شبكة ذي قار
عـاجـل










وأنا مشغول في جمع المعلومات والتحضير للصفحة الثالثة من مقالي ( " اللفط " وطنيا ) الذي نُشر منها لحد الآن قسمان .. إستمعت الى خبر طازج لتصريح طازج من قبل نوري المالكي وهو يجلس على رأس الطاولة ليوعظ به وفد من نقابة المعلمين العراقية ، فتوقفت قليلا لأكتب هذه السطور قبل أن أعود الى موضوعي المشار اليه  .

 

أبرز ماجاء في تصريح رئيس وزرائنا " الصريح والصادق " جداً في تصريحاته وخطبه كالعادة وكما نعرف هو التالي :

 

( لا استقرار أمني بدون إستقرار سياسي ) ..!

 

دعونا أولا نصدق هذه الحكمة !! يعني أن البلد يحتاج الى إستقرار سياسي أولا . والغريب أن ماينسف فكرة الإستقرار السياسي ، جاءت في نفس اليوم والساعة الذي جاء به تصريح المالكي وذلك على لسان مستشاره العوادي ، وتعقيب من قيادي فيما يسمى إئتلاف دولة القانون والمدعو عبد الحسين الياسري . خلاصة تصريح الإثنين لفضائية إخبارية  :

 

أن هناك عملية تبديل وجوه ستجري في الإئتلاف وكما يبدو إستعدادا للإنتخابات القادمة . وأن إئتلاف دولة القانون مكون من عدة تيارات وكتل سياسية . يعني مرة أخرى أن هناك أحد أمرين سيجريان :

 

إما إذابة هذه الكتل والتيارات في حزب المالكي حتى لو بقي الإسم إئتلاف دولة القانون ، أو إستبعاد وإقصاء من لايلقى هوى المالكي نفسه الذي لازال يتصور أنه سيكون الحاكم المطلق . فإذا كان هذا هو منطق قياديين في الإئتلاف المالكي ، فذلك يعني أن الإستقرار السياسي سيسير الى هاوية جديدة .. هذا إذا ماأخذنا بنظر الإعتبار أن إئتلاف دولة القانون نفسه هو أيضا جزء من إئتلاف آخر هو الإئتلاف الوطني الذي يفترض أنه يضم أحزاب أخرى . إذاً ، هناك عملية صراع تجري وستتسع بين أحزاب يجمعها الهدف الطائفي وتعيش في الحضن الإيراني .. أضف الى ذلك الصراعات الأخرى الموجودة بين هذه الإئتلافات موحدة أو مجتمعة وبين أحزاب وتكتلات أخرى على الساحة العراقية والتي أيضا نتوقع أن تستشري أكثر .

 

والحال هذه ، يبرز السؤال التالي لـ " دولة " الرئيس !! : من هو وراء الإضطراب السياسي في العراق ..؟ وكيف يريد صاحب ومنسق ومبرمج هذا الإضطراب إستقرارا سياسيا ويدعو له كي يحقق إستقرارا أمنيا ..؟؟

 

والآن ، لنقلب الحكمة فنقول هل كان " دولته " يقصد : لا إستقرار سياسي بدون إستقرار أمني ..!! وأيضا نتساءل ونسأله :

 

ماهي ومَن هي الجهات التي تعبث بأمن العراق ؟ ومن له اليد الطولى وعلى مدى سنوات في عمليات القتل على الهوية ، التهجير ، الوقوف الى جانب مكون واحد ضد الآخرين ، هدم الدور على رؤوس أصحابها والمساجد على رؤوس المصلين ، إختراق المفخخات لنقاط سيطرة محكمة في مناطق حساسة وشديدة الحراسة في بغداد تحديدا بما لايمكن تفسيره إلا بغض النظر من قبل القوات الأمنية وتواطئها مع مايحدث ، ضرب التظاهرات السلمية وارتكاب المجازر ، خطف الناس ، السجون السرية ومايجري فيها والتي يرتبط بعضها برئيس الوزراء نفسه ..!

 

مَن هي هذه الجهات التي أحالت أمن المواطن العراقي الى جحيم .. أليست قوات سوات ..؟ أليست ميليشيات أحزاب الإئتلاف " الوطني " ..؟ هذه الميليشيات التي تلقت كل الدعم من حكومة المالكي وبإشرافه فجعل منها مايسمى الجيش العراقي والشرطة الإتحادية وأطلق ليدها ولفكرها الطائفي المريض العنان .

 

نخلص من كل ذلك الى محصلة لاتقبل النقاش أو الشك : المالكي هو من ضرب ويضرب الإستقرار السياسي .. والمالكي هو من يقف وراء التدهور الأمني وهو الذي يجمع رئاسة الوزارة والقائد العام للقوات المسلحة وملف المخابرات ووزارة الدفاع ووزارة الداخلية ...!!

 

فماذا يريد أن يقول المالكي للمساكين من نقابة المعلمين الذين جلسوا أمامه كتلاميذ شاردي الفكر ..؟

ونعود لنتساءل أيهما يأتي أولا : الإستقرار السياسي أم الإستقرار الأمني حسب النظرية المالكية ..؟

 

يعني ، يـا " دولة " الرئيس : من يأتي أولاً البيضة من الدجاجة أم الدجاجة من البيضة ..؟؟

 

أتعرف ما الذي يجب أن يأتي قبل كل ذلك : 

أن تذهب أنت وكل البيض الفاسد الذي يحيط بك .. ولن تلد الحية إلا الحية .

وكفى هذيانا وكلاما غير مفهوم .. فشعب العراق ليس كله من ( جناجة ) !!

 

 





الاثنين ٥ شــوال ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٢ / أب / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب علي الحمــداني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.