تتسابق القنوات الفضائية في شهر رمضان المبارك من أجل تسويق أعمالها الفنية - التجارية - رغم أن أكثر هذه الأعمال ذات مستوى هابط ولا ترقى إلى مستوى المشاهد العربي وخاصة طبقة المثقفين إلا ماندر منها والتي تعد على أصابع اليد .

ومن هذه الأعمال - النوادر - هو مسلسل ( فرقة ناجي عطا الله ) هذا المسلسل كسر الجمود العربي على المستوى الرسمي والشعبي حيث جسد التلاحم العربي المفترض لمواجهة أي عدو مهما كان عنوانه أو قوته حيث اعتاد الإنسان العربي في تاريخنا المعاصر على الانهزام والأنكسار والتفرقة وأصبحت حالة متلازمة استثناء ما حصل في معركة ( قادسية صدام المجيدة ) وتحقيق أول انتصار عربي في العصر الحديث ,وقبلها قيام ضابط مصري مغوار يحمل رتبة بسيطة وفعل كبير , بتدمير خط ( بارليف ) من خلال استخدام خراطيم المياه لتدمير الخط الأسطورة, حيث كان منطق العقل والتفكير السليم قد سبق استخدام منطق القوة .

أي أننا كعرب نحتاج الى توظيف ملكة التفكير توظيفا سليما قبل مجرد التفكير باستخدام القوة ,وكفانا نعيش على أطلال أجدادنا الأوائل والتعكز على تأريخهم المجيد الذي صنعوه بجدهم وجهادهم ووحدتهم على عكس ما نحن عليه اليوم , تركنا لعقولنا الراحة والاستجمام وحصل ماحصل .

أن ما أثارني في هذا المسلسل هو التخطيط والتعاون والتلاحم وسمو العقل العربي لكسر ما يسمى ( بأمن إسرائيل ) والشئ الأخر هي العبارة التي قالتها الممثلة التي جسدت دور - زوجة الفنان عادل إمام - في المسلسل عن فلوجة العز والمجد والبطولة ( أن أصغر مدينة في العالم تعقد صفقة سياسية مع أكبر دولة في العالم هي أمريكا حيث فرضت عليها أن يدير شؤونها ضباط الجيش السابق ) وهذا ما حصل فعلا بعد نهاية المعركة الأولى في قضاء الفلوجة - البطلة - حيث كان النصر للمقاومة العراقية الباسلة وفرض الرجال الأبطال شروطهم بمدد من الله ومن ثم قوة العقل والفعل الجهادي . فمتى يتحد وينسجم منطق العقل والقوة عند الإنسان العربي ليحقق حلمه المنشود ؟؟