شبكة ذي قار
عـاجـل










يشهد الشارع العراقي هذه الايام هوس الانتخابات البرلمانية ، ولانه العراق الديمقراطي الجديد كما يحلو للطائفيين والفاسدين وانصاف المتعلمين أن يسمونه ، قأن مشهد الحملات الانتخابية للمرشحين تبدو وكأنها ( عرس الواوية ) في اللهجة العراقية ، وتعني (عرس الثعالب – ومفردها ( واوي - ثعلب ) ومؤنث الثعلب تسمى ( ثعالة أو ، ام عويل ) . ولمن لم يعرف عرس الواوية ، فأن ( الواوية ) الذكور تتجمع عندما تكون الانثى ( أم عويل ) في فترة التزاوج ( النزورية ) ويبدأون بالتزاوج معها حسب الاقوى ويصدرون الدمدمة والعويل والنباح الذي يسمعمن بعيد ، وهذا ماتختلف فيه الواوية عن الكلاب فيشأن التزاوج .


أن الانتخابات في العراق وحملاتها الانتخابية والترويج عبر الصور والبوسترات والتصريحات والشعارات والتجمعات والمهرجانات الانتخابية وما ترافقها من أكاذيب وتلفيقات وعمليات تسقيط للخصوم بل وحتى التصفية الجسدية وكذلك عزل مدن باغراقها بالمياه او استهدافها عسكريا ، من أجل الظفر بمقعد البرلمان وأمتيازاته ك ( كأمتيازات أم عويل ) ، لم تشهدها أي دولة من دول العالم المتقدمة والنامية . وهي الفريدة في قوانينها المفتوحة التي تحمل اكثر من تفسير ، وعمليات استبعاد وقبول المرشحين حسب الموالاة والمحسوبية والتأثير ، وغرائب ومهازل لاوجود لها الا في أنتخابات العراق مثل :


فالبرغم من هامشية مجلس الرئاسة وفشل رئيس وأعضاء السلطة التنفيذية في أدائهم الامني والخدمي وهزالة الاداء الرقابي والتشريعي لرئيس واعضاء السلطة التشريعية ، الا أن الجميع رشحوا للانتخابات حتى الفاشلين في الحصول على مقعد في الدورة السابقة، ماعدا الرئيس مام جلال لحالته الصحية ومن صدرت ضدهم قرارات الاستبعاد . وهذا يعني أن لا أحد من هؤلاء يمتلك الغيرة و يشعر بالخجل من ناخبيه وابتعد عن المشاركة أو أبتعد عن العمل لمراجعة حساباته . وكذلك أن الحملات الانتخابية في العراق هي الوحيدة في العالم يترشح لها اكثر من فرد من عائلة واحدة مثل ، عائلة الحاج أبو أسراء وابن أخيه وصهريه ، وصالح المطلك واخوانه والكربولي واخوانه وعتاب الدوري وزوجها ومعين الكاظمي وزوجنه . والدعاية الانتخابية في العراق الرائدة في الترويج بتبني سفك الدماء حسب نظرية الفتلاوي 7 * 7 وقيادة المعارك ضد الشركاء في الوطن بالمهاترات ( المشعانية ) ومطالبات الدم بالدم لولي الدم .


ومن غرائب الأنتخابات وحملاتها المحمومة أن الغالبية ممن كانوا في الحكومة والبرلمان يرفعون شعار التغيير ، فرئيس البرلمان النجيفي يدعو أهل السنه للمشاركة في الانتخابات لاجل التغيير ، وهو كان على رأس أعلى سلطة ولم يستطيع ان يغير شيئا ، فياترى من هو المطلوب تغييره أولا رئيس الحكومة الذي لم يجد من يقف بحزم أمامه ويحاسبه على أدائه الفاشل الفاسد ويعزله فأستهتر وعربد ، أم رئيس البرلمان الذي كان ضعيفا خانعا لم يستطع أستجواب ولو موظفا صغيرا من المحسوبين على رئيس الحكومة ولا حتى حماية نفسه وموظفيه وأعضاء كتلته .


وكذلك تنفرد حملاتنا الانتخابية بأقامة أمسيات لاختيار ملكة جمال المرشحات ، ولا ندري لربما ستكون هنالك أمسية لاختيار super voice البرلمان أوأمسية لاختيار أجمل عمامة أو بوشية.


أن عملية الانتخابات هي جزء من المهزلة الكبرى التي يسمونها العملية السياسية الى جانب الدستور ، والامر لايخضع لنتائج صناديق الاقتراع كونه سيحسم حسب التوافقات الدولية والاقليمية وما هذه الاسماء التي تدعي تمثيلها للشعب الا مجرد وسيلة لاحول لها ولا قوة فاقدة للارادة وهي بالاساس تبحث عن مصالحها الضيقة في مايسمى انتخابات .


وكل أنتخابات وواويتنه وواوياتنا بكروش أكبر واوداج أعرض واعراس ابهر.


Hazzaa63@yahoo.com

 






السبت ٢٦ جمادي الثانية ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٦ / نيســان / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب عبد الرحمن العبيدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.