شبكة ذي قار
عـاجـل










11- قد يمكنني أن اصف المنعطف الذي تعيشه جملة التغيرات في العالم على المستوى الفكري وحتى النضالي من التأثر والتاثير المفروض عليه سواء أيديولوجياً أو فلسفياً أو على مستوى التجارب بالمرحلة التي عاشتها أوروبا ابان إنتصار الثورة الفرنسية التي أحدثت تأثيراً فكرياً وفلسفياً وليس سياسياً فقط , فقد أثرت وبشكل كبير في مسار الكثير من التجارب في أُوروبا وخاصة التجربة الليبرالية في بريطانيا وكذلك على حركة اليقضة القومية التحررية في إيطاليا.

 

إن هذا المنعطف الخطيرالذي نعيشه اليوم بدء مع فشل التجربة الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي , والذي أحدث تخللاً كبيراً في الصراع الذي كان ولا يزال يدور بين قوى الاستغلال المتمثلة بالامبريالية العالمية وريثة القوى الاستعمارية وبين نهضة الشعوب المُستَغلة , وهذا أثر بشكل كبير في موازين القوى لصالح القوى الامبريالية العالمية.إن إمتلاك القوى الامبريالية للتكنولوجيا الحديثة جعلها تتمكن من السيطرة على مفاتيح التغير لصالحها ومن هذه المفاتيح العصرية الاعلام المرئي وبالتحديد شبكات المعلومات والانترنيت وقد سُخرت كل تلك الوسائل في حربها مع المنظومة الاشتراكية المتمثلة بدولة الاتحاد السوفيتي التي لم يتهئ لها في حربها مع المعسكر الامبريالي بأنها ستكون أحدى الادوات التي ستؤدي الى إنكسار المنظومة الاشتراكية , وقد ظهر تأثير هذا الاعلام في تمجيد البيروستريكيا وإظهارها كانها طريق الخلاص لمجموعة الدول الاشتراكية في حينهاوتقديم الزعيم الروسي الاسبق غورباتشوف بإنه قائد الاصلاح والتغير , وليس الاداة المهمة في هدم الاتحاد السوفيتي تماشياً مع رغبة المعسكر الرأسمالي.

 

وبسقوط الاتحاد السوفيتي بدءت التأثيرات السلبية تظهر على حركة الثورة العالمية ومنها العربية , فكان الخطوة الاولى للامبرالية بإستغلال موضوعة الكويت وبنفس الفلسفة والاتجاه تم التحرك على التأمر والعدوان على التجربة الثورية الرأئدة في العراق وأيظاً لعب الاعلام الغربي المفبرك وذيوله من الاعلام العربي ضد العراق وخاصة في كذبة الحاضنات وقتل الابرياء بحيث نجح في تحشيد قوى غربية وعربية ضد العراق ولكن لما تم تعيرهم(المعسكر الامبريالي) للمغامرة والتي كانت تهدف حينها بإسقاط التجربة الثورية في العراق تبين بأنها ستكلفهم كثيراً مادياً ومعنوياً و قد تًدخِلَهم بصراع قوي وسيواجهون مقاومة عراقية شرسة وخاصة وأن نظام الثورة كان متحزماً بكل الشعب , فتم تأجيل هذا الهدف الستراتيجي المهم والذي بدء التحطيط والعمل به منذ تأكيد نجاح الثورة في 30تموز من عام 1968 , نعم أُجلت القوى الامبريالية الصهيونية بتحديد ساعة الاجهاز على الثورة وعملت على تهيئة كل الظروف والعوامل والادوات والتقيتات لساعة الصفر , نعم عملت على تنضيج ضروف الحدث بجملة من القرارات الضالمة لمحاصرة العراق سياسياً و إقتصادياًوعسكرياً وأيظاً عملت وبكل الوسائل الاغلامية على تشويه سمعة العراق عربياً و أقليمياً و دولي , وسخرت في حملتها هذه أدواتها من أنظمة عميلة وحليفة لها في أطماعها في المنطقة وفي العالم , وأدخلت كل هذه الفعاليات الشريرة في توقيتات تسيطر عليه , ولما شعرت أن الانر بدء يفلت من قبضتها أي أن العراق بدء يخرج من عنق الزجاجة التي وضع فيها كان قرارها بغزوه وبدون تردد بعد أن كان العراق لم يكن في أولوياتها بالهجوم عليه.

 

لقد بدءوا مع العراق شوطاً جديداً من التأمر يمتازبنوعية جديدة في المسار وقساوة بحق الجنس البشري لم تُذكر لها مثيلا في التاريخ الانساني , وأستمر أكثر من 13 عاماً من الحصار وإختلاق شتى أنواع الاكاذيب ومع ذلك بدى الامر لهم بإنهم يراوحون في مربع سيؤدي بهم بالنتيجة التي لا تتفق مع أطماعهم فكانوا أمام أحد الاحتمالين :


أولاً_ بأن العراق سيخرج من هذه المحنة أقوى , وهذا ما يعني مواصلة الاشعاع الثوري للتجربة العراقية في المنطقة وهذا أكثر ما يخشونه.


وثانيا_ً فشلهم في تحشيد رأي عام عالمي رسمياً او شعبياً لضرب العراق من جديد. , ولما لم ينجحوا في كل ذلك أيظ , وبدى لهم أن العراق أوشك على الخروج من الازمة , كشفوا عن ورقة التين التي تخفوا من ورائها وضربوا بعرض الحائط كل القيم السماوية والارضية حتى قيمهم كحقوق الانسان وحق تقرير المصير والتي سوقوا لها وتاجروا بها ولا زالوا يسوقونها ليومنا هذ , فكان غزو العراق وسقوط التجربة الثورية العربية في العراق وهو معقل مهم من معاقل الثورة في العالم.

 

 

 





الجمعة٠٨ رجـــب ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٠ / حــزيــران / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب سمير الجزراوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.