شبكة ذي قار
عـاجـل










تفرح الأحزاب المتأسلمة ونقصد بها ( الأخوان ، حزب الله ، حماس ، حزب الدعوة ... ألخ ) ،  على إمتداد الوطن العربي بربيعهم وفوزهم في الإنتخابات التي تمت في مصر وتونس والمغرب وبدون إنتخابات في العراق وليبيا وتزعمهم للثورة في اليمن وسوريا إعلاميا لتهيأتهم لإستلام السلطة فيهما مستقبلا وقد يباينة التفسيرات والتحليلات السياسية في تفسير بروز التيارات المتأسلمة في المرحلة الراهنة خاصة بعد غزو وإحتلال العراق ، فما هي الأسباب الحقيقية لفوز هذه الحركات في الإنتخابات في بعض الدول العربية بعد الثورات الأخيرة  وإليكم بعض من الأسباب:

 

* أولا : إستغلال الإيمان والتدين الروحي لدي المسلمين بإستخدم وتحويل القرآن الكريم والسنة النبوية إلى شعارات سياسية لتؤثر بها على الجماهير بواسطة كوادر قسم ( الدعوة والوعظ الديني ) في تجمعات المسلمين في المساجد والمدارس الجامعات والتجمعات الإجتماعية وتمزج مفردات الوعظ مع آرائهم السياسية التي يردوا أن يرسخوها في عقول المتلقين  لإستغلال مشاعر الإيمان والتدين، وما يسهل ويخدم نجاح هذا الإستغلال والتأثير وجود التخلف والأمية النظرة المتخلفة والتقليدية للإسلام وللتدين الذي شجعه المستعمر والأنظمة الرجعية والقوى التقليدية الحاكمة وهذا قمة وأبشع أنواع الإستغلال وخاصة إذا إقترن هذا مع إستغلال قوة إغراء المال والمساعدات المادية التي يقدمها الأخوان وبهذا الخلط المتعمد والإستغلال لحاجات الناس الروحية والمادية تستطيع دعم فوزها بأي إنتخابات ، خاصة إذا كانت أغلبية الشعب من المسلمين وهذا يفسر تأييد الأخوان وفصلهم لجنوب السودان والتخلص منه ومن يسكنه من أغلبية غير مسلمة وهو مصير بقية أجزاء الوطن العربي التي يسكنها غير المسلمين وبهذا يخدمون الأجندة الإستعمارية والصهيونية الساعية لتفتيت الأمة وتقسيمها لدويلات طائفية عنصرية إثنية ويتحولون لأداة تخدم أعداء الأمة في سبيل وصولهم للسلطة والحكم ، ولهذا يجدون الدعم السخي من أمريكا والغرب وعملاءهم من صهاينة وفرس وحكام الخليج ومثل ما يحدث الآن في مصر وليبيا وتونس والعراق والسودان ...

 

* ثانيا : النهج الرأسمالي والمنفعة المادية هي من المسلمات  عند الأخوان ولذلك  يستخدمون قوة إغراء المال وإستغلال  الفقر والحاجة لتجنيد وكسب المؤيدين لهم  ولتوفير المال اللازم  يلجأ الأخوان لإنشاء البنوك والشركات التجارية الإحتكارية الخاصة  والتجارة في  السلع الإستهلاكية والخدمات الضرورية (مثلا أكبر بنوك ربوية في هاواي وحسابات ضخمة للأخوان في البنوك العالمية والمحلية مثل بنك فيصل الإسلامي والبركة وأكبر الشركات محتكرة لتجارة الأسمنت والحديد تابعة لقيادة الأخوان العالمية ) حتى يتمكنوا من تقوية وخلق نفوذ سياسي ومالي وإجتماعي ، ويعتمدون على الجمعيات خيرية والعيادات الطبية والتعليمية والخدمية أخرى لتوفير هذه الخدمات التي تعجز السلطات الرجعية الفاسدة عن توفيرها وتربط تقديم هذه المساعدات بدعمها في الإنتخابات فيرضخ المواطنيين المحتاجين والبسطاء لهذا الإبتزاز ، وشراء الزمم والترغيب والإغراء يكون على مستوى أعلى وبمبالغ طائلة حسب حاجة الأخوان لخدمات الآخريين في سبيل تحقيق أهدافهم وإستلامهم للسلطة... 

 

* ثالثا : الإستقواء بالأجنبي خاصة أمريكا والغرب وحكام الخليج وبمؤسسات التمويل الخارجي والبترودولار  حتى يتمكنوا من تقوية وخلق نفوذ سياسي ومالي وإجتماعي قوي للأخوان  وهكذا يتم دعم الأخوان لإستخدامهم في محاربة القوى الوطنية والقومية الحديثة كما فعل السادات في مصر ، النميري في السودان ، الأردن ، تونس ، المغرب ، موريتانيا ، ليبيا و العراق وحزب الله في لبنان وحماس في فلسطين ولهذا أستحقوا تسمية الإحتياطي والطابور الخامس للرجعية العربية.. واليوم صاروا البديل الزائف لقوى الربيع العربي ليرثوا الأنظمة الرجعية العميلة ليستلموا السلطة من الأنظمة التي فقدت صلاحيتها عند الغرب الإستعماري حتى يقطعوا الطريق لوصول القوى الثورية الشعبية الحقيقية للسلطة من خلال نجاح ثورات الربيع العربي...

 

* رابعا : تسخير كل أنواع الدعاية الإعلامية المحلية والعالمية وبأسلوب الكذب والتضليل الإفتراء والخداع مثل قنوات (الجزيرة ، العربية ، البريطانية، المنار، المصرية...ألخ) توفـر الدعم للأخوان وتلميع قياداتهم والتعتيم على القوى الوطنية الأخرى وتجاهلها ومحاربتها وتشويه صورتها ، في تحالف إجرامي واضح للإستعماروالصهيونية وأدواتهم من الأنظمة الرجعية العربية والأخوان المتأسلمين...ألخ.

 

* خامسا :  إستخدام القوة ،العنف ، الإغتصاب ،الإرهاب والتكفير لإبتزاز الخصوم وتخويفهم حتى يرضخوا لإرادتهم ويستقوون بسطوة الأجنبي والحكام المستبد والمال ويستخدمون كل الوسائل الغير مشروع للتأثير على غيرهم وهم إلى عصابات المافيا المجرمة أقرب منهم لحزب يمارس العمل السياسي لهذا لا يجب الثقة فيهم ولا في مواثيقهم ولا في شعاراتهم الزائفة عن الديمقراطية والحرية...             

 

بل يجب  على كل الخيرين تصفية أسباب قوة الأخوان ومرتكزاتهم المذكورة أعلاه وهي من ضمن  مهام المرحلة الإنتقالية لكل ثورة تريد تثبيت نظام وطني ديمقراطي تقدمي وتوحيد تراب الوطن وتحرير المواطن من الإستغلال وجشع الرأسماليين الطفليين وتحرير الإقتصاد الوطني لهذا تجدوا الأخوان يستعجلون الإنتخابات في مصر وتونس قبل أن تصل الثورة لتصفية مراكز القوة لديهم والتي إن حدثت فلا يستطعوا الخوض والفوز في الإنتخابات لأن مصيرهم مرتبط بمراكز المال الأجنبي والمحلي والبنوك والشركات التجارية  ووسائط الدعاية المختلفة وبدون لايستطيعوا العيش مثل السمك لا يستطيع العيش خارج الماء ولكنهم فازوا في غزة ومصر وتونس وليبيا والمغرب لأنهم يعيشون داخل ماء سلطة وقوة الأجنبي والحاكم التي توفر لهم أسباب القوة وأكسجين الحياة وليس لأن لديهم قاعدة شعبية عريضة تحبهم.

 

 





الاربعاء٢٥ محــرم ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢١ / كانون الاول / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب عباس محمد علي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.