شبكة ذي قار
عـاجـل










إن علاقة بعض الساسة الأكراد العراقيين باليهود الصهاينة ليست شيئا جديدا ولا سرّا مخفيا. فالكثير منهم ,  خصوصا بعد غزو وإحتلال العراق ,  أخذ يعلن على الملأ مدى هيامه وغرامه بالكيان الصهيوني وما ينعم به من"ديمقراطية"نادرة في الشرق على حدّ زعم هؤلاء المُصابين بعمى البصر والبصيرة , . رغم أن كيان إسرائيل العنصري تأسس وقام على إغتصاب فلسطين وقتل وتشريد وحصار الشعب الفلسطيني وما زال يمارس كل أنواع الاضطهاد والقمع والاغتيالات بحق هذا الشعب. ويبذل الكثير من الأكراد المتصهينين جهودا كبيرة ,  حقّقت بعض النتائج الملموسة ,  في إستنساخ ومحاكاة التجربة اليهودية - الصهونية وتطبيقها بحذافيرها في ما يُسمى باقليم كردستان العراق.


وأصبح التجاهر بغرام الكيان الصهيوني والشوق الى لقائه سياسة وسلوكا ليس رغبة فقط في إظهار ما يدّعون أنه"خصوصية" قوميتهم وإنما من أجل التنفيس عن حقد دفين وعداوة لا تخفى على أحد يضمرونها منذ عقود للعراقيين وللعرب جميعا. ويتمنى الكثير منهم ,  خصوصا أولائك الذين أفرزهم الاحتلال الأمريكي وجعل منهم"ساسة"بعد أن كانوا نكرات ومتسكّعين على شوارع وأرصفة العالم ,  يتمنون لو أن إقليمهم"المقدّس"أصبح إسرائيل أخرى في شمال العراق ,  لأنهم يعتبرون أنفسهم ضحية لعنصرية العرب والفرس والأتراك!


ففي مقال نشرته صحيفة كردية إسمها إسرائيل كُرد - والأسم يدلّ على المُسمّى طبعا - أوردت فيه آراء بعض صحفي آخر زمان من خرّيجي المخابرات الأجنبية وشركات السمسرة والاتجار بالبشر والسلاح والآثار ,  أعربوا فيه عن رغبتهم العارمة بزيارة الكيان الصهيوني "والتعرّف على نظام الحكم المتطوّر هناك". وهذا الكلام  ,  الذي لا يختلف عن الخراء شيئا الاّ من جهة المصدر , .خرج من بالوعة أو فم أحد الصحفيين الأكراد ,  مع تحفّظي الشديد على كلمة الصحفيين. في ردّ على سؤال صحيفة "إسرائيل =كُرد" الذي صيغ بالشكل التالي: "هل تتمنون زيارة إسرائيل كصحافي؟".


طبعا هذا السؤال لم يوجّه الى السياسيين الأكراد لأن هؤلاء حقّقوا أمنياتهم منذ زمن بعيد في زيارة كيان إسرائيل العنصري وأصبحت حبال الوصل بينهم وبين أسيادهم الصهاينة ممتدة من زاخوا الى تل أبيب ثمّ واشنطن. ولنقرأ معا ما قاله الصحفي الكردي المزعوم شيخ عثمان محي الدين ,  بل قاتل الدين الاسلامي وناكره وحاقد عليه ,  يقول: "نعم أتمنى أن أزور إسرائيل حتى أتعرّف على نظام الحكم المتطوّر هناك والاستفادة منه لحلّ معضلة كركوك بعد الاطلاع على أساس تعايش التعدد الديني فيها. نحن نعرف أن ظروف إسرائيل تشبه الى حدّ ما ظروف كُردستان ,  وأتمنّى أن أرى القدس لدراسة النقاط المشتركة بينها وبين كركوك".


بالله عليكم إذا كان هذا صحفي ويعتبر النظام العنصري في إسرائيل نظام حكم متطوّر فما هو رأي وفكرة المواطن الكردي البسيط؟ ثم هل سمعتم إن ثمة شيء في فلسطين المحتلّة له علاقة من قريب أو بعيد بمدينة كركوك؟ الاّ اللهم إذا إعتبرنا أن الفلسطينيين ,  أي الضحاي ,  هم الغُزاة المحتلون الذين جاؤوا من مشارق الأرض ومغاربها ليحتلّوا فلسطين ويطردوا شعبها بقوة السلاح ويُحاصروا ماتبقى منه ملتصقا بارضه. ثم كيف تناسى هذا الصحفي التافه ما يُسمى بقانون"المواطنة"الذي خرج من أدمغة شياطين وأبالسة ومجرمي الكيان الصهيوني والذي لا يوجد له مثيل في الكون ,  ويعتبر بنظر العالم أجمع ,  باستثناء قادة الأكراد العملاء ,  أكثر القوانين عنصرية وتطرّفا وإحتقارا لبقية البشر.


إن "الصحفي"شيخ عثمان منكر وقاتل الدين أصاب في نقطة واحدة من كلامه ,  إذا أخذناها من وجهة نظر أخرى ,  هي الأصدق والأصح طبع ,  حين قال"إن ظروف إسرائيل تشبه الى حدّ ما ظروف كُردستان". فالرجل أراد أن يذكرنا دون قصد إن الكيان الصهيوني وما يُسمى باقليم كردستان إقيما وتأسسا على القتل والاغتصاب والاستحواذ وإرتكاب العشرات من المجازر والجرائم . وكلاهما مرتبط بشكل وثيق بالولايات المتحدة ,  أكراد العراق كعملاء وجواسيس وخدم ,  وقادة إسرائيل حلفاء بل أسياد يأمرون وينهون في واشنطن.


ويستمر هذا المتيّم والهائم بالكيان الصهيوني ,  وأقصد"الصحفي"شيخ عثمان ,  فيقول" إن علاقة اليهود بالأكراد تعود الى نهاية القرن السادس وبداية القرن السابع قبل الميلاد". عجيب غريب. يعني أن مسعود البرزاني ,  الذي وصلت علاقة الأكراد بالصهاينة في زمنه أعلى مراحله ,  ليس ألاّ إمتدادا طبيعيا لأسلافه القدماء الذين كانوا بكل تأكيد خدم وعملاء لليهود وجواسيس ضد الشعوب الأخرى التي يعيشون بينها.


ثم يستمر في خرائه اللغوي - معذرة عزيزي القاريء - الصحفي الكردي المتصهين ,  قائلا: " إن إسرائيل دولة قوية في المنطقة وتملك السلاح النووي ولها موقع بارز ومؤثر ومن الجائز للأكراد أن يتبنّوا العلاقة معها شريطة أن لا تكون هذه العلاقة مصدر تهديد لدول الجوار ,  مثل جمهورية إيران الاسلامية". وهذا بيت القصيد. أي أن كلّ ما يضرّ ويؤذي العراقيين العرب هو مصدر سعادة وبهجة للعملاء والخونة من الساسة الأكراد وبعض ضعاف النفوس ممّن يدعون الثقافة وهم سجناء أوهام وخُرافات وأحقاد دفينة.


وبعد أن شوّهوا الحقائق التاريخية ومارسوا عمليات تزوير وتحريف وتضخيم ,  شأن الصهاينة اليهود ,  لا نستبعد أن يخرج علينا البعض من هؤلاء بالادعاء بأن المسيح "علية السلام" كان كردي ,  أو أنّ أول إنسان خُلق على الأرض كان كان من سلالة مسعود البرزاني ,  وإن إسم الكُرد ورد في جميع الكتب المقدّسة..الخ. ومن المؤسف حقّا أن الشعب الكردي الشقيق خاضع تماما لهيمنة وبطش عائلة وعشيرة مسعود البرزاني الذي ربط مصيره ,  سالكا نفس طريق والده الجنرال الصهيوني ملاّ مصطفى البرزاني. بمصير الكيان الصهيوني عدوّ العرب والمسلمين وجميع شرفاء العالم ,  ضد الغالبية العظمى من الأكراد أنفسهم.


mkhalaf@alice.it

 

 





الاربعاء١٢ ذي القعدة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٠ / تشرين الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب محمد العماري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.