شبكة ذي قار
عـاجـل










لو دقّق أحدّكم وتمعّن جيدا في لغد ويافوخ وعِلبة, وهي على التوالي بلهجة جنوب العراق, الخد المنتفخ وأعلى الجمجمة ومؤخرة الرقبة, ضخامة وزير خارجية المنطقة الخضراء هوشيار زيباري لأدرك حالا أن الشعب العراقي, رغم قناعتنا التامة بأن "الوزير"زيباري لا يمثّله باي حال من الأحوال, يمرُّ باسوء مرحلة في تاريخه الحديث, لا على الصعيد الدبلوماسي, والذي هو مرآة عاكسة لسياسة البلاد الخارجية أمام العالم, والتي يُفترض أن تكون أنقى من البلّور, بل على جميع الأصعدة. ولو كان ثمّة إنصاف في هذا الكون لأستحقّ الوزير"الكردي" ووزارته العراقية جائزة أوسكار لأفشل وأسوء دبلوماسية عرفتها الأمم في الخمسة قرون الأخيرة!


فلم يكتفِ ضخامة هوشيار زيباري بتحويل السفارات والقنصليات العراقية في الخارج الى فروع ونوادي وفنادق, وبعضها مراقص ومواخير ومقاهي, طبعا عصرية الطراز, تابعة لآمارة شاهنشاه مسعود البرزاني, بل سعى وبذل كل جهوده )الكريمة والجليلة والخيّرة!( لوضع العراق, وطنا وأرضا وشعبا وتاريخا, في المزاد العلني الذي تديره شركات سمسرة سياسية وإقتصادية كبرى ومافيات منظّمة ومجرمون محترفون ومختصّون في شتى أنواع الجرائم. الى درجة لم يعد فيها العراق "الجديد"دولة في ظل قيادة منتفخ الأوداج والأرداف والليّة "المؤخرة"هوشيار زيباري بل صار بضاعة بالمعنى الحرفي للكلمة. ومعلوم للجميع أن للبضاعة سعرا معيّنا يرتفع وينخفض حسب نوعية تلك البضاعة ورغبة المشتري أيضا.


وآخر عملية بيع وشراء لوطننا الحبيب, قام بها وزير خارجية المنطقة الخضراء, تمّت عن طريق "هدية مالية وكماليات باهضة الثمن" من إمارة آكلي المِرار, دويلة الكويت حاليا, لقاء صمته وتغاضيه بل ودفاعه المبطّن عن مشروع "ميناء مبارك"الشيطاني, والذي يسعى من وراءه الكوايتة "إخوتنا في الدين واللغة والجغرافية والجيرة" الى خنق العراق وحرمانه من التنفس ورؤية العالم الخارجي. مع العلم إن هذه الامارة العاقّة الحاقدة لا تحتاج الى أي ميناء جديد, فضلا عن أن ثلثي ساكنيها هم من الأجانب.


وحسب ما كشف عنه نائب في ما يُسمى بائتلاف دولة القانون المدعو عمار الشبلي, والذي أكّد دون لف ودوران بان لديه وثائق تدعم أقواله, هو أن وزير خارجية عراقهم الجديد تسلّم رشوة من إمارة آل الصباح العملاء تتضمن 100 ألف دولار وكمايات ثمينة وساعة يدوية. ألخ, وصدق من قال "من شبّ على شيء شاب عليه". أو كما يُقال هنا في إيطاليا "الذئب يبدّل جلده لكن ما يبدّل طبعه". فكومة اللحم المنفوخ هذا, وأقصد هوشيار زيباري, رغم كونه وزيرا ويتقاضى راتبا أعلى من راتب باراك أوباما, لم ينسَ أبدا حرفته القديمة, حيث قضى جلّ عمره في خدمة أرباب نعمة كثيرين, ولقاء أسعار زهيدة جدا خصوصا إذا كان الأمر يتعلّق بالحاق المزيد من الأذى والضرر والاساءة للعراق وشعبه.


لكن مسخرة ومهزلة حكّام بغداد المحتلّة لم تنتهِ باستلامهم رشاوي حتى من أرذل الناس, وتفشّي سرطان الفساد في مفاصل جميع أجهزة ومؤسسات عراقهم الجديد, بما فيها ما يُسمى بهيئة النزاهة, بل في الردّ المضحك والمخزي الذي صدر عن أبو لغد وكرش, هويار زيباري, في معرض دفاعه عن تهمة تلقّيه رشوة مالية من إمارة آل الصباح, مصدر الحقد والكراهية والشرور. فقد صرّح ضخامة الزيباري هوشيار قائلا "أنه سوف يُطالب بمحاسبة أصحاب تلك التصريحات قضائيا, لأنها تضعف دور العراق في المحافل الدولية".


وشخصيا لا أستبعد أن "الوزير" زيباري, باعتبارالعربية ليست لغته الأم, كان يقصد المراقص والملاهي الدولية, بدل المحافل الدولية. ثمّ أن دور العراق, إن كان له دور يُذكر, في ظل قيادة الزيباري, أبو كرش تقدّمي ومؤخرة رجعية, هو أن يكون بقرة حلوب لكل لص وسارق وفاسد ونهّاب وتاجر بالسوق السوداء. هذا على الصعيد الاقتصادي, أما على الصعيد السياسي - الدبلوماسي فقد أصبح العراق الجديد عبارة عن عاهرة, لا مؤاخذة عزيزي القاريء, يتنقّل بها من زبون الى آخر, قوّادٌ محترف وذو خبرة طويلة في هذا المجال ويشغل, إضافة الى وظيفته المذكورة في السطر أعلاه, منصب وزير خارجية العراق الفيدرالي والديمقراطي جدا!


mkhmlaf@alice.it

 

 





الثلاثاء٠٦ ذو القعدة ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٤ / تشرين الاول / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب محمد العماري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.