شبكة ذي قار
عـاجـل










بدأت جموع المتظاهرين بالتوجه من مختلف المدن في بغداد إلى ساحة التحرير (رمز الحرية) في العاصمة العراقية منذ الصباح الباكر ليوم25/2 بالرغم من الفتاوى التي ظهرت أمس بوقت متأخر من قبل رجال دين مرتبطين بإيران بتحريم التظاهر والتحذير بالقتل والسجن للبعض من المدن العراقية ومنها ألاعظمية البطلة والتي جاء تحذيرها عبر رئيس مجالس الصحوة فيها .


خرجت الساعة التاسعة من بيتي الواقع بين مدينة الثورة وجسر قناة الجيش فلم أجد أية حركة لوسائل النقل وعند استفسار من نقاط التفتيش التي تضاعفت علمت بأن الحكومة قررت منع وسائل النقل خوفا على سلامة المواطنين ، لم اقتنع بهذا التبرير ، قررت مواصلة سيري على الإقدام بالرغم من معرفتي بأن المسافة إلى ساحة التحرير تبلغ من 15 – 20 كيلو متر وهذه المسافة ليست هينة على رجل بلغ من العمر عتيا


أصابني الإحباط بعدما وجدت إن الشارع خالي إلا من بعض من الشباب يسيرون بنفس الاتجاه ، تحدثت إلى شاب جاء من محلة حي أور ، إلى أين انت ذاهب ؟ اجاب إلى ساحة التحرير . لماذا؟ لأني عاطل عن العمل وانأ صاحب عائلة والحكومة قتلت صديقي . نحن قلة ، أين شباب مدينة حي أو والثورة؟ البعض من شباب حي أور أصدقائي خرجوا الساعة السابعة صباحا أما شباب الثورة فلا ادري ، ربما التزموا بفتوى مقتدى واليعقوبي. واصلت مسيرتي برفقة هذا الشاب مرورا بالعديد من نقاط التفتيش التي فتشتنا عشرات ا لمرات ، رافق هذا التفتيش كلمة ( الله معاكم).


افترقت عن رفيق رحلتي في ساحة التحرير الذي وجدت فيه وعيا سياسيا نادرا بالرغم من عدم حصوله على شهادة الابتدائية وعيا تجاوز به كثيرا جهابزة، لم اعرف إلى أين اذهب لأني وجدت إن الجماهير بالساحة قد توزعوا إلى مجاميع وكل مجموعة تهتف بشعاراتها ، جذبني شعار ( إيران بر بر ) وشعار (تضلي ديما فوك منصورة يا بغداد ) اندمجت معهم فكانوا هم الشباب الذين ابحث عنهم وشعرت بالسعادة لأني وجدت أن البعض منهم جاء من مدينة الاعظمية ومنهم طبيب ، اقتربت هذه المجاميع من بعضها عندما وحدت شعاراتها وعندما جاء أصحاب العمائم لكي يسرقوا جهد شباب الانتفاضة ، من ملاحظاتي إن فتاح الشيخ وصباح ألساعدي تعرضوا إلى الاهانة على يد المتظاهرين ( بالقنادر).


ازداد عدد المتظاهرين وارتفعت أصواتهم بالهتاف وازداد غضبهم وهم يرون البعض من أعضاء الحكومة والبرلمان يتفرجون عليهم من الطابق السابع من البناية الواقعة في بداية جسر الجمهورية والتي كان فيها المطعم التركي قبل قصفها من قبل الأمريكان، تحركت الجماهير الغاضبة والتي ترفع الأحذية وتوجه هتافاتها باتجاه هؤلاء الذين فروا مذعورين إلى جسر الجمهورية باتجاه المنطقة الغبراء بعد أن حطموا الحواجز الكونكريتية والتي أغلق الجسر فيها بالرغم من ارتفاعها العالي والذي ذكرني بجدار برلين .


تصدت القوات الحكومية وبكل صنوفها للمتظاهرين المسالمين وبكل أنواع الأسلحة التي يحملونها ، فلم يجد الناس إلا الحجارة التي وفرتها الأرصفة لمواجهة عساكر النظام ، سقط الشباب فلم يجدوا الإسعاف كما وجدها شباب مصر، حملهم رفاقهم الجرحى إلى الشوارع المحيطة بالميدان لكنهم اصدموا بالأسلاك الشائكة أو البعض من رجال الشرطة الذين لم يفكروا باستخدام سيارات النجدة لنجدة الجرحى لاسيما وان الشارع خالي من وسائل النقل المدنية.


عدت إلى البيت بعد يوم متعب لكني اشعر بالفخر لأني شاركت في هذه الانتفاضة التي سيذكرها التاريخ ، قابلني في طريقي مجاميع من الشباب الذاهب إلى ساعة التحرير وهم يسالون عن الذي حدث ، أوقفني الشرطة أكثر من مرة وهم يسالون عن الذي حدث في ساحة التحرير ، كان إفراد الشرطة يشعرون بالفخر ويقولون بالرغم من الإنذار الذي هم فيه لكنهم سعداء بما يجري ، أثناء رحلة العودة رافقت رجل قد بلغ السبعين ، صدقوني بالسبعين جاء من مدينة الثورة ليشارك بهذه التظاهرات وهو عائد إلى بيته وهو يشعر بالفخر لأنه شارك الشباب في تظاهراتهم ، كانت رحلة العودة ممتعة مع هذا الرجل الذي حدثني عن تاريخه وتاريخ العراق .

 

 





الجمعة٢٢ ربيع الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٥ / شبــاط / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب أبو فهد العراقي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.