شبكة ذي قار
عـاجـل










إيماناً منا بالدور الايجابي والمؤثر والفعال الذي يمكن ان يقدمه المغتربون العراقيون في بلدان المهجر , (( خصوصا في البلدان الاوروبية, لما تتميز به هذه البلدان في وجود حيز من الديمقراطية نستطيع استغلالها في ايصال الصوت العراقي وايصال صرخة العراقيين لما يعانونه في العراق على ايدي جلاوزة ايران الصفوية, خصوصا وان في هذه الايام انطلقت ثورتنا المباركة في العراق عموما والمحافظات الثائرة خصوصا )) وإعلاءأ لصوت الحق, اكتب هذه الرسالة الى السادة أعضاء مؤتمر المغتربين العراقيين ـ برلين, وانطلاقا من التوصيات التي وردت في بيانهم الختامي في أخر مؤتمر عقدوه في 17 كانون الاول عام 2011م وتصحيحا للاخطاء التي وقع فيها اعضاء رئاسة المؤتمر منذ انتخابهم والى هذا اليوم والتي ادت الى يكون اداء هذا المؤتمر سلبيا عاجزا عن اداء دوره نحو قضية العراق الرئيسية والمركزية قضية تحرير الوطن قضية مصير البلد قضية شعب باكمله, فشل هذا التجمع او المؤتمر الى الان في ايصال رسالة الشعب العراقي الى العالم خصوصا الى المنظمات والحكومات الاوربية.


على رئاسة مؤتمرالمغتربين العراقيين في برلين التحلي بالمسئولية ومواجهة ألاخطاء الناجمة عن التقصير في اداء الواجب والمسؤولية الملقاة على عاتقها , يجب ان يكون اعضاء المؤتمر شجعاناً لطرح النقد لاننا نحمل مسئولية من ضحوا بارواحهم في سبيل تحرير العراق ولن نترك هذه المسئولية لأصحاب المصالح الضيقة الذين يرون في هذه المناصب وجاهة لتحقيق مكاسبهم الدنيوية عبر التسلق وتحقيقاً لأغراضهم وطموحاتهم الشخصية الضيقة، نحن ابناء العراق من المغتربين سوف نكون بالمرصاد لكل من تقاعس في تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقه , بيع قضية شعب باكمله بشعارات جوفاء عبر مؤتمرات فارغة لاقيمة لها, فهناك خلل واضح في اداء مؤتمر المغتربين العراقيين في برلين من القاعدة إلي القيادة وهناك تكريس السلطة في مكان واحد هذا الخلل أحدث خلل في عدم وجود رؤية واضحة وستراتيجية ايجابية في التعامل مع الاحداث الجارية في العراق, فلم نسمع او نقرأ بيان واحد من هذا المؤتمر يوضح او يذكر ما يجري من جرائم بحق الشعب العراقي ولم نسمع اي اشارة الى ذكر حالات التهجير القسري للشعب العراقي مع ان الكثير من الدول الاوروبية منحت حق اللجوء لهؤلاء العراقيين المشردين والمهجرين من بيوتهم في العراق.


ثورة عشائر اهل العراق وثورة كل العراق بدأت من اكثر من ستة اسابيع , بتعتم وتكتيم اعلامي منسق ومتعمد من قبل كل الدول عربية كانت او اجنبية, ولا سبيل للثوار الا الاعتماد على الشرفاء من ابناء العراق في دول المهجر لايجاد كل الطرق في سبيل ايصال صوت صرخة الثورة العراقية الى مسامع العالم, فوجدنا ان بعض من ابناء جالياتنا في بعض من دول المهجر تمكنوا من ايصال صرخة العراق ولو على استحياء وان كان صوتا خافتا... الا انهم عملوا ما بوسعهم وادوا ما عليهم, وهنا اود الاشادة بدور ابناء الجالية العراقية في كل من بريطانيا وهولندا والسويد فبارك الله بهؤلاء والنعم منهم.


اما انتم يا ادارة مؤتمر المغتربين العراقيين.... انتم لم تحركوا ساكنا وكأن الامر لا يعنيكم...مازلتم نائمين ترفضون ان تستيقظوا من نومكم العميق ... وسوف تلعنون من يحاول ايقاظكم من هذا النوم العميق... وسوف تتهمونه بما انزل الله من تهم..... كان المفروض ان تنظموا على الاقل تظاهرة تجمع العراقيين في الغربة ولو لعدة ساعات امام البرلمان الاوروبي او محكمة العدل الدولية او امام الامم المتحدة في جنيف , للاستنكار لما يحدث من جرائم بحق العراقيين من قبل الطغمة الصفوية في بغداد ... بل انتم فشلتم في عمل تظاهرة صغيرة في برلين نفسها حيث مقر مؤتمر المغتربين العراقيين الذي تترؤسونه ... اين هي توصياتكم واين هي مقرراتكم التي خرجتم بها في مؤتمركم الاخير عام 2011 ؟؟؟ صدعتم رؤوسنا ببياناتكم وبطولاتكم .... ذكرتم في بيانكم الورقي انكم استطعتم ان تجمعوا اكثر من 200 شخص من العراقيين والعرب حضروا مؤتمركم الاخير .. وجهتم نداءا الى اوباما وناشدتم الامين العام للامم المتحدة واعلنتم عن مواصلة مشاركتكم في جهود شعب العراق لدحر الاحتلال وعبــرتم عن تأييدكم لثورة الشباب التي انطلقت في 25 شباط عام 2011 و و و و .... الخ من هذه البطولات والانجازات الورقية التي حققتمونها....الان انا اتساءل هل تستطيعون ام تجمعوا ولو 20 شخص (( وليس 200 شخص كما حضروا مؤتمركم السابق )) للقيام بتظاهرة صغيرة بسيطة في اي حي من احياء برلين لايصال صوت الثوار؟؟؟ انا هنا اتحداكم ان فعلتم... ولو فعلتم فهذا يعني انكم قمتم بانجاز فعل صغير من واجباتكم الملقاة على عاتقكم ... وان لم تفعلوا فهذا يعني انني على صواب تجاه نظرتي اليكم.


اقول لكم ان هناك من الوطنيين الشرفاء والمخلصين من حاول ان يستحصل موافقة من السلطات الالمانية في برلين للقيام بتظاهرة تندد بالفعل الاجرامي لحكومة الهالكي بحق ابناء شعبنا في العراق , لكن الطلب رفض من قبل السلطات لان هذا الرجل الوطني لايملك صلاحية تنظيم هكذا عمل لان القوانين هنا في المانيا وكما تعرفونها جيدا تتطلب ان تتقدم جهة رسمية معترفة بها لمثل هكذا طلبات وانتم تملكون هذه الميزة, وانتم تعلمون هذا جيدا ورغم علمكم فلم تعيروا لهذا الموضوع اية اهمية تذكر, كل ما فعلتموه هو اعطاء وعود كاذبة فقط.


هناك قول مفاده. .. (( الشريك الدائم في جريمة الفساد هو تجاهل ولا مبالاة المجتمع )) ...، بمعنى آخر أن الشريك الدائم للفساد هو التهرب من المسؤولية. ولنسقط هذا المفهوم على ادائكم في مؤتمر المغتربين العراقيين في برلين نجد التالي: عندما يتم التهرب من المسؤولية يسقط الالتزام، وإن سقط الالتزام حصل التجاهل واللامبالاة، وبالتالي يضيع الإنجاز، وإن ضاع الإنجاز فهدر الوقت والمال والجهد هو النتيجة النهائية. طبعا الأدهى من ذلك أنه تَولد لدى البعض منكم خبرة من جراء هذه الممارسات من اختزال أو تشتيت للمسؤولية أو فصل بين المسؤولية والصلاحية، وأصبح هذا الخبير وللأسف بدلا من أن يستخدم خبرته في معالجة الأمر، نجد أنه يمارس فناً سرياليا في التهرب من المسؤولية. فتجده يستخدم ظروف الواقع ليصل إلى ما فوق الواقع المرئي، بمعنى أنه يستخدم تواجده في عضوية مؤتمر المغتربين العراقيين برلين وهذا هو الواقع، للوصول إلى ما فوق الواقع، وهو عدم تواجده في عمله، وبالتالي التهرب من المسؤولية. فتجده يستبسط المهمة ليرميها على أحد مرؤوسيه، أو يستصعبها حتى يبقيها مع رؤسائه، فهو بين هذا وذاك يسطر أجمل العبارات ويستحضر الأنظمة واللوائح لدعم موقفه ويغرد بالنظريات الوطنية الفاشلة وبأعذار متنوعة ليثبت أن انه مستميت في عمله الا ان الصعوبات تفوق قدرته. لقد وصلتم لحالة لا يمكن لكم ان تبادروا وان تتحملوا المسؤولية، واصبحتم لا تعيرون بالاً ولا اهتماما لمصالح الوطن ولا لمصالح المواطن المغترب ، فالمهم عندكم ان اسماءكم تذكر في المؤتمرات ومشاركاتكم في المؤتمرات في موعدها واصبح النفاق الوطني طريقكم الوحيد الذي تجيدونه.


ارسل لكم رسالتي هذه عسى وان تصيب هذه المرة فنرى منكم فعلا خيرا يخدم العراق وثورة العراق , وكلي امل بأن تتحملوا المسؤولية الملقاة على عاتقكم على اكمل وجه , الى حين تحرير العراق تحريرا كاملا وشاملا وبعدها سوف لن نحتاج الى مثل هكذا فعاليات لان معظم المغتربين سيعودون الى الوطن وعندها نبدأ معركة البناء.


عاشت ثورة الشعب العراقي وان شاء الله نصر قريب
المجد والخلود لشهداء العراق وفي مقدمتهم شهيد الحج الاكبر صدام حسين رحمه الله
الحرية لاسرانا في السجون والمعتقلات







الاربعاء ١٩ ربيع الثاني ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٩ / شبــاط / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب نبيل ابراهيم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.