شبكة ذي قار
عـاجـل










افرز الاحتلال الأمريكي للعراق حكومات محاصصة طائفية تقودها الميليشيات ،وهذه الميليشيات تابعة لأحزاب نشأت وترعرعت في إيران منذ ثلاثين سنة وأكثر ،وجاءت الى العراق ببركات الاحتلال لتنفذ أجندة إيرانية عمرها آلاف السنين ،وثبت هذا بعد استلام إبراهيم الجعفري رئاسة الوزراء بعد إياد علاوي ،حيث أعلنت هذه الميليشيات بإشراف ودعم حكومي الحرب الطائفية في العراق ،وصار القتل على الهوية والمناطقية والعشائرية ،وتم تهجير الملايين وقتل مئات الآلاف من فئة واحدة على يد (جيش المهدي وقوات بدر وفيلق القدس الإيراني وعصائب أهل الحق وكتائب حزب الله العراقي ومنظمات حزب الدعوة المسلحة )،وتم تصفية عشرات العلماء ورجال الدين ورؤساء العشائر والطيارين وقادة الجيش السابق وغيرهم بطريقة منظمة وبقوائم تحملها هذه الميليشيات الطائفية ،ثم استلم الحكم نوري المالكي رئيس حزب الدعوة بعد عام 2006،وحصلت أحداث طائفية مروعة منها أحداث ما يسمى (الزركة بالنجف)،وصولات الفرسان في الموصل وديالى والبصرة ،فامتلأت السجون السرية والعلنية بمئات الآلاف من العراقيين الأبرياء وبتهمة واحدة لا غيرها (4 إرهاب) الجاهزة والسيف المسلط على رقبة كل من يخالف الحكومة ،حتى طالت وزراء ونواب برلمان وشخصيات مهمة عشائرية وعسكرية وكتل سياسية وأحزاب رافضة لسياسة المالكي ،بل تيارات محسوبة على العملية السياسية مثل التيار الصدري والتحالف الكردستاني ،حتى وصف بعض السياسيين رئيس الوزراء (بالدكتاتور الطائفي) ومنهم مسعود برازاني ومقتدى الصدر وصالح المطلك وإياد علاوي وغيرهم ،

 

ووصفوا هؤلاء تصرفات الحكومة من اعتقالات واغتيالات وتفجيرات بالإرهابية ،وإنها تمارس إرهابا منظما ضد الخصوم السياسيين ،بتوجيه تهمة (4ارهاب لهم ) ،دون أدلة حقيقية كما حصل مع طارق الهاشمي ورافع العيساوي، وصدرت ضدهم أوامر إلقاء قبض وأحكام الإعدام ،والآن تصدر حكومة المالكي أوامر إلقاء قبض على رموز كبيرة في التظاهرات منهم احمد أبو ريشة وعلي حاتم السليمان وهم ابرز شيوخ الانبار ،كما أصدرت أوامر أخرى في نينوى والتأميم وديالى لقمع التظاهرات السلمية واعتقال رموزها والمشرفين عليها ،عدا عمليات قتل المتظاهرين في الانبار ونينوى من قبل الجيش والشرطة الحكومية ،فماذا نسمي هذا العمل أليس عملا إرهابيا تمارسه الحكومة ضد مناوئيها وخصومها السياسيين وضد شعب يتظاهر للمطالبة بحقوقه الشرعية في العيش الكريم وإطلاق سراح أبرياء معتقلين منذ سنوات دون توجيه تهمة بحقهم سوى الحقد الطائفي الأعمى ،أليس لهؤلاء عوائل تنتظرهم ،عدا من اعدموا (بالخطأ) تصوروا إنسانا يعدم بالخطأ أليست هذه جريمة إنسانية ترتكبها الحكومة ضد الأبرياء ،أليس هذا هو إرهاب السلطة بعينه ،في حين تتجول الميليشيات وقادتها في الشوارع وتقيم الاستعراضات العسكرية وتتحدى الحكومة ،بل وتهدد الحكومة وتتحداها (واثق البطاط حزب الله العراقي مثالا)،فأين الحكومة من جرائم هذه الميليشيات ،وهي تمارس القتل والتهجير والتهديد بقتل أبناء السنة (عفوا للمصطلح الطائفي)،دون أن تستطيع خوفا أن تلقي القبض على احد من قادتها ،لأنها تدعمهم وتحميهم إيران وعلى لسان قادة هذه الميليشيات حين قالوا إننا نعمل بتوجيه ودعم وأوامر (المرشد الإيراني الخامنئي)،هذه هي سلطة الإرهاب التي تمارسها الميليشيات دون ان تضع لها الحكومة حدا وتنقذ العراق من الحرب الأهلية والتي يهدد بها الشعب رئيس الوزراء في أكثر من تصريح ،وهي دعوة صريحة لإطلاق يد هذه الميليشيات في قتل المتظاهرين والمناوئين للحكومة ،العراق والعراقيون يعيشون تحت سلطة الإرهاب وإرهاب السلطة بشكل مباشر وعلني ،وعلى مسمع العالم كله ،وهذا حتما سيؤدي الى رد فعل مقابل لإحداث الحرب الأهلية الطائفية ،وما محاولة جر المتظاهرين السلميين الى هذه الحرب الطائفية بالاعتقال والقتل والتهديد ،إلا استفزازات حكومية ،لإحداث الفتنة الطائفية التي تروج لها ،وتغذيها إيران ( تصريحات قادة إيران وتدخلاتهم ولاياتي وصالحي ومصلحي وغيرهم )،

 

وللهروب من الأزمات والفشل والصراعات مع كتل أخرى داخل العملية السياسية (التحالف الكردستاني والعراقية والتيار الصدري )،لتفتعل حكومة المالكي أزمة أخرى مع المتظاهرين السلميين لتغطى عورتها وفشلها في حل أزماتها المستعصية، والتي تهدد بكارثة حقيقية وهاوية سحيقة ،بشر بها رئيس الوزراء عندما قال (إن سقوط بشار الأسد سينعكس على العراق وسيدخل العراق في الحرب الأهلية)،لذلك فحكومة المالكي تمارس سلطة الإرهاب ضد الشعب وخصومها السياسيين ،وما الإعدامات بالجملة إلا صورة بشعة من صور الإرهاب السلطوي ،إذن فنحن في العراق أمام سلطة الإرهاب وإرهاب السلطة ،وهذا يدفعنا أن نجزم أن العراق بمثل هذه السلطة الظالمة ذاهبون الى حرب أهلية طائفية لا نريدها ،ولكن حكومة المالكي تفرضها علينا نحن العراقيين ،بسياستها الطائفية ودكتاتوريتها السلطوية ،وتسد أذانها لكل صوت حر شريف لا يريد إلا الخير للعراق والعراقيين،لقبر الفتنة وتجنيب العراق الهلاك والتقسيم ....

 

 





السبت ٢٥ جمادي الاولى ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٦ / نيســان / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب عبد الجبار الجبوري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.