شبكة ذي قار
عـاجـل










 

تقول الحكمة ... ( خذوا الحكمة من أفواه المجانين )

 

نسوق هذه المقدمه ليس من باب التجني او القذف او اهانة احد لكن للضرورة احكام !

 

الزعيم الليبي معمر القذافي في أحد مؤتمرات القمه العربيه نطق بعبارة اثارت سخرية الزعماء العرب وضحكوا عليه ومنهم ملك السعوديه وحسني مبارك كما ابتسم بشار الاسد مضيّف المؤتمرين في دمشق حيث عقدت تلك القمه ... صرح القذافي بلا خوف ولا خجل بان دور حكام العرب ومصيرهم سيكون اسوأ مما حصل لرئيس العراق أبان العدوان عليه لمحاكمته جورا وسوقه للمقصله وهو بريء والعالم ساكت اخرس ويتفرج على المسرحيه التي حصلت في العراق وما آل اليه الوضع من مآسي وويلات وتدمير بلد كامل لم يعتد على أحد ولم يثبت امتلاكه اسلحه محرمه دوليا . اخوتي القراء : نحن لانريد التجني على القذافي المصاب بجنون العظمه لكن الادوار تتالت ومانشاهده من اصابة الانظمه العربيه بانفلونزا الرحيل واحدا بعد الآخر بدأوا يتساقطون كأشجار الخريف غير مأسوف عليهم من شعوبهم حيث المشاهد والتمثيليات ودراما تهاوي انظمتهم التي حصّنوها دعموها بأحدث الاسلحه الفتاكه واشرس الانظمه الامنيه لحمايتهم لكن دون جدوى فهاهم يتساقطون تباعا . هناك حكمة وردت على لسان الأفعى تقول (( كيف آأمن شرك وهذا أثر فأسك )) عندما قطع جزء من جسم الافعى ... ونحن نقول كيف نأمن شركم ايها الحكام الدكتاتوريين بعد ان ظلمتم شعب العراق وجنيتم عليه ورمّلتم نساءه ويتّمتم أطفاله وهجرتم ملايينه وخربتم مدنه ؟ كيف نأمن شرك ايها الزعيم الليبي الراحل عاجلا أم آجلا واثر فأسك في جسد العراقيين يوم ارسلت طائراتك المقاتله وصواريخك الفتاكه واسلحتك في الحرب العراقيه الايرانيه لتدعم نظام الخميني ضد ابناء عمومتك من عرب العراق ...كيف نأتمنك وسلاحك قتل آلاف العراقيين وهدم مدنهم فوق رؤوسهم وكان سببا في أطالة امد الحرب ثمان سنوات ولولاك ولولا فضائحك و فضائح ووترغيت والطائره الارجنتينيه المليئه بالاسلحه والتي سقطت وفضحت نوايا الاشرار وكثير غيرها كل تلك الاسباب أطالت الحرب العدوانيه ضد العراق الآمن والمسالم حيث كان يدافع عن حدود العراق والعرب الشرقيه ضد الطغيان الايراني والتوسعي بعد ان هدد بأكتساح الشرق لتصدير ثورته الطائفيه المشبوهه. هل تريد ايها الزعيم الليبي المنّحى ان ينسى العراقيون دماء ابنائهم ويغفروا لك ذنوبك وسيئاتك بحق فلذات اكبادهم؟

 

كيف يؤمن شرك وهذا اثر فأسك ؟ ونذكّرك وان نفعت الذكرى ماذا جنيت من اصطفافك جنب الخميني ونظامه آنذاك حقدا على العراق وقيادته الحكيمه بعد ما قدمت لأيران دعم لوجستي ومادي ومعنوي من ثروات الشعب الليبي المغلوب على امره منذ عام 1969 وهاهو نظام الملالي يكافئك ويجازيك وهو يغرز خنجره في خاصرتك ويطعنك من الخلف مصطفا الى جانب قوات التحالف التي تقصف مدنك وتقتل الليبيين ...هذا جزاء ما اقترفت ايديك بعد ان لطختها بدماء اطفال العراق ... هذا جزاء ما قدمت لايران من مساعدات أبان الحرب العدوانيه (( وعلى نفسها جنت براقش )) خذها طعنة خلفيه من ايران التي تطبل وتزمر اليوم وتكرس آلتها الاعلاميه ضدك وضد نظامك ابتهاجا بزوالك فالايرانيون اعجل من غيرهم لانهيار حكومتك وهم يستقبلون خبر انهيارك بشكل مذهل. عود على بدء : نقول للحكام العرب وبلا استثناء يوم تشمتوا باعدام صدام حسين وفرحوا بزوال نظام حكم وطني لم يعتد على أحد اتهموه ظلما بحيازته اسلحه كيميائه وجرثوميه وبايولوجيه محرمه دوليا في الوقت الذي فتشوا كل مدنه ومعسكراته ومستشفياته ومختبراته سنوات عديده ولم يعثروا على قارورة واحده من هذا السلاح باعتراف اللجان التفتيشيه ...لجان دوليه وفرق تفتيش على اعلى المستويات نبشت وحفرت في باطن الارض وفي الكهوف والمغارات والمتاحف والمعاهد العلميه وفي زوايا وخبايا العمارات والصحاري والاهوار وجبال العراق وحتى القصور الرئاسيه ولم يعثروا على علبة من كبريت محرم ...اين وصل بهم الصلف والكذب والرياء والنفاق ليبرروا هجومهم على عراق قوي له وزنه ومكانته عالميا ودوليا وعضو مؤسس في الجامعه العربيه والامم المتحده ومنظمة المؤتمر الاسلامي وحقوق الانسان ... لقد ضربوا كل هذه المواثيق وانتهكوا كل الاعراف ونفذوا مؤامرتهم تحت مرأى ومسمع زعماء هذه الدول والذين نراهم يتساقطون واحدا بعد الآخر .

 

كلهم شاركوا في التآمر على العراق ولا استثني الا النزر اليسير بدءا من حسني مبارك الذي فتح قناة السويس امام الاساطيل الاجنبيه والبارجات والسفن والغواصات المدججه بأقذر الاسلحه الفتاكه ...نعم فتح لهم القناة والاجواء امام طائراتهم بكل صلافه دون ان يحترم ارادة العراقيين وهو يستهزيءبالعراق وقائدهم الشهيد صدام حسين ليقول بملْ فمه ( ده أمريكا يا صدام ) !! وهاهو يقبع في سجون ومشافي شرم الشيخ ينتظر محاكمته ومصيره الذي نشرت فضائحه وفضائح عائلته والمقربين منه بالفساد وسرقة اموال المصريين وقتل المتظاهرين !

 

كذلك فعلت حكومة سوريا ولم ترحم العراق ولا احترمت شعبه وجيشه الذي دافع عن دمشق وحمى حمى سوريا وقدم الشهداء في حروب التحرير ...وقف حافظ أسد الى جانب ايران في حربها العدوانيه ودعمها طوال فترة الحرب ثمان سنوات بمدها بالسلاح والمال والخبره لقتل ابناء عمومته عرب العراق . والنظام السوري حتى يومنا هذا لازال يتعاطف مع ايران ويتحالف معها ضد الامه العربيه ويصطف الى جانب النظام الطائفي في قم وطهران ...والدليل على كل ما يحصل وقوف ايران بكل قوتها الى جانب حكومة بشارالاسد لدعمه في قمع المتظاهرين وقتل الشعب السوري وهذا ما يشاهده العالم . اما حديثنا عن دول الخليج وتآمر انظمة الكويت وقطر والسعوديه وغيرها بفتح حدودها واجوائها وقواعدها امام اساطيل المحتل ليست ببعيده فقطر قدمت كل التسهيلات في قاعدة امريكا العسكريه على أراضيها والكويت كانت المنفذ الذي دخل الغزاة الى ارض العراق ودنسوها . اذا من نستثني من زعماء العرب بعد نشر فضائحهم التي ازكمت الانوف ومليارات الدولارات كشفتها بنوك سويسرا والنمسا وفرنسا والمانيا وامريكا وغيرها ...حسابات فلكيه وارقام مذهله في جعبة هؤلاء الزعماء الذين نراهم يتساقطون ...

 

بن علي فتحت قصوره وهي مليئه بالاموال والحلي والمجوهرات والنفائس وقصر قرطاج في تونس اكبردليل على ذلك . والزعيم الليبي نشرت فضائحه الماليه في مصارف اوربا وكذا الرئيس المصري والسوري واليمني بعد ان جمدت اموالهم واعلنت للملأ . لكن يبقى السؤال مطروحا لكل ذي بصيرة ويبصر ولكل ذي أذن ويسمع لنقول : اين اموال صدام حسين ايها الرؤوساء الراحلون ؟ واين القصور المسجله بأسمه والعقارات والفيلات التي ملكها ؟ وحدثونا عن مصرف واحد في سويسرا او اوربا كشف حساب لصدام حسين او احد افراد عائلته . لقد جنيتم على العراق وعلى شعبه وقيادته . لقد جنيتم على بلد آمن خالي من الاسلحه الكيميائيه بشهادة كل العالم . لقد جنيتم على زعيم العراق الوطني لانه احب شعبه وضحى من اجله وهاهو مصيركم تلقونه لانكم ساهمتم في مؤامرة قتل العراق وتدميره ويم لا ينفع ندم او عضّ الاصابع حيث البكاء والعويل وصرير الاسنان ولكن بعد فوات الاوان ... (( وعلى الباغي تدور الدوائر ))  

 

 





الاحد٠٣ رجـــب ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٥ / حــزيــران / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب ججو متي موميكا نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.