شبكة ذي قار
عـاجـل










الحكام الدخلاء العملاء تفصل بينهم وبين الشعب محيطات من الحواجز المادية والاعتبارية كون هؤلاء الحكام وجدوا سبلهم إلى السلطة بوسائل غير مشروعة ليحققوا على حساب الشعوب والأوطان أهدافا قذرة لصالح أجندات أجنبية وفئوية وشخصية كلها تمس بجوهر الغايات المعروفة التي تأسست من أجلها نظم الحكم في ألعالم ومن بين أهمها حماية أمن الوطن والشعب وسيادتهما وتحقيق المصالح العليا لهما في الاقتصاد والخدمات وفي تحقيق الكيان المرموق للوطن بين الأوطان والشعوب.


تبقى صلة الشعب بحكام جاء بهم الاستقواء بالاحتلال والغزو العسكري على أوطانهم، كحكام المنطقة السوداء ببغداد مثل منظومة طاقة محبوسة تتحين فرصتها في انفجار مدوٍ يفصح عن كامل معاني الرفض والتحدي الوطني لحكم العمالة والخيانة، فالوطن لا يمكن ان يعيش في ظلال ألعار كما لا يمكن للشعب أبداً أن يتغذى من فتات القردة ولا يمكن له أن يعيش تحت سلطة الطاغوت ومطارق القوة الغاشمة وتعبيراتها في الإجرام بالقتل والاعتقال والاغتصاب والتهجير والنهب وتبديد معاني الحياة المدنية المنتجة ومظاهرها كلها.


تحمل شعبنا العراقي العظيم كل سوء الأفراد والأحزاب والكيانات التي جاء بها الغزو الأمريكي أو أسسها الاحتلال تماماً كمثل منظومة الطاقة الكامنة صابراً محتسباً على شذوذ النفر الضال الخائن العميل ووهب إمكاناته العظيمة إلى جيوش المقاومة المسلحة وفصائلها لتطرد الدول التي غزت العراق وفور حصول اهداف المقاومة الباسلة وتحققها بإرغام الجيوش الغازية على الجلاء بدأت منظومات الطاقة الإنسانية الكامنة تعبر عن نفسها بانفجارات محسوبة ومقننة لتهز عروش القردة الذين سولت لهم أنفسهم خيانة العراق وشعبه وتلطيخ تاريخه بعارهم وشنارهم.


جرب شعبنا العديد من وسائل الرفض والمقاومة والتحدي للعملية السياسية المخابراتية بصفتها الوجه المدني للاحتلال ألغاشم وجاءت ثورة شعبنا العظيمة قبل قرابة شهر لتعبر عن انفجار الطاقة في جزئها الأعظم بعد أن طفح الكيل بممارسات إيذاء العراق وشعبه بسرقة ثرواته ونشر الفساد في مفاصل حركته ووضع البلاد على حافات الحرب الأهلية الطائفية والعرقية وإسقاط البلاد تحت الاحتلال الفارسي بالكامل بعد جلاء الشريك الأمريكي وغير ذلك من استخدام الطائفية البغيضة وسيلة لتكريس الدكتاتورية الممثلة لدولة الولي الفقيه الإيراني والتمادي في خنق الحريات وتغييب نصف الشعب في السجون والتهجير.


وفور انطلاق الثورة واتضاح معالم منهجها الاستقلالي التحرري لجأ المالكي وحزبه الايراني وأعوانه وشركاه من أشباه الرجال إلى فتح كتب المكر والخداع واهمين ضالين جزعين مهووسين أن الخداع والمكر واللعب بأوراق التمييع وتضييع الوقت يمكن ان تعيي الثوار ويفت في عضد إرادتهم الشعبية العملاقة ويشق صفوفهم ويجرهم إلى مهاترات تؤثر على منهجهم السلمي ويستهلك طاقاتهم ومصادر تغذيتهم.. ألا خسئوا وهم الخونة المرتزقة عبيد الاحتلال الإيراني والأمريكي المجرمون.


إن أهم توجهات المالكي الماكرة وإجراءاته المخادعة لمواجهة ثورة شعبنا العظيم تمثلت في :


1- تشكيل لجنة الشهرستاني التي أوكل إليها المالكي ومستشاروه محاولات الخروج بقرارات شكلية متهافتة مخادعة تعالج مطالب الثوار معالجة جزئية لغرض إضاعة المطالب الشعبية في لجج التمييع والتجزئة المقصودة وأنفاقها ألمظلمة وهي مماطلات مكشوفة معبر عنها بقرارات لا قيمة حقيقية لها مع تحركات مكوكية توحي بالاهتمام وتضمر هدف تمزيق وحدة المطالب ووزنها الفعلي.


2- اللجوء إلى التعبئة الطائفية وإشهارها لأول مرة بهذه الصفة ألسافرة ومن بين ذلك تحريك شيوخ الإسناد في الفرات الأوسط والجنوب في محاولة بائسة للتأثير على عشائر المحافظات الثائرة وشق وحدة موقفهم أو جرهم إلى مهاترات في سعي محدود لخدش سلمية ألثورة وضمن السياق نفسه أوكل المالكي إلى أحد المعممين ألمنبوذين وهو المدعو واثق البطاط مهمة الإعلان عن تشكيل جيش طائفي من حزب الله العميل لإيران والتلويح بقبضة الطائفة بوجه ثورة الشعب.


3- لجوء المالكي إلى إطلاق تصريحات متناقضة سقط في بعضها في مستنقع الإساءة البذيئة وسوء الأدب مع شعبنا كوصفه التظاهرات والاعتصامات بأنها فقاعه ونتنه والتهديد بوأدها بالقوة، كما حصل في تصريحاته لقناة الجزيرة على النمط نفسه من التهريج ومحاولة الاختباء وراء منطق مخفف ومخادع يظهر التعقل والقبول النسبي أو الجزئي.


ومن الملاحظ أن المالكي وأعوانه لم يتمكنوا قط من إظهار أي قبول بالمطالب الرئيسة المتعلقة بإلغاء الدستور والاجتثاث وقوانين الإرهاب كما يلاحظ أيضاً التناقضات الصارخة في تصريحات أعضاء ما يسمى بدولة القانون والتي تتراوح بين قبولها كلاً أو جزءاً وبين رفضها رفضاً كاملاً.


4- جند المالكي وزير ما يسمى بوزارة حقوق الإنسان وزجه في حراك خبيث وغامض لا علاقة له بحقوق الإنسان بل لاختراق التظاهرات وتمزيق وحدة مطالبها، وأضاع هذا الوزير بوصلته فدافع عن الحكومة بدل أن يدافع عن حقوق الإنسان وهي مهمته التي يتقاضى عنها راتبه من خزينة ألشعب وكذا أسفر وزير ما يسمى بالمصالحة الوطنية عن وجهه بابتعاده عن تخصصه وتكريسه خدعة ما يسمى بالمصالحة الوطنية التي صارت عبر سنوات التعاطي بها إعلاميا مجرد مزحة تثير الشفقة إلى وسيلة لاحتواء الثورة وشق صفوفها.


5- حرّك المالكي ووظف ممثل الأمين العام في جولات مكوكية على ساحات الاعتصام ورموز الثورة من رجال دين وشيوخ داخل العراق وخارجه، إذ انطلق هذا الممثل الاممي من النجف بعد أن تسلم الفتوى من مراجع النجف العجم والمستعجمين وروّج اعلاميا له وهو يمسك بشباك أحد مراقد الأئمة الأطهار التي يعرف العراقيون اأن زيارتها والوصول إلى أضرحتها ممنوع على غير المسلمين، في محاولة رخيصة للإيحاء بطائفية خطوات ممثل الأمين العام وتجانس مواقفه مع الحكومة!!. القصد طبعا هو الايحاء بأن الأمم المتحدة تقف إلى جانب الحكومة وتساندها.


6- لجأ النظام العميل إلى شماعته المعروفة وهي وسم الاعتصامات والتظاهرات الشعبية المليونية العارمة والثابتة والمصممة والمستقرة على مطالب التحرير والاستقلال، بل والارتقاء بها تدريجياً وبما يقابل تسويف الحكومة, وسمها المالكي وأعوانه بالبعثية متوهماً أن شعبنا يحمل المرض نفسه الذي يطيح بدماغه ويفتك بصدره أو اعطاءها صفة طائفية عبر الادعاء الفارغ بان القاعدة تقف وراءها.


جرب المالكي وما زال يجرب وسائل الخداع والمكر والخبث والكذب لكنه سيبقى يصطدم بفطنة شعبنا الثائر وذكائه ووعيه الوطني والقومي وإيمانه النهائي أن زمن تحرير العراق وإعادته حراَ سيداَ عربياَ قد أزف، وسيجد المالكي وباقي شلة الخونة أنفسهم يخسرون الصراع لأن التاريخ والحق وعون رب العزة هو مع حق الوطن وحقوق الشعب، كما سيجدون أن الطاقة الكبيرة التي يملكها المالكي في الكذب والدجل قصرت من آجالهم ولم تطلها، ولن يرضى الشعب حتى يدهم ممرغين في التراب متدثرين بعارهم وشنارهم.

 

 





الخميس ٢٦ ربيع الاول ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / شبــاط / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب أ.د. كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.