شبكة ذي قار
عـاجـل










يوم 23 من تموز الجاري ليس يوم كمثله من الايام يمر وينتهى , بل هو يوم سيبقى خالدا ناصعا في سفر تأريخ الانبار،  يوم تنادى له كل شيخ غيور

 

من أقصى العراق الى أقصاه  ليجتمع كل وطني غيور لبى نداء حرة عراقية نادت من خلف القضبان وامعتصماه, وكل طفل قتل الغزاة أباه وكل غيور بقيد ألاسر يكمم العتاة فاه ... إنه نداء لأنبل وأطيب وأشرف شعب على وجه المعمورة وصاحب أقدم حضارة وبنيان , إنه عراق ما نكث وعداً ولاسكت على ظلمٍ ، ولاخاب من إستجار به ، إنه جمجمة العرب وكنز الاسلام الذين أضاعوه ، إنه العراق . إجتمع من أجله ونجدته كل غيور بعد ما عرفوا إن الحمل إذا ما مال فلا يعدله على ناصية الجواد إلا أهله ، متيمنين بقوله سبحانه وتعالى بسم الله الرحمن الرحيم

 

 وأعتصموا بحبل الله جميعا ولاتتفرقوا ... ولاتتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم وإصبروا إن الله مع الصابرين )

 

جمعتهم النخوه اليعربية وفروسية الرجال ، جمعهم العراق الواحد الموحد لا تفرقهم دسائس الاحتلال ومكر العملاء وطيش الطائشين وانتهازية الانتهازيين الذين نهبوا كل أموال العراق سحتا حراما

 

لينثروها على نزواتهم  في ملاهي وحانات ومراقص وفنادق دول الجوار . جمعت هؤلاء الشيوخ الأفذاذ كلمة لا اله الا الله  , واجتمعوا في بيت شيخ مخلصٍ أمينٍ للعراق لم يمد يده لمحتل كافر ولا لعميل متلون ، لايملك من العراق وفيه الا كرامة الرجال لا يملك سوى ربما قوت يومه . أتدرون كيف ضٌيف ضيوفه ؟  أصر الشيخ أحمد مشعان بديوي المطلك على أن يبيع إثنين من خيوله العربية الاصيلة التي يعتز بها، ليقوم بواجبات الضيافة. وأصر أن لا يبوح لأحد بذلك. ولكني علمت بحكم رابطة القربى. وقد رفض أن يشاركه الخيرون من أفراد العشيرة في تضييف ضيوفه لأنه  لم يرد أن يثقل على أحد ولكي لا يتصيد المتصيدون في الماء العكر. فالرجل وريث للكرم والطيب وفعل الخير .  .

 

لذلك صدق من قال فيه وفي غيره من الرجال

 

على قدر أهل العزم تأتي العزائم   

 وعلى قدر الكرام المكارم

وتعظم في عين الصغير صغارها   

وتصغر في عين العظيم العظائم

 

 

يا أهلي وعمومتي أهل الانبار الأبية الصامدة 

 

لنحافظ جميعا على المعاني النبيلة العالية وقيم الرجولة فأنتم أهل لها .

وأنتم يا شيوخ العراق النجباء لكم من كل عراقي وعراقية ومن كل شاب وطفل ، لكم كل التحايا والإجلال والتقدير، يا من حميتم وافتديتم العراق واحدا موحدا. يا من بكم وفيكم نرفع رؤوسنا شامخة، سيروا على بركة الرحمن، فوالله صنعتم  للعراق مجدا جديدا  ، وكنتم خير خلف لخير سلف ، يا أحفاد ثورة العشرين ، أطلقوا عنانها بوجه المحتل الغازي الكافر، فهو رأس الأفعى .أعيدوا لأخوانكم العرب عزهم ومجدهم وإطردوا شيطان الخوف من نفوسهم كي لايدفعهم هذا الشيطان وهوى النفس الأمارة بالسوء  ليمعنوا في يوسف غدرا وضربا ... ولكي يعرفوا قدر العراق ويعاضدوه فهو سيفهم البتار بوجه الأعادي. وهاهم الفرس بعد العراق يصولون ويجولون ويهددون ، قولوا ياشيوخ العراق البرره لأخوانكم العرب من يخاف شرور إيران عليه ألا يحتمي بتقسيم العراق ، بل عليه الوقوف مع العراق ورجاله الأوفياء .لا أن يفترش أرضه سجادا أحمرا للعملاء والمشبوهين .

 

وانتم يامن جلستم أو أجلسكم الغازي الذليل على أشلاء العراق فوالله كرسيكم لايغني ولايسمن من جوع ولن يزيدكم الا سحتا وخطيئة، ففاقد الشيء لايعطيه، وما أٌخذ بالقوة لا يسترد الا بمثلها، وأخص منكم من يدعي تمثيل ( سنة ) العراق , فلن يقبل أي غيور ان يمثله من يصافح الكفار . لاتنكئوا الجراح ، فهل نسينا يوم  دنس رأس العتاة بوش المجرم أرض الانبار حاضرة بني العباس ونُحرت الخراف تحت قدميه النجستين ؟ لا تحاولوا الاعتذار بعذر ربما سيكون أقبح من ذلك الفعل الذي لن ننساه جيلا بعد جيل .. أنسيتم أم تناسيتم عندما خاطبكم ذلك المجرم المخمور الذي دنس أرض الكبرياء أرض الانبار ومن خلالكم خاطب العالم ليقول ( والله لولا...... لكنا على وشك إعلان هزيمة أميركا في العراق بسبب الانبار ... ) , فويحكم يا من شرعنتم عملية المحتل السياسية لتدمير العراق .. ثوبوا الى رشدكم فإنكم أصغر من أن تقدموا أو تنتزعوا شيئا من مخالب هؤلاء خيرا للعراق , إعرفوا حجمكم وإعلموا إن في الانبار ليوثا سيحاسبونكم على رؤوس الأشهاد .  فلن نقبل ولايقبل الاحرار ان يقودهم أشباه الرجال . لاتلعبوا بالنار فقد آن آوانها والله لن تكون الإنبار الا قلعة للعز والكبرياء والشموخ جزءا لايتجزأ من العراق. ولن تكون كما يُخطط لها أرضاٌ لغير أهلها وبالعز تكرم ضيوفها, ثوبوا الى رشدكم أيها الاقزام لن تكونوا إلا رويبضات الزمن السيء... توبوا فقد بلغ معكم السيل زباه وقد أٌعذر من أنذر ... اللهم فإشهد .

 

وأنتم ياليوث العراق شيوخا أفذاذا مرابطين أقف عاجزا ويعجز معي كل غيور عن وصف موقفكم ورجولتكم وشجاعتكم وقد وجدت في قول المتنبي مايلامس فعلكم وأنتم تواجهون جيشين , جيش الغزاة الجبناء , وشلة المنحرفين العملاء السراق .. فقد وصفكم الشاعر ولسان حاله يقول فيكم:

 

على قدر أهل العزم تأتي العزائم ... وتأتي على قدر الكرام المكارم

وتعظم في عين الصغير صغارها .. وتصغر في عين العظيم العظائم

 .............................

    وياشيخ احمد المشعان والشيخ جمعه الدوار والشيخ سالم الضباب والشيخ قاسم الكربولي والشيخ السبعاوي وخنساء العراق الدليمي وبنت موصل الحدباء  وكل شيوخ وشرفاء العراق لقد وصف موقفكم شاعر العرب ابو الطيب المتنبي وهو يصف جيش الأعادي الذي تواجهونه بصدوركم العامرة بالإيمان بقوله..

خميس بشرق الارض والغرب زحفه .. وفي أذن الجوزاء منه زمازم
تجمع فيه كل لسنٍ وأُمةٍ ... . فما يفهم الحداث الا التراجم

              
 ..... ( ويصف موقفكم أيها الأفذاذ ) ......
فلله وقت ذوب الغش ناره         فلم يبق إلا صارم أو ضارمٌ
تقطع مالايقطع الدرع أو القنا    وفرٌ من الفرسان من لايصادمٌ

وقفت وما في الموت شكُ لواقفٍ  كأنك في جفن الردى وهو نائمُ
 تمر بك الأبطال كلما هزيمةً   ويبقى وجهك وضاح وثغرك باسمُ

 

تجاوزت مقدار الشجاعة والنهى       الى قول قومٍ أنت بالغيب عالمٌ

ضممت جناحيهم على القلب ضمةُ     تموت الخوافي تحتها والقوادمٌ

بضربٍ أتى الهامان والنصر غائبٌ    وصار الى اللبات والنصر قادمٌ

حقرٌت الردينات حتى طرحتها    وحتى كأن السيف للرمح شاتمٌ

ومن طلب الفتح الجليل فإنما    مفاتيحه البيض الخفاف والصوارمٌ

الا أيها السيف الذي ليس مُغمدا      ولافيه مرتابٌ ولامنه عاصمُ

هنيئا لضرب الهام والمجد والعُلى   وراجيك والإسلام أنك سالمُ

ولم لايقي الرحمن حديك ماوقى   وتفليقة هام العِدى بك دائمُ


والله أكبر ... وعاش العراق حرا عربيا موحدا

 

 





الاحد٢٣ شعبان ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٤ / تمـــوز / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب من خليل الدليمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.