شبكة ذي قار
عـاجـل










لم يستهدف الغرب وبقيادة أمريكا العراق على أساس قضايا مجتزئة أو تعامل معها كل على حدة، فمثلما أستهدفت أمريكا حكومة العراق الشرعية منذ أن أعلن العراق وقوفه أمام تطلعات الغرب في العراق وتأميمه لموارده ووقوفه بوجه المخططات الاستنزافية، فقد أستهدف شعبه الذي مثّل الظهير القوي لهذه القيادة الوطنية الجديرة بتحمل أعباء مخططات كبيرة لازال النقاش يدور حولها بالرغم من صراحة الغرب بكذبهم وتلفيقهم للكثير من الاتهامات ضدها زورا وبهتانا ...


هذه المقدمة البسيطة جاءت لتبيان حقيقة مهمة يحاول كثيرون اللف والدوران حولها اليوم لاظهار الموقف الأمريكي على أنه خطأ تكتيكي أو استراتيجي في قرار غزوه للعراق بسبب عدم تقدير ردود الأفعال أو بسبب تقارير خاطئة من بعض العملاء، وهذا تسطيح لقضية خطيرة جداً أسست لما حدث بعد غزو العراق من فوضى خلاقة وغير خلاقة في الوطن العربي ربما سيُخرج الأمر من يد أمريكا أو غيرها بعد أن تغابوا في تقدير حجم الانفجار في الوطن العربي وتداعياته ..


قلنا إن أمريكا بكل دوائرها المسيطرة على المشهد الديمقراطي والسياسي الخارجي وعسكريتها البغيضة قد أستهدفوا جميعا شعب العراق قبل أن يستهدفوا حكومته الوطنية، ودليلنا الذي لا يمكن مناقشته هنا هو فرض الحصار الاقتصادي الذي أودى بحياة مئات الآلاف من العراقيين فضلا عن ضحايا الأسلحة المحرمة الأمريكية والتي لا زالت نتائجها تظهر في الولادات الجديدة في العراق، فهل كان ذلك أستهدافا للحكومة العراقية؟؟ أم إن الادارة الأمريكية قد أتخذت هدفا واضحا في محاربة العراق الواحد دون تمييز ؟؟


إن جواب هذه الأسئلة وغيرها ستوضح جلياً كل الاستفهامات حول ما بني على قرار أحتلال العراق، بدءاً من حكومة العراق المنصبة من قبل المحتل الأمريكي وأنتهاءا بكل القرارات والقوانين الجائرة التي جاءت متناسقة ومتوازية مع أهداف الغزو الأمريكي للعراق ..


سيكون خطئاً جسيماً في التقييم إذا ما أخذنا قرار أجتثاث البعث ومن ثم تجريمه بمعزل عن كل تلك المعطيات التي ذكرناها، فاستهداف شريحة واسعة من الشعب العراقي والتي تمثل الطبقة الوسطى المهمة من الشعب لن يكون عابراً، أو على الأقل ليس كما يصفه عملاء المنطقة الخضراء من إنه يستهدف حقبة زمنية وأناس شاركوا في صناعة القرار بغض النظر عن مواقعهم، فهم يحاولون بذلك ملأ الكثير من الفراغات التي تشوب عمليتهم الديمقراطية التي لازالت تطلق الروائح الكريهة فضلاً عن الإمعان في جر العراق إلى الهاوية ..


ومن هنا جاء قانون تجريم البعث ليكون وصمة عار أخرى في جبين الديمقراطية المقنعة التي تغزو بلادنا، بل وتتنافى مع أبسط قواعد حقوق الإنسان وأصول العمل الديمقراطي الحديث، فلم يستهدف القانون أشخاصا محددين أو حقبة زمنية محددة، فلو كان ذلك لكان مفهوماً، لكنه أستهدف فكراً لا حزباً وأفراد، وبذلك سيطال هذا القانون كل من يحمل فكر الحزب إلى يوم يبعثون، وسيلاحق أجيالاً بعد أجيال، وبهذا ضربوا عرض الحائط أحد مقومات الديمقراطية التي صدعوا رؤوسنا بها إلا وهي حرية الرأي !!


قد يكون هذا القرار تحدياً آخر على البعث تجاوزه كما تجاوز غيره وأصعب منه بكثير، فالبعث لم يؤسس له ليكون حزباً محبوبا من الآخرين الذين يتقاطعون معه في الأهداف التي أصبح الحاجة ملحة اليوم لتنفيذها قبل أي تأريخ مضى، وربما هذا بالتحديد ما بث الرعب في كل الدوائر الغربية والتابعة العربية التي وجدت في تلك الأهداف التي نشأت يوم ولادة البعث المعول الذي يمكن أن يهد كل المخططات القديمة المتجددة لتفتيت الوطن العربي الذي يتوق البعث العربي الاشتراكي توحيده من المحيط إلى الخليج ...


من الطبيعي أن لا يتخلى البعث عن أهدافه وشعاراته القومية، وهذا هو السبب الرئيسي لتمسك البعثيين في عموم الوطن العربي بهذا الفكر، الفكر الذي سن له المجرمون قانونا لمحاربته وملاحقة من يحمله، والذي لم ولن ينفصل عن عوامل أستهداف العراق وشعبه، ذلك القانون المجرم الذي يجرم الأفكار والنوايا وسيلاحق كل من يؤمن بمبادئ البعث العظيم دون أن ينتمي ... لكن إلى حين ..



عاشت أمتنا العربية والاسلامية
عاش البعث العربي الاشتراكي
وليخسأ الخاسئون

 

 





السبت ٤ رمضــان ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٣ / تمــوز / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب الوليد خالد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.