مدخل :
في 7 أيلول 2005 كتبت هذه المقالة في بغداد واليوم تعاظم البلاء والصراع على الكرسي يؤجج البلاء ويذبح العراقيين من الوريد إلى الوريد.. فإلى متى سيستمر هذا الوضع ومتى يستيقظ الناس من غفوتهم ومتى تتوحد الجهود للإطاحة بهذه العذابات؟.
المقال
ثلاثون طبيباً قتلوا و220 طبيباً شردوا من ديارهم والمجموع لن يتوقف عند العدد (250) فالحبل مازال على الجرار، وقوات الاحتلال تعرف كيف ومن تختار لرصاصها المميت؟
هذه العقول العراقية من الأطباء وأحصِ أنت عدد المقتولين من الصحفيين والمهندسين والعلماء وأساتذة الجامعات والطلاب وسواهم من الطاقات التي لن تعوض.
إن خسارة البلد في هؤلاء اكبر وأعظم من خسارته في ما فقد من أمور مادية.. من عمارات ومدن وقرى دمرت ومن آليات حطمت ومن جسور انقطعت ومن أموال أهدرت ومن ثروات نهبت.
كل كارثة في بلدي سببها المحتل، وكل قتل للناس في بلدي سببه المحتلون، وكل أزمة فيها يخلقها الغزاة وكل كرامة تهدر سببها هم أيضاً.. فمن يحاسبهم ومن يعاقبهم ومن يردعهم؟
إن مع كل جندي من جنود الاحتلال تخويلاً بقتل أي كان من دون أن يقول له احد على عينك حاجب.. ويدعي المحتلون أنهم سلموا السيادة إلى حكومة عراقية، فهل سمعتم بقاضٍ عراقي حاكم جندياً محتلاً لأنه قتل عراقياً؟.. وهل سمعتم أن الحكومة العراقية احتجت لدى قوات الاحتلال أو حكومة واشنطن على قتل عراقي برئ؟..
إن دمنا، مع دعوى تسليم السيادة للعراقيين، مازال مستباحاً وبلدنا مستباحاً، ولم أسمع بحكومة من حكومات الأرض لا تطالب بدم أحد رعاياها كما تفعل حكومتنا (الرشيدة) ولعلها تقول مع نفسها كلما قتل المحتل عراقياً: (بس خل يكفونا شرهم).
ليس هناك من تشكون له أمركم في الأرض (أيها العراقيون) ولم يبق من تشكون له أمركم إلا واحداً في السماء هو الله عز وجل ربي وربكم الذي يقول في محكم كتابه العزيز: (يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون).
وصبراً أيها الأطباء..
صبراً أيها المهندسون..
صبراً أيها الطلاب..
صبراً أيها الصحفيون..
صبراً أيها العراقيون ... فانتم جميعاً شهداء وإن لم تقتلوا وقفوا مع شعبكم فلابد لليل من آخر ولابد أن الصبح مقبل حيث الاستقلال والسيادة الحقيقية والتحرير..
