شبكة ذي قار
عـاجـل










ثمة عوامل عديدة تشكل أسس و قواعد وضمانات حاسمة لانتصار الثورة مثلها مثل أي عمل يمس حياة الشعب. فالثورة عمل جماهيري منظم يقوم به الشعب وطلائعه الثائرة الممثلة لتطلعاته وآماله لتحقيق أهداف وغايات ذات صلة عضوية بحياة الشعب وسيادة وأمن واستقرار ووحدة الوطن . فالمشروعية وحقوق الشعب والوطن هي أركان استحقاق لا خلاف عليها والأدوات والسبل أدوات أخرى لابد من قيامها كأركان أخرى من بينها القاعدة الجماهيرية الواسعة للثورة والقيادة السياسية والعسكرية الموحدة المقتدرة والأهداف الواضحة المعلنة والمعبر عنها بإيديولوجيات وطنية وقومية ثابتة راسخة تمثلها قوى وطنية وقومية وإسلامية حرة ذات مناهج مستقلة لا ترتهن لإرادة الأجنبي وتمتلك حصانات وطنية وإيمانية تؤهلها لإدارة العلاقات الداخلية والأجنبية وتحقق إرادة الإنسان في الحرية والديمقراطية وازدهار الحياة بكل روافدها التي تحقق إنسانية الفرد والجماعة وتقدم لهم الخدمات المعروفة التي تقدمها الدول والحكومات لابناءها كالتعليم والصحة وفرص العمل والعيش الكريم.


إن إعادة فحص الحالة العراقية بعد عام 2003 م تفرض على الباحث العلمي أن يمنح العراقيين حق الثورة وكذلك واجب القيام بها أيا كان انتماءه وعقيدته الدينية أو الاجتماعية أو السياسية لان عاملي الثورة الأساسيين قائمين وهما:


1- احتلال أجنبي وممارسة سياسية مدنية فرضها الاحتلال كمنهج وكأدوات تنفيذ.أي إن الوطن فاقد للسيادة .


2- شعب تعرض ويتعرض إلى كل صنوف القهر والاضطهاد والتعسف والإرهاب والتمزيق والشرذمة من قبل الاحتلال ومن قبل أدواته وموظفيه ومنتجاته المليشياوية وتشكيلاته الأمنية.


إذن , القواعد والأسس والمسوغات القانونية والشرعية المختلفة التي تقرها وتؤمن بها كل شعوب العالم الحرة كدساتير حياة بما فيها شعوب الحكومات التي غزت العراق واحتلته باطلا وعدوانا صارخا لا مسوغ ولا مبرر له كما اعترفت دول العدوان نفسها كلها, قائمة وهذا هو شرط الفوز والانتصار الأول القائم والمتوفر بجدارة في ثورة شعب العراق الباسلة. إن تجارب الإنسانية كلها في نشر الأديان والرسالات السماوية وفي مقارعة معضلات واجهها الإنسان في الكوارث الطبيعية أو المسببة من أطراف أخرى وحتى تحديات العلم والتكنولوجيا والحروب تقدم آلاف البراهين والإثباتات النظرية والعملية ,التاريخية والحاضرة المعاصرة , على إن قيام المشروعية والحق هو عامل حسم مفصلي وأدى في كل تجارب البشرية إلى الفوز حتى لو امتد زمن المقاومة والثورة المسلحة وكثرت تضحياتها وكلف تسييرها وإيصالها إلى سواحل الأمان.


والمشروعية والحق العراقي لا غبار عليه ولا ينكره إلا أدوات وموظفي الاحتلال والطبقة التي نمت من المستفيدين المصلحيين الانتهازيين والمرتزقة البائعين للذمم والضمائر وأصحاب المشاريع السياسية مدفوعة الثمن والمسيرة من الدول التي دخلت الملعب العراقي بعد الغزو البعيد منها والقريب على حد سواء في حين ان عامة الشعب فهو الذي يدفع فواتير الاحتلال دماء ومعاناة سجون ومعتقلات وتهجير وقطع سبل العيش وإقصاء وتهميش وعدوان طائفي وعرقي طبقا لما صممته مناهج الاحتلال ومشاريعه الإجرامية.


إن عوامل القوة والديمومة التي تعانق ثوار وثورة عشائر العراق وقواه وجيوشه البطلة ومنتسبي قواته المسلحة يمكن إجمالها بما يأتي:


1- الإسناد الشعبي القائم والقابل للتوسع اليومي .

2- حضور الإيمان المطلق بقضية تحرير الوطن من الاحتلال والنفوذ الأجنبي.
3- وجود عقل قيادي عسكري وسياسي مقتدر وقوى سياسية طليعية مناضلة أصيلة ثابتة على حق التحرير .
4- الإيمان بحق التحرير يوفر الموارد البشرية الشجاعة التي تمد الثورة بمزيد من الرجال .
5- تزايد التأييد العربي والدولي مع تصاعد فعل الثورة وكشف جرائم الاحتلال وموظفيه ألقتله الفاسدين المجرمين.
6- الفشل الذريع والانهيار المتواصل للعملية السياسية الاحتلالية .
7- استشراء الفساد وتردي الخدمات والأوضاع المعيشية للناس وازدياد البطالة مع انعدام الأمن والاستقرار .


8- ارتفاع حجم الجرائم الممنهجة ضد الشعب مع استمرار الثورة يزيد من التفاف الشعب حولها وزيادة الغضب والعداء لأجراء وأعوان الاحتلال .


9- انكشاف تبعية موظفي العملية السياسية لإيران وأميركا والكيان الصهيوني وغيرها من دول الجوار .


10- وضوح صورة الاحتلال الفعلي الإيراني الاستيطاني السرطاني لوطنا لكل أبناء شعبنا وخاصة بعد دخول الجيش الإيراني وقوته الجوية في المعارك إلى جانب حكومة الاحتلال الصفوية.


إن الربكة والفوضى والتمثيليات السياسية المرتبطة والمترافقة مع لعبة التبديل الحكومي الراهنة في المنطقة الخضراء ستنتهي عما قريب بتكريس نظام المحاصصة الطائفية وستكرس معها موضوعة الصراع بين الشعب وقواه الثائرة مع الحكم الطائفي المجرم وسيجد كل المراهنين على التغيير أنفسهم يخوضون في ذات الوحل وذات الوهم لان الحكومة الجديدة ورئيسها وهذا عامل آخر مهم من عناصر انتصار الثورة لأنه يكرس مسوغاتها ومبرراتها فالجديد قد يكون اسؤا من الذي وافق على الرحيل بعد أن أمره أسياده لأسباب تتعلق بمحاولة إحياء عمليتهم السياسية المحتضرة لكنه لن يكون أفضل أبدا ونحن نقولها بحكم الدراية وبيقين مطلق.






الاربعاء ٢٤ شــوال ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٠ / أب / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب أ.د. كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.