شبكة ذي قار
عـاجـل










بعد 2003 ، وعندما ساد العراق فوضى إعلامية كبيرة شملت تأسيس صحف وفضائيات ومواقع أنترنيت ، بدأنا نسمع لغط ( خربشات كلام ) هنا وهناك ، وهي كثيرة كانت تطلق لأسباب شتى منها كسب مودة النظام السياسي الجديد في العراق أو الحصول على وظيفة أو أعتلاء منصب وظيفي أو حفنة دولارات ..


وكانت من بين هذه ( الخرابيط ) أن الرئيس صدام حسين أدخل العراق في حروب وصراعات مع دول المنطقة ومن ضمنها الجارة أيران ، وتمادى البعض ليتهموا القيادة العراقية الوطنية بشن الحرب على أيران في 22 أيلول سنة 1980 ( اليوم الذي ردّ فيه العراق على الهجمة الأيرانية التي بدأت في 4 أيلول سنة 1980 ) .


ومع أن حقيقة أيران ونواياها تجاه العراق والوطن العربي نوايا معروفة غير خافية على أحد ، ومع أن لبلاد الفارس اطماع تأريخية في العراق منذ عصر السلالات ، وزاد هذا الحقد بعد تسلمّ المقبور خميني للسلطة في أيران الذي بدأه بتصدير الثورة الأيرانية الى العراق –تلك التخرصات قد تصاعدت كثيراً وبشكل لافت للنظر فأعتبر يوم 22 من أيلول يوم الأعتداء العراقي على أيران وليس يوم الرد العراقي وصدّ أعتداءات أيران وملاليه ..


وأصبح العراق بلداً معتدياً وليس معتدياً عليه..
واياً كان ذلك اليوم , يوم الرد العراقي أو يوم الأعتداء العراقي ، ودعونا نسميه أعتداء ، فالكارثة التي حلت بوطننا العربي وليس بالعراق فقط ، تقودنا الى حقيقة واحدة لم تغب عن بالنا ونحن نقاوم في العراق المشروع الأيراني _تصدير الثورة الأيرانية الى العراق أو الهيمنة الأيرانية وأحتلال العراق – حقيقة أن أيران ( تستاهل ) أن يبادر العراق الى أحتلاله وليس صدّ أو ردّ هجومها ، لأن عراق سنة 1980 الذي كان في أوجّ قوته وازدهاره ، العراق الذي يحث الخطى نحو التقدم والنهضة العمرانية والثقافية والعسكرية ،كان قادراً على أحتلال أيران آنذاك أو كسر شوكتها .


لقد قاد العراق معركة الدفاع عن نفسه بنفسه ومنذ 22 أيلول 1980 ، ولمدة ثمانية أعوام ، ضحى فيه بخيرة أبنائه ورجاله ، حمى البوابة الشرقية للوطن العربي ، وقاتل جيشه نيابة عن كل الجيوش العربية وصدّ الهجمة الفارسية الأيرانية عن كل بلد عربي ..


لقد قادت معركة قادسية صدام المجيدة والتي أستمرت ثماني سنوات الى عرقلة المشروع الأيراني ( مشروع تصدير الثورة الآسلامية الخمينية الى العراق ) ، وبعد نجاحه في العراق ، تصديره الى دول عربية أخرى ..


هذا المشروع نجح بعد أحتلال العراق وأسقاط نظامه الوطني الشرعي الذي كان جبلاً ، يصدّ أطماع أيران عن الوطن العربي ، من محيطه الى خليجيه ..


اليوم ، أيران وبكل صفاقة ، وعلى مراى ومسمع الأمم المتحدة ، تتدخل في شؤون العراق ، وتنتهك سيادة العراق ، وتفتك بأبنائه ، وتمارس فيهم شتى أنواع الأذلال ، وتعتدي على حرمات العراق ومقدساته ..


ولم تكتف بالتدخل في الشأن العراقي او احتلاله ، بل تتمادى في تصريحاتها الأستفزازية ضد دول عربية أخرى وتتباهى بأحتلالها لعواصم عربية وتفصح عن خططها المستقبلية لأحتلال وضم عواصم أخرى .


فعلى لسان مندوب مدينة طهران في البرلمان الإيراني، علي رضا زاكاني، المقرب من المرشد الإيراني علي خامنئي جاء إن "ثلاث عواصم عربية أصبحت اليوم بيد إيران، وتابعة للثورة الإيرانية الإسلامية"، مشيرا إلى أن صنعاء أصبحت العاصمة العربية الرابعة التي في طريقها للالتحاق بالثورة الإيرانية.


وعلى الصعيد اليمني، اعتبر زاكاني أن الثورة اليمنية امتداد طبيعي للثورة الإيرانية، وأن 14 محافظة يمنية سوف تصبح تحت سيطرة الحوثيين قريبا من أصل 20 محافظة، وأنها سوف تمتد وتصل إلى داخل السعودية، قائلا: "بالتأكيد فإن الثورة اليمنية لن تقتصر على اليمن وحدها، وسوف تمتد بعد نجاحها إلى داخل الأراضي السعودية، وإن الحدود اليمنية السعودية الواسعة سوف تساعد في تسريع وصولها إلى العمق السعودي ،على حد زعمه.


وقالت صحيفة كيهان الرسمية الإيرانية التي يملكها المرشد الإيراني علي خامنئي، في عددها الصادر اليوم 22 أيلول 2014وتمثل رأي السلطة الإيرانية وخامنئي في الإعلام الإيراني، في تحليلها اليوم عن الوضع اليمني المتأزم، إنه بعد اليمن ونجاح الثورة الإسلامية في صنعاء سوف يكون الدور القادم على سقوط حكومة آل سعود وتفكك هذه "الدولة المفروضة على الحجاز"، بحسب تعبيرها.


بعد أحتلال العراق عام 2003 من قبل أمريكا وحلفائها ، تجلت صور التدخل ّ الآيراني السافر في شؤون العراق عبر عملائها وأحزابها السياسية التي كانت تمولهاّ بل ساهمت في أنشائها ومنها حزب الدعوة وأحزاب اخرى نشاءت لتخدم المصالح وتحقق االأطماع الأيرانية في العراق ، ومن خلال المليشيات التي استحدثت لتمارس أدوار القتل وأستهداف الشخصيات الوطنية المناهضة للأحتلالين الصفوي والأمريكي ..


أيران اليوم ، تتباهى بغزوها للعراق ، وتتباهى بغزوها لسورية واليمن والبحرين وتخطط لتفكيك السعودية وصولاً الى دول عربية أخرى سيأتي عليها لاحقاً ، والأمارات العربية شبه محتلة تقريباً من خلال أحتلال ايرأن لثلاث جزر أيرانية ..


هذا الوضع العربي المتشابك ، لن يحل الأ باستعادة العراق لسيادته ، وعودته كما كان في كل عهوده وعصوره ، عراقاً عربياً قوياً ، يهابه الجميع وتعظمه دول كبيرة وصغيرة .. وهذا يتطلب وبجدية مبادرة عربية كبيرة لدعم الثورة العراقية التحررية التي انطلقت منذ عام 2003 بتأسيس مقاومة عراقية وطنية يقودها قيادات عراقية وطنية ، ويشارك فيها ضباط عراقيين من الجيش العراقي الوطني والاجزهة الامنية العراقية ، وانضمت اليها لاحقاً ، ثوار عراقيون من العشائر العراقية نالت من التهميش والاقصاء والقتل والمجاعة والحرمان من الحياة الكريمة، فنجحت اولاً في دفع امريكا وحلفائها للأنسحاب ثم بدأت بمرحلة تحرير اخرى هي تحرير العراق من المدّ الصفوي الأيراني ..


إن ايران تخسر يوميا المئات من مليشياتها والموالين لها من العراقيين الذين يدفعون للقتال في المناطق التي حررها الثوارّ العراقيون ، بل تخسر قيادات كبيرة تقود هذه المليشيات الطائفية التي تدربت في أيران ومولت من أيران ..


وأيران لا تشارك بمليشياتها التي تقاتل في البر فقط بل تحتل الأجواء العراقية بطائراتها وطياريهاّ ، وبأعتراف أيراني رسمي بأن قاسم السليماني انقذ وفي الحظات الأخيرة ، أحتلال العراق برمته من قبل الارهاب ..


على العرب ،شعوباً وانظمة ، أن يستقيظوا ويؤمن إيماناً قاطعاً بأن لامجال أمامهم لتفادي أحتلال أوطانهم وأماراتهم الأ بدعم الثورة العراقية التحررية ودعم مقاومتها الوطنية والأعتراف بقادتها – قادة شرعيين للعراق ، وأنتزع الأعتراف بشرعية الحكومة التي نصبتها أمريكا ، والموالية لأيران ولمشروعها الأحتلالي ..


تحية الى قادة معركة قادسية صدام المجيدة – الشهداء منهم والأحياء – وتحية الى القوات المسلحة العراقية التي صدتّ الهجمة الفارسية في القادسية الثانية وستحرر العراق في القادسية الثالثة ..






الثلاثاء ٢٨ ذو القعــدة ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / أيلول / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب كلشان البياتي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.