دعا رئيس حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي الدكتور عبد المجيد الرافعي إلى معالجة سياسية للأزمة التي تفجرت في عرسال ومحيطها، جاء ذلك في تصريح للدكتور الرافعي هذا نصه:
إن اتساع دائرة المواجهة العسكرية بين الجيش اللبناني ومجموعات مسلحة في عرسال ومحيطها يشكل تطوراً خطيراً في انعكاسات الصراع في سوريا على الوضع اللبناني برمته، وهو ما كان ليحصل لو لم تكن ساحة لبنان تتجه إلى مزيد من الانكشاف السياسي والأمني.
إننا في الوقت الذين ندين فيه الاعتداء على الجيش وكل مؤسسات الشرعية اللبنانية، نؤكد على أهمية توفير غطاء سياسي شامل للجيش باعتباره رمزاً للوحدة الوطنية في تصديه للعابثين بالأمن الوطني وأمن المواطنين، وهذا الدعم يجب أن يكون بعيداً عن الاستغلال السياسي، خاصة وأنه قدم كوكبة من خيرة عناصره في تصديه لمن حاول ويحاول أن يُغرق البلد بالتخريب والإرهاب. وانه بموازاة دعوتنا إلى توفير ظهيرة قوية للجيش وهو ينفذ واحدة من مهامه الوطنية، نشدد على أن تكون المعالجة للوضع الناشئ في عرسال ومحيطها معالجة سياسية ومن ضمن خطة متكاملة، تؤكد أولاً على دور الجيش في حفظ الأمن وحماية الحدود والحؤول دون اختراقها من جانبيها، كما تؤكد ثانياً، على إزالة كل الأسباب التي جعلت عرسال أسيرة حصارها من المداخل واختطافها من الداخل.
فعرسال ذات التاريخ الوطني العريق، وبلد الشهداء دفاعاً عن القضايا الوطنية والقومية والتي ضخت خيرة شبابها للانخراط في الجيش، يجب أن تشعر بالأمن وبالأمان والاحتضان الوطني عند معالجة الظرف الصعب المحيط بها سياسياً وشعبياً ومعيشياً واقتصادياً. وان الإسراع في حلحلة عقد الأزمة السياسية العامة وأولها إعادة تفعيل المؤسسات الدستورية بدءاً بانتخاب رئيس للجمهورية يوفر مناخاً أكثر ملاءمة لمعالجة سياسية للأزمة التي انفجرت في عرسال والتي يمكن أن تنفجر في مكان آخر، إذا ما استمرت الأزمة الوطنية العامة تراوح مكانها، وهذا ما يتطلب إعادة الاعتبار لإعلان بعبدا وخاصة بنده المتعلق بالنأي بالنفس وتفعيله عملياً والالتزام به سياسياً لأجل الحد من ارتدادات الزلزال السوري على لبنان ولتوحيد الجهود اللبنانية في مواجهة العدو الصهيوني كعدو دائم وتاريخي للأمة خاصة في هذا الوقت الذي يشن فيه حرب إبادة شاملة في غزة.
د. عبد المجيد الرافعي
رئيس حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي
في ٠٤ / أب / ٢٠١٤
