شبكة ذي قار
عـاجـل










يوم أمس الخميس أفزعت بغداد وأيقضتها بذهول وأجهضت  احلامها وأحرقت أطراف ظفائرها وبددت صباحاتها التي كانت مشرقه باسمة في أيام عزها ومجدها قبل ان تمتد اليها يد الظلام وتسرق أمنها وحلمها وأبتساماتها وتقتل الفرحه في قلوب ابنائها .

 

في هذا اليوم دوت أكثرمن ثلاثين انفجارا في مواقع ومناطق مختلفه راح ضحيتها أكثر من 450 شخص ما بين شهيد وجريح سقطوا دون تمييز بين صغير وكبيرأو بين بر وفاجرأو بين عفيف طاهر او معتد أثيم اطفال ونساء وشيوخ لا ذنب لهم الا انهم عراقيون ابتلوا بنظام سياسي فاسد ضعيف غير قادر على تحقيق الأمن والأمان لهذا الشعب الذي عاش ويعيش منذ تسعة سنوات في دوامة من القتل والدمار وقلة الخدمات يقوده سياسيون لا يعرفون ألف باء السياسيه ولا يمتلكون القدرة على قيادة البلد وشعبه الى بر الأمان لقد وضع شعبنا ثقته بهؤلاء القتلة والفاسدين الذين لا يهمهم الا ما يدخل في حساباتهم الشخصية غير آبهين بما يجري  واضعين أمنهم وأمانهم في المقدمة وليذهب بقية الشعب الى الهاوية ففي الوقت الذي استنكر فيه العراقيون هذه التفجيرات وأعدوها انهيارا  أمنيا واضحا وخطيرا كان مجلس النواب الموقر يصوت وبأغلبية مطلقة على تخصيص ماقيمته ( 50 ) مليون دولار لشراء ( 350 ) سيارة مصفحة للنواب وموافقه سابقه أيضا على شراء ( 20 ) قطعة سلاح لكل نائب تتوزع بين ( 10 ) رشاشات و ( 10 ) مسدسات   مما دفع المواطنين الى التظاهر بمناسبة الذكرى الأولى لمظاهرات 25 شباط الماضي وسط موجة من الغضب والأستنكار والسخط على اداء حكومتهم الموقرة مطالبين بالأصلاح السياسي واجراء انتخابات حرة ينبثق عنها برلمان وطني فاعل يمثل كافة أطياف الشعب العراقي ومحاربة الفساد والمفسدين اينما وجدو.ان ماجرى يوم الخميس يؤكد عدة حقائق ويبعث رسائل متعددة الغايات هي : 

أولا ان الأداء الحكومي  ضعيف ولا يرتقي الى مستوى المسؤلية الوظيفيه والأنسانية ولا يمثل مستوى الآمال والطموحات الذي وضعها الشعب بممثليه في البرلمان او في الحكومة الرشيدة التي لم تقدم ولن تقدم للوطن الجريح وشعبه ما يستوجب بسبب فقدانها للشعور الوطني .

ثانيا  استهانة واضحه بالدم العراقي النازف دائما  وعدم شعور المسؤولين الحكوميين بما  يقدمه العراق وشعبه من قرابين الفداء لتبقى هذه الحثالة تقود الشعب العراقي من هاوية الى اخرى .

ثالثا عدم فاعلية الأجهزة الأمنيه وافتقار عملها الى المنهجية والمبادرة ورد الفعل السريع المستند الى صحة المعلومات ودقة تفاصيلها وشيوع ظاهرة الرشوة والفساد وتفضيل المصالح الذاتية على الواجب الوطني  بين منتسبي هذه الأجهزة التي لم يجري تدريبها الأ على المداهمات الليلية والأعتقالات العشوائية التي طالت الآلاف من سكنة بغدادبشكل خاص ومحافظات العراق الأخرى بشكل عام  والتي تنشط عادة بعدأحداث دامية مشابهة .  

رابعا .  تملص ممثلي الأحزاب السياسية والنواب عن وعودهم التي بشروا فيها خلال دعواتهم الأنتخابية حيث لم يقدم هؤلاء لقواعدهم الجماهيرية سوى الوعود الكاذبة والتي تنعكس سلبا على قادم الأيام وهذا ما يتمناه كل عراقي الا يكفينا جراح وتدمير وفساد وضياع للحقوق ومن يملك التغيير غير الشعب وهو مدعو لذلك لأن ما يجري لا يمكن السكوت اليه والعراق فيه من الكفاءات والقدرات التي لا تمتلكها دولة اخرى في العالم .

خامسا . وجود أجندات خارجية اقليمية ودولية قد تكون لها أدوار مشينة ومشاركات خبيثة بما يجري على الأرض العراقية .

سادسا . قد يكون ماحدث رسالة للزعماء العرب بأن حضوركم للقمة العربية في بغداد محفوف بالمخاطر لأنه حضوركم يضفي الشرعيه على الحكومة الفاسدة التي دمرت البلاد والعباد دون اي نازع انساني او ضمير وطني وأدخلت العراق وشعبه في بحور من الظلمات ليس لها في النهاية من قبس وبالتالي فأن الواجب  الأنساني والقومي  يدعو القادة العرب الى تحمل مسؤولياتهم التاريخية  بالوقوف مع الشعب العراقي في محنته ومناصرة نخبه الوطنية ومد العون لهم حتى يعود العراق كما كان ابدا سارية الأمة ومنعها الحصين .

 

 





الجمعة٠١ ربيع الثاني ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٤ / شبــاط / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب شاكر عبد القهار الكبيسي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.