شبكة ذي قار
عـاجـل










الخطايا في نظر الإسلام نوعان: كبائر وصغائر، أما الكبائر فيؤاخذ عليها مرتكبها، وأما الصغائر فتغتفر، شريطة الإقلاع عنها، وعدم تكرارها؛ لأنه "لا صغيرة مع إصرار، ولا كبيرة مع استغفار" ، لكن يستثنى من ذلك القليل من المال الحرام، فإنه يترتب عليه سوء العاقبة، ويستلزم أقسى العقوبات، والأدلة على ذلك كثيرة، نذكر جانبا منها للصوص وسراق قوت الشعب من التيارات (الإسلامية) في العناوين الآتية:

 

وبال القليل من المال الحرام في القرآن:

من الأدلة القرآنية بخصوص وبال القليل من المال الحرام في الكيل والميزان قول الله –عز وجل- :{وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ } [المطففين: 1 - 3] ، و (المطففين) : جمع مطفف، من الطفيف، وهو الشيء القليل، وعليه فمعنى (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ) : عذاب أو واد في جهنم للمقللين من المال الحرام، وقد توعد الله –تعالى- هؤلاء المقللين، في الآيات بعدها، فقال: {أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين: 4 - 6] .

 

التعليق :

إذا كان هذا الوعيد والتهديد الشديد لمن أخذ الطفيف من المال بغير وجه حق فما ظنك بمن سرق أو اغتصب أو اختلس أو انتهب القليل والكثير والكل، فلم يبق شيئا ؟!

 

وبال القليل من المال الحرام في السنة :

ومن الأدلة من السنة على وبال القليل من المال الحرام:

1. حديث: «مَنِ اقتطع حَقَّ امرئٍ مسلم بيمينه، حرَّم الله عليه الجنة، وأوجب له النار» ، قيل: وإن كان شيئاً يسيراً؟ قال: «وإن كان قضيباً من أراك» ، والقضيب: عود السواك.

2. حديث: «من أخذ شبراً من الأرض بغير حقّ خُسِفَ به يوم القيامة إلى سبع أرضين» .

3. حديث: لمَّا كان يومُ خيْبرَ أَقْبلَ نفَرٌ من المسلمين، فقالوا: فلانٌ شهيدٌ، وفلانٌ شهيدٌ، حتى مَرُّوا على رجُلٍ فقالوا: فلانٌ شهيدٌ، فقال رسولُ الإسلام : «كلاَّ، إنِّي رأيتُهُ في النارِ في بُرْدَةٍ غَلَّها -أو عَباءةٍ-» . و (غَلَّها) : أخذها من الغنيمة قبل قسمتها من قبل الجهات المسؤولة.

 

التعليق:

إذا كان الاستحواذ ظلما على عود سواك، أو شبر من الأرض، أو اخذ قطعة قماش لا يؤبه لها سببا لدخول النار والعذاب، فماذا يقال لمن سرق الإنسان والحيوان والجماد والنبات ؟! وماذا يقال لمن أعان الأجنبي الدخيل على سرقة وطن وعقول وتاريخ وخيرات ؟!

 

إن القانون الذي يجب أن ينقاد له كل مسؤول هو ما جاء في مثل هذا الحديث: أَخذ الحسن بنُ عليٍّ تَمرة من تَمر الصدقة، فجعلها في فِيهِ، فقال رسولُ الإسلام: «كِخْ، كِخْ، إِرْمِ بها؛ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّا لا نأكل الصدقة؟» .

و (كِخْ) : كلمة زجر للصبيان، وردع عما يلابسونه من الأفعال.

 

وفي رواية: أَنَّ رسولَ الإسلام قال: «إِنِّي لأنْقَلِبُ إِلى أهلي، فَأجِدُ التمرةَ ساقطة على فراشي، أَو في بيتي، فأرفعها لآكلَها، ثم أخشى أن تكون صدقة فأُلقيها» .

وكانت الصدقات من الموارد الأساسية للدولة؛ ولأن رسول الإسلام هو المسؤول الأعلى فيها فقد حرم الله عليه وعلى أسرته الصدقة، وفي هذا التحريم والالتزام النبوي الواضح والصارم به دلالة أكيدة على ضرورة تجنب الحاكم وأقاربه المال العام.

 

وبال القليل من المال الحرام في الفقه

صان الإسلام المال، واحترم حق الأفراد في امتلاكه، وحَرَّم الاعتداء على هذا الحق، ولما كان السارق عضواً فاسداً في المجتمع شرع الإسلام بتر يمينه؛ عقاباً لهذه اليد على ظلمها وعدوانها، وردعاً لغيره عن اقتراف مثل هذه الجريمة، وصيانة لأموال الناس وحقوقهم.

 

ومن هذا المنطلق فقد أجمع الفقهاء على تحريم السرقة، وعلى وجوب قطع يد السارق في الجملة، واشترط الفقهاء أن يبلغ الشيء المسروق نصاباً، وهو ربع دينار فأكثر، أو ثلاثة دراهم فضة، أو عشرة دراهم فأكثر في قول بعضهم، أو ما يقابل أحدهما من النقود الأخرى، فلا قطع في أقل من ذلك؛ عملا بحديث: "لا تقطع يد السارق إلا في ربع دينار فصاعداً" ، والدينار مثقال من الذهب، وهو يساوي حاليا أربعة غرامات وربع الغرام.

 

التعليق:

إذا كانت يد الإنسان تبتر في غرام وشيء من الغرام من الذهب، أو قيمته فما بالك بمن يستحوذون على المال العام، ويحتكرون آبار النفط والغاز، ومناجم المعادن النفيسة، وما تدره الغلات الزراعية، والمنتوجات الصناعية، وغيرها، ويقومون بعمليات سطو مسلح على المصارف، ويستولون على رواتب الموظفين البسطاء، أو يشاطرونهم إياها، ويحرقون الوثائق والمستندات لكي لا يتركوا أية مبرزات جرمية تدينهم ؟! ولو طبق فقه أو قانون الجنايات، وحد السرقة تحديدا لرأينا الكثرة الكاثرة من الطبقة السياسية، والجهاز الإداري في دولة مثل العراق مقطوعي الأيدي، أو يقضون محكومياتهم في السجون، أو يعاقبون بعقوبات مناسبة، ويعزلون من أعمالهم، ويفصلون من وظائفهم، رؤساء ومرؤوسين !!

 

إننا نعيش في زمان ومكان تنتشر فيه هنا وهناك أنواع مختلفة من المعاملات المحرمة: كالربا، والرشوة، والقمار، والاحتكار، والغش، والتدليس، والنصب والاحتيال، وتطفيف المكيال والميزان، والمتاجرة بالمحرمات كالخمر والمخدرات، والدجل والشعوذة، والاتجار بالبشر، والبغاء، وغيرها، وكذلك الجشع والطمع والحرص على جمع المال بشتى الطرق والوسائل المتاحة، بغض النظر عن كون مصادر الكسب تلك مشروعة أو غير مشروعة، وكأن الحلال والحرام من الكلمات التي غابت عن قواميسهم. لكن كل ذلك قليل، ولا يكاد يذكر إلى جانب تلك السلسلة من جبال الأموال الحرام المتجمعة بين أيدي عامة المسؤولين والموظفين، ولقد عم وطم، وبلغ الفساد في جسم الدولة العراقية وبنيتها إلى درجة التفسخ وانبعاث الرائحة النتنة، التي هي كالسموم القاتلة المهددة للحياة والأحياء في بيئة العراق، والمفارقة هي أن ذلك يتم على يد تنظيمات وشخصيات ترتدي عباءة الدين، والدين يلعنها، فهي سارقة مرتين: سرقت اسم الإسلام مرة، وسرقت المال العام والخاص مرة أخرى، فلا مناص من حراك شعبي لطردها، ومن ثم رفع عباءة الدين التي تتلفع بها، وتطهير بيئة العراق منها، فلعمر الله لئن لم يتم ذلك سريعا، وبمسؤولية عالية، وبعقل وحكمة وشجاعة لا متناهية لتخنقن تلك الريح الصفراء كل ذي كبد.

 

 





الجمعة ٢ شعبــان ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٢ / حـزيران / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب د. ثامر براك الأنصاري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.