتخلصنا من أحفاد خيبر؟.
أدرك العراق يا علي.
فإن لم تفعل شيئا للعراق وأهله فإنهم سيتركونك وحيداً يوم القيامة.


سيتركونك على باب الجنة تنادي: أين من آخذ بيديه إلى الجنة؟؟ أين أمة حبيبي محمد؟؟ أين المؤمنون؟؟ أين الصالحون؟؟ فلا يجيبك أحد ولن تجد أحدا تعطيه مفتاح الجنة.. ولا صكّ الغفران.. ولن تكون قسيم الجنة والنار.


وحاشاك أن تغض الطرف عنا ونحن المتمسكون بك المؤمنون برسالة أخيك صلوات الله وسلامه عليه.

 

 





الخميس١٤ شوال ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٣ / أيلول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب سلام الشماع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.