شبكة ذي قار
عـاجـل










العراق يشهد الآن تحشيدا لحرب طائفية لا تبقي ولا تذر،سببها تخبط حكومة المالكي في التعامل مع المتظاهرين، في المحافظات العراقية المنتفضة ضد الطغيان الطائفي والاستبداد الطائفي والتفرد بالسلطة ،وقد شاهد العالم كله إصرار رئيس الوزراء وتهديداته بحرب طائفية اذا لم تنته المظاهرات ،رافقها تدخل ايراني وقح وتأجيج للفتنة الطائفية ( تصريحات صالحي الذي يحرض حكومة المالكي على قمع المتظاهرين بالقوة ويعلن استعداد طهران للتدخل في القمع ) ، إضافة إلى تصريحات أعضاء دولة القانون الطائفية التي تصب الزيت على نار الطائفية ،ومن يتابع المشهد السياسي للحكومة ، يراه متشنجا وتصعيديا نحو الحرب الطائفية ،وعلى الأرض نرى أن القوات الحكومية وفي كل المحافظات المنتفضة تمارس إرهابا واضحا مع المواطنين ( اعتقالات وقطع الطرق والتفجيرات ومنع المصلين في الجوامع وتطويق ساحات التظاهر وقتل المتظاهرين في الموصل والفلوجة وغيرها  ) ، في وقت يحشد المالكي قواته على الحدود العراقية السورية وحصول معارك بين الجيش الحر والجيش العراقي داخل الحدود السورية ( سقوط قتلى وجرحى عراقيين ) وعلى الحدود ( أكثر من فرقتين عسكريتين على حدود سوريا ) ، وتعاني حكومة المالكي ومجلس النواب صراعات سياسية ودموية وتسقيطات مخزية لرموز العملية السياسية وفشل حكومي واضح ينخر فيه الفساد المريع وفشل مخجل لأداء الحكومة في الخدمات والمشاريع والإدارة ،مع تفرد بالسلطة وتهميش وإقصاء الفئات العراقية ، ماذا بقي أمام المالكي ودولة القانون إزاء كل هذه الإخفاقات والفشل السياسي والإداري ،غير أن يعلن ويهدد بالحرب الطائفية للخروج من هذه الأزمات القاتلة ،فذهب إلى التحشيد الطائفي مبتدئا من البصرة وكربلاء ،عله يجد موطئ قدم له في الانتخابات القادمة ، ويستثمر الطائفية كورقة يلوح بها ويهدد ويخوف خصومه والمتظاهرين معا ،معتقدا أن الحرب الطائفية هي المخرج الوحيد لإنقاذ حكومته المتهالكة الفاشلة ،التي تعاني من السقوط الحتمي لها ،خاصة بعد الموافقة على الموازنة وغياب قائمتي التحالف الكردستاني والعراقية ،مما ولد فتح جبهة أخرى مع التحالف الكردستاني لعدم تلبية مطالبهم في الموازنة ،وهكذا ما أن تهدأ عاصفة وأزمة حتى تدخل الحكومة بأكبر منها ،واليوم وبعد تصاعد صيحات المتظاهرين في ساحات المتظاهرين واستنكارهم لتهديدات رئيس الوزراء بالحرب الطائفية،ينفتح المشهد العراقي على حافة الحرب الطائفية التي هدد بها المالكي المتظاهرين ، فشهدت ساحة الأحرار بالموصل هجوما على المتظاهرين من قبل قوات الجيش وتم قتل شهيدين وعشرة جرحى ،وسط هتافات طائفية مخزية للجيش بوجه المتظاهرين ، وتم اعتقال مجموعة منهم بعد قتل آخرين ،وشهدت أماكن أخرى اعتقالات واسعة للمتظاهرين، مع تصعيد امني خطير للجيش وتعامل طائفي في الشارع، لم ير المواطنون سابقا مثله، وإجراءات قسرية متشددة أقسى من ذي قبل ، هذا التصعيد العسكري والإعلامي والسياسي والتحشيد الطائفي من قبل دولة القانون ورئيس الحكومة ، قابله تصريحات رجال دين وشيوخ عشائر وشخصيات سياسية تدعم المتظاهرين وتتواجد في ساحات التظاهر تدعو إلى الحل والتهدئة والركون إلى الحكمة والعقل والمنطق ،

 

وتفضيل مصلحة ومستقبل العراق على أي شيء،لان الحرب الطائفية سوف تحرق العراق كله ،ولم ينج منها احد ،وتذهب بالبلاد إلى محرقة لا يعرف مصيرها احد ،ولا يريدها أي عراقي غيور شريف ،غير أعداء العراق التاريخيين ،ممن يؤججوا نار الطائفية ويدعمونها بميليشياتهم الطائفية المسلحة ، وما حالات الاغتيالات والتفجيرات التي تطال العراقيين يوميا ، إلا دليل على قوة النفوذ الإيراني في العراق ( تهديدات طائفية بالحرب الأهلية من قبل ميليشيات حزب الله العراقي وعصائب الحق واستعراضاتها العسكرية في بغداد والمحافظات نموذجا صارخا لتواطؤ حكومة المالكي معها )، لحظة الحرب الطائفية تدق طبولها بإصرار تنفيذا لأجندة إيرانية وانعكاسا لما يحدث في سوريا من ثورة شعبية لإسقاط نظام بشار الأسد ،وهو ما اعترف به رئيس الوزراء نفسه قبل أيام معدودة ،فبعد كل هذا نتساءل من يريد إشعال الحرب الطائفية ،المتظاهرون أم حكومة المالكي ..؟ الجواب يعرفه الشارع العراقي ...

 

 





السبت ٢٦ ربيع الثاني ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / أذار / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب عبد الجبار الجبوري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.