شبكة ذي قار
عـاجـل










دخلت الثورة السورية منعطفا جديدا ،بعد الانتصارات الكبيرة التي حققها الثوار على الأرض ،والمتمثل في سقوط العديد من المحافظات والاقضية وأحياء من دمشق بيد الثوار ،مع تنامي قوتها العسكرية والشعبية ،وتصاعدت الدعم الدولي الأمريكي والعربي والغربي لها إعلاميا وعسكريا،مما أثار حفيظة نظام الأسد وحلفاؤه حكام طهران وحزب الله وحكومة المالكي،لإدراكهم بان نظام الأسد ساقط لا محالة ،لذلك نرى نزول هؤلاء إلى ساحة المعركة بكل قوة لحماية النظام من السقوط المدوي ، فواجد فيلق القدس والحرس الثوري الإيراني وحزب الله في مدن سورية ومشاركته القتال مع الجيش السوري أصبح علنيا وعلى لسان قادة طهران ،أما حزب حسن نصر الله فهو يحشد الآن قواته على أبواب حمص لاقتحامها كما أعلنت المعارضة السورية ذلك ،

 

في وقت تدك قوات الجيش العراقي بالطائرات والصواريخ والقناصة المتمركزين فوق سايلو ربيعة منفذ ربيعة واليعربية المتواجدة فيه عناصر الجيش الحر ،وقد جرت معركة حقيقية بين الجيش العراقي والجيش الحر ودخول الجيش العراق إلى داخل الحدود السورية لملاحقة الثوار وإعادة منفذ ربيعة إلى الجيش السوري ( شاهدنا القوات العراقية محملة بالجنود وهي تعبر منفذ ربيعة وموجود في اليوتيوب ) ، وقد قتل وجرح الكثير من الجنود العراقيين،وتم إخلاء الجرحى السوريين إلى مستشفيات ربيعة والموصل وهم الآن في مستشفى السلام بالموصل ،إذا نظام بشار الأسد يعمل على تدويل الحرب في سوريا، عبر إشراك قوى عسكرية خارجية لإنقاذ نظامه أولا ،وتوريط المجتمع الدولي في هذه الحرب ، للقضاء على ثورة الشعب السوري ،والإبقاء على نظامه الدموي الدكتاتوري الطائفي ،(هناك من ينكر طائفيته انظروا من متحالف معه وستعرفون الحقيقة)،في وقت أعلنت الخارجية الأمريكية والبريطانية عزمها تسليح المعارضة بأسلحة وصواريخ ،ودعم لوجستي إعلامي وسياسي أوسع بعد تحقيق انتصارات واضحة على قوات الأسد المنهارة في اغلب المناطق الساخنة ،خصوصا وان الموقف العربي والخليجي متطابق مع المواقف الأمريكية والغربية ( فرنسا وألمانيا وبريطانيا تحديدا ) ، يقابله تعنت روسي واضح وإصرار انتهازي منفعي لصالح نظام الأسد ،وهو الحليف الوحيد الذي يزوده بأحدث الأسلحة لقتل الشعب السوري ،المشهد الدموي السوري يزداد شراسة وعنجهية فارغة من قبل النظام الذي لم يبق له قبل السقوط ،إلا تدويل الحرب ،وإدخال المنطقة بحرب أهلية وعالمية سيذهب جراءها ملايين الأبرياء ، وستتحول المنطقة إلى مزرعة للموت والتقسيم والتفتيت الطائفي والعرقي والاثني ،وهذا ما يريده نظام بشار الأسد في هذه اللحظة التاريخية الحرجة التي تشهد سقوطه المريع والمخزي وسقوط حلفاؤه في المنطقة ،بعد أن يحولوها دويلات طوائف وكانتونات حقيرة ،خططت لها الدوائر الصهيوامريكية منذ سنين ،

 

إذن المستفيد الأول من تدويل الحرب هي إسرائيل وأمريكا لضمان الأمن والنفط ،ولكن لماذا هذا التدويل ، والأسد يعلن موافقته على الحوار ويرفض التنحي عن الحكم ،ويطالب المعارضة بتسليم السلاح ،أليس هذا استهانة بدماء الشعب السوري المراقة منذ سنة وأكثر ،مع مئات الألوف من المهاجرين إلى دول الجوار ،وماذا عن تواجد الحرس الثوري وفيلق القدس وحزب الله بشكل علني لقتل الشعب السوري ،وهو الذي يتباكى على الضحايا والخراب الذي حل بالمدن السورية جراء القصف العشوائي بالصواريخ والطائرات والمدافع من قبل النظام ،أن تصدير الأزمات من قبل الحكومة العراقية وفتح جبهة مع الثوار السوريين ( حسب قول المالكي إذا سقط النظام السوري ستنشب حربا أهلية طائفية في العراق )، هو هروب من الأزمات الخانقة التي تعيشها العملية السياسية، واتساع التظاهرات الجماهيرية في محافظات العراق ،وكذلك الحال لحكام طهران الذين يعانون من مأزق داخلي وخارجي ،بسبب برنامجها النووي العسكري المثير للجدل ،هذه هي أسباب تدويل الحرب وتشتيتها في سورية والعراق وإيران،فهل نشهد حربا عالمية ثالثة بشر بها هنري كيسنجر في وقت سابق من العام الماضي؟؟؟؟ الجواب ما ستكشفه الأيام القليلة القادمة ...........

 

 

 





الاثنين ٢١ ربيع الثاني ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٤ / أذار / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب عبد الجبار الجبوري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.