شبكة ذي قار
عـاجـل










عندما كان العراق يحكمه حزب واحد وهو حزب البعث العربي الاشتراكي ، كان يحقق أعظم الانتصارات في معاركه وحروبه التحررية والدفاعية ، وكان بلداً يهابه الدول الكبرى بجيشه وتقنياته وأجهزته الاستخباراتية تجندُ آلاف العملاء والجواسيس وتتعاون مع عشرات الأخرى مثلها لتحقق في العراق نصراً يذكر ..


وكان الشعب متوحداُ ملتفاً حول قيادة الحزب والخدمات تقدم على قدم وساق والانجازات تتحقق واحدة تلو الأخرى وكان الأمن مستتبباً والشعب شبعان حد التخمة ..


وصل العراق في ظل حكم الحزب الواحد إلى مصاف الدول المتقدمة عسكرياً واقتصادياً وسياسياً وكان بلداً خالياً من الإرهاب والفساد وجرائم القتل والمخدرات .. وفي ظل الحزب الواحد أصبح العراق قبلة لكل الأحرار في العالم يقصده كل الثوارّ والأحرار ..


انتصار الثامن من آب سنة 1988 ، الذي نحتفل به اليوم ونتباهى به وبمن ساهم في تحقيقه وإحرازه - حققه الحزب الواحد الذي كان يحكم البلد بقبضة من الحديد فكل الأمور تسير بدقة مثل الساعة ..


انتصار الثامن من آب سنة 1988 ، حققه أبناء البصرة الشجعان الاصلاء ، حققه أبناء العمارة الغيارى ، حققه أبناء تكريت والانبار والناصرية .. كانت معركة كل واحد منا ، معركتنا نحن الشعب ، معركة الدفاع عن وجودنا وحياتنا وأحلامنا ورغباتنا..


كنا نعلم ماذا سيحصل لو أن إيران انتصرت على العراق ( لا سمح الله ) كانت بلا شك ستبيدنا عن بكرة أبينا ، وتلغي وجودنا وتأريخنا وتخضعنا لولاية الفقيه ونكون ولاية إيرانية يستعبدنا الفرس العجم ، مليشياتها تنتهك إعراضنا وتسلب كرامتنا وتهيننا ، تماماً ، كما تفعل الآن .. مليشياتها التي تنتشر في العراق تمارس أبشع أنواع الجرائم بحق العراقيين ، قتل جماعي منظم بشكل يومي وإهانات وإساءات ومخالفات تذكر ولا تذكر بشأن حقوق الإنسان في سائر بقاع الأرض العراقية ، جرائم الاغتصاب وتخريب البنية العراقية وتدمير فيم المجتمع العراقي ، مجازر بحق العراقيين ترتكبها مليشيات إيران وأحزابها في العراق على مرآي البصر ..


عندما تسلم مفاتيح السلطة إلى مئات الأحزاب وكتل سياسية ناشئة حديثاً -تعم الخراب والدمار وتشل مفاصل الدولة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ..البلد يتراجع مئة سنة إلى الوراء .الموت يكون جاهزاً ليأتي في أي وقت يشاء ويسلب أرواح المئات في غضون دقائق ..


في ظل تسلط مئات الأحزاب على رقابنا .. لا احد يفكر أن يختلس مليون دينار عراقي من خزينة الدولة فهذا يدخل ضمن برنامج ( عار ) .. السرقات بالمليارات والفساد بلغ ذروته ..


لقد تأكد لنا أن البلد الذي يحكمه كما هائل من الأحزاب سوف تفقد الكثير الكثير من مقومات الحياة الحرة السعيدة ، تنداس الكرامة بالبسطال ، تتراجع الخدمات ، تضيع الحقوق ، تسود الفوضى ، ينقسم الشعب طوائف ومكونات وفئات وأقليات ..


قيل أذا عرف السبب بطل العجب !
بلد يحكمه هذا الكم الهائل من الأحزاب الموالية لدول وجهات ( غير الوطن ) يحدث له ولشعبه مايحدث من قتل وتشريد وتهجير ..


وتجويع .. أحزاب موالية لبلد كان لنا معه حرب طويلة انتصرنا عليه فماذا نتوقع من أحزابه وشخوصه غير الانتقام والثأر ..


هذه الأحزاب التي لم تتفق ولا يوما واحدا فيما بينها وكلما اختلفت واختلفت وجهات نظر وأراء سياسيوها فيما بينهما ، خرجت السيارات المفخخة من جحورها وشدت الأحزمة الناسفة وأخذت تنكل بالمساكين والأبرياء من شعبنا..


فإذا كان شعبنا جادا في إيقاف نزف الدم الذي يستهدفه فعليه أن يقف على السبب الحقيقي لكل مايحصل في العراق فليس هناك بلدا في العالم يمتلك كل هذا الكم الهائل من الأحزاب وليس هناك بلد نصف سكانه أصبحوا ساسة وفلاسفة..


هذه الأحزاب التي أوصلت بالجهلة وأشباه الأميين وبائعي سبح ومتخلفين عقليا وسكارى إلى السلطة فصاروا سيوفاً تجزّ رقاب أبنائنا كل يوم وجعلوا شعب بلد الخيرات شحاذاّ ومتوسلاً ينتظر الصدقات ..
وإذا كان شعبنا يتظاهر من اجل الخدمات والحقوق ومن اجل وقف نزف الدم فالأولى له أن يتظاهر أولا ويطالب بحل كل هذه الأحزاب التي تقف وراء سوء الخدمات وإراقة الدماء والفساد والإرهاب ..
هذه الأحزاب التي لم يعد خافيا على أحد إنها تابعة لإيران وممولة من إيران..إيران التي لم تتمنى للعراق وللعرب اجمع غير الذل والاهانة والتبعية والخضوع ..


تحية لذلك الشعب البطل الذي قاتل عن مصيره وتأريخه وحضارته وكان واعياً لما سيرتكب بحقه أن لم يقاتل ويقف ذلك الموقف المشرف والذي تكلل بأعظم انتصار لازال العالم يتذكر وقائعه .. وتحية إلى أبطال معركة قادسية صدام المجيدة والى حزب البعث العربي الاشتراكي والى قادة هذا الحزب الذين حققوا هذا الانتصار للعراق وللأمة ..


وتحية إلى المقاومة العراقية الوطنية وفصائل الجهاد التي تتولى تطهير العراق من مليشيات إيران وتحرره من احتلال فارسي مجوسي ظالم وتعيد أمجاد وفرحة انتصار العراق في الثامن من آب سنة 1988.



Golshanalbayaty2005@yahoo.com

 

 





الخميس ١ شــوال ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / أب / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب كلشان البياتي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.