شبكة ذي قار
عـاجـل










السلام على من اتبع الهدى ....

 

سأخاطبك بلغة متحضرة رغم يقيني أنها عصية على مداركك الضيقة وكبيرة على شخصك القاصر وشخصيتك المهزوزة. فأمثالك لا يليق بهم غير القذف لكننا لسنا من القاذفين حتى ولو على أفواه ووجوه أكل منها خيط الحفافة وماكياج التزويق الفاضح الكثير وغسل عنها الحياء بسائل اليوريا.

 

وأول قولي لك ناصحا هو أن تعيد قراءة ذاتك التي تدّعي الديمقراطية والتحضر فأنت بعيد جدا عن المضمون الشخصي الذاتي والموضوعي للديمقراطية والتحضر بل، انك تسئ لهما, وكل عارف بأساسيات علم السيكولوجي وثوابت أخلاق دواوين أهلنا يدرك انك لا تسقط في عيون شعبنا العراقي والعربي المسلم المؤمن فقط كل يوم إلى حضيض الرذيلة بل، وحتى أسياد الدفع بالدولار ممن جندوك خادما وضيعا لإعلامهم المتهافت المنحدر يسخرون منك ويعتبرونك محض مهرج ويستخدمونك كما يستخدم صاحب الملهى الراقصات.

 

ولكي تدرك الهوة السحيقة بينك وبين ديمقراطية الإعلام وديمقراطية البلدان وحرية الشعوب عليك أن تفتح تلفازك على برامج أسيادك وأرباب نعمتك الحوارية أنت وأحزاب الرذيلة فقراء الروح والتدبير مثل برامج الأمريكان والانجليز لترى كم هي الهوة سحيقة بينك وبين الديمقراطية كمنهج عمل إعلامي وسترى انك مزيف والديمقراطية التي تؤمن بها وتزعم أنها تحكم العراق المحتل هي مصطلح فارغ المعنى والمضمون. فديمقراطية الحوار التي أنت تسيء لها حتى مع ضيوفك المنتمين إلى منهجك الساقط المرتد العميل الخائن, تقتضي أن تمنح محاوريك حق طرح رؤاهم بحرية ومن غير مقاطعة ولا استهزاء ولا سخرية ولا تسفيه، و بغض النظر عن تطابقها أو عدمه مع مكنونات قيح نفسك. أن لا تصدر آراء محاوريك ولا تسفهها بأسلوبك الدوني المنطلق من بيئة دونية متخلفة والمعبر عن تدني ثقافتك وضحالتها وطغيان التسلط والعنجهية الفارغة والتكبر على نفسك وكل كيانك الخائن للوطن وللدين وللأمة.

 

الديمقراطية عندك انتخابات وخروج الرئيس بعد فترة زمنية معينة وهذه ليست ديمقراطية بل، هي طريق قد يؤدي إلى الديمقراطية وقد لا يؤدي. واليقين إنها لم ولن تؤدي إلى الديمقراطية في العراق فالأمر ليس مزاجا تفصله على مقاييسك أيها المسكين، وليست أمنيات يرتجى منها أن تنتج نوعا من بذرة نوع آخر مختلف، فشعبنا يعرف إن نخلة البرحي لا تنتجها إلا فسيلة برحي وان نوى التمر لا ينتج إلا نخلا من صنف آخر مختلف لا علاقة له بالنخلة الأم. لماذا نؤكد إنها لن تؤدي للديمقراطية بل، لماذا نقول إنها ليست ديمقراطية أصلا في العراق؟

 

أولا: لأنها لم تولد من رحم العراق ولا من رحم إسلامي عربي أو أعجمي أجنبي غير عربي بل،  هي لقيطة من ظهر وبطن زانيتين لا يرضى الله ولا رسله ولا أنبياءه ولا ائئمتنا الأطهار بل، ولا إسلامنا الحنيف ولا قرآننا المجيد ولا سنة نبينا العزيز الحبيب بها. ولن أذكرك أنت وأمثالك بالآيات القرآنية الكريمة التي تؤكد كفر وفسق وفجور من يوالي اليهود والنصارى ويستعين بهم لأنكم تعرفونها جيدا غير إنكم كفرتم بها وكفرتم بالله وصار مكسب المال والجاه  عبر السلطة القذرة عندكم أهم من الله ومن دينه والعياذ بالله.

 

ثانيا:  لأن الديمقراطية التي تأتينا بحكام مثل الأفغاني إبراهيم الجعفري وعلاوي والعجمي نوري جواد العلي وحكومات كمثل حكوماتهم التي هي عصابات ومافيات وميليشيات قتل واعتقال واغتصاب وسرقة المال العام وتهريب ثروات العراق إلى طهران ولندن وواشنطن وغيرها من دول العالم هي ليست ديمقراطية لأن الحكومات الديمقراطية الحقيقية هي التي تتبنى حماية الأمن الاجتماعي والسياسي والاقتصادي وتتبنى الارتقاء بسبل التنمية المستدامة. الديمقراطية يا مسكين تطبق كنظام شامل للحياة وتتبناها قوى وطنية وقومية وحتى دينية لا ترتبط بأجندات خارجية كمثل القوى التي تدخل انتخابات الاحتلال في العراق التي هي برمتها قوى وميليشيات قاتلة مجرمة تخدم أجندات ومشاريع دولية وأممية بل، وبعضها إيراني الجنسية والهوى ويخدم مشروعا إقليميا قوميا فارسيا علنيا.

 

الديمقراطية طريق ومسلك ومناهج اجتماعية وسياسية واقتصادية أيها الدعيّ المنافق المتاجر بقضية وطن مذبوح وشعب منكوب. وأنت وتجار النفاق الديني والمذهبي والسياسي والعرقي والمناطقي لا تفقهون شيئا عنها. لذلك من الأفضل لكم أن تقلعوا عن المتاجرة بها فلقد صارت نكتة سمجة سخيفة يسخر بها العراقيون المتظاهرون والمعتصمون والساكتون في كل أرض العراق وصارت مسخرة لكل من هب ودب وتطفح نفوس المغتصبين والمغيبين في جب السجون والمعتقلات والمهجرون قسرا والجياع والمقطوعة أرزاقهم والمهضومة حقوقهم من ملايين العراقيين كرها لك ولأمثالك ولها. وننصحك بأن تبقي بضاعتك الأصلية وهي الحقد والضغائن والثأر الأسود لمن أعدمهم القانون العراقي لأنهم خونة وجواسيس وطابور خامس لإيران وأمريكا والكيان الصهيوني. وللعلم أن هذه البضاعة هي الأخرى قد بارت في أسواق العراق فلقد عرف كل العراقيين إن حزب الدعوة حزب مجرم وخائن وطابور خامس لإيران والمنهج القومي الفارسي وكذلك مجلس الطبطبائيين ومَن لفّ لفهم من أحزاب الله وثأره وانتقامه و الخ من أسماء تتاجر وتجرم باسم الله والتي عرفّها ساحرهم الأكبر نوري بأنهم يحملون أسماء مقدسة وعملهم الحقيقي هو أنهم يمارسون كل الموبقات.

 

أنت فعلا مسكين تستحق الشفقة وأنت تتغنى بأمجاد وهمية جادت بها عليكم قوات المارينز ووسائل الموت التي صبّت على شعب العراق من أجل حماية الصهيونية ودولتها ومن أجل سرقة ثرواتنا وأولها النفط، وانتم أحدى أدواتها الرخيصة. أنت مسكين أخرق تغرد فوق جثة وطن يحتضر وشعب مكلوم مهضوم لتعلي صوت إيران وأحزابها ومليشياتها ولكن هيهات هيهات أن يعلو صوت العدوان والباطل والغدر. إن مَن تشتمهم هم أسيادك وتاج راسك إن كان لك رأس. وهم عناوين للشرف والإباء والبطولة وندعوك لمراجعة حلقة الأستاذ بديع عارف عزة ومشاهدتها لتكتشف كم أنت بغيض وبعيد عن الديمقراطية التي تدّعيها ولا تحمل مضمونها ولا تعرف معناها، وأظنك في تلك الحلقة قد أردت أن تنجح  بمنهج إعلامي بما فشل به قبلك المجرم علي الدباغ تحت ذريعة التوثيق للتاريخ. أردت أن تبرهن لعلي الدباغ بأن من يتاجر بسحور رمضان الديني ويحوله إلى سحور سياسي مرائي مرتزق منافق كذاب حاقد قادر على أن يفوز بمعلومات ومواقف من المحامي بديع عارف حيث اخفق دعيّ البحث التاريخي علي الدباغ. خاب سعيك ولطمك الرجل الذي راهنت على انتقائه بحسابات ضيقة وقاصرة وانتصر عليك بالحق والثبات والرباط، وعليك أن تتذكر ما قاله لك إلى يوم الدين: انتم أذلاء خيانة و أدلاء خيانة. وتذكر أيضا ان علي الدباغ وطبقا لاعترافه في برنامجك لن يفشل فقط انما انقلبت محاولته بنتائج معكوسة تماما حيث غلبه المناظل البطل الأسير العراقي العربي البعثي الصدامي طارق عزيز بضربة قاضية فنية.

 

وأخيرا وليس آخرا نقترح عليك أن تغيّر اسم البرنامج إلى نفاق سياسي لتبتعد عن أجواء رمضان المقدسة فبرنامجك بهذا العنوان قد دخل ضمن تعريف البرامج التجارية التي تستخدم الشهر الفضيل استخداما ارتزاقيا منكرا يعتدي على روحانية الشهر ويجر الناس إلى مواقع  ومواضع تتعارض مع صيامهم وقد تضيّع عليهم أجره وثوابه.

 

 





السبت ١٨ رمضــان ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / تمــوز / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب أ.د. كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.