شبكة ذي قار
عـاجـل










ســؤال مهم وكبير  يحتاج الى البحث المعمق والواسع  والوقوف على رأي الفقهاء والمراجع  والمجامع الفقهية  والباحثين المتخصصين بالشــأن الاسلامي والتيارات السياسية التي تتخذ من  الاسلام هوية  لتحقيق أهدافها ونواياها   ومن الحقيقة الواجبة الملزمة  أنه  من المعلوم أن الدين الإسلامي خاتم الأديان الذي ارتضاه الله  جل علاه لعباده كما قال العلي الاعلى * ورضيتُ لكم الإسلام دينًا * قد جاء كاملا شاملا لكل نواحي الحياة  -  الاجتماعية  والاقتصادية  والسياسية .....الخ  - 

 

ولكن هذا الأمر لم  يرض أعداءه من  الكفار والمشركين وبعدهم الصليبين والتيارات الغربية وأتباعهم اللا دينيين الذين أرادو له كغيره من الأديان الأخرى المحصورة في علاقة الإنسان  بخالقه  بالعبادات والمعاملات اليومية  ،  ولا أمر أخر يقوم به التزاما" بالشرع والحقوق الوطنية والقومية  ، دون أن يكون له دور وفاعلية بالحياة الدنيوية  أو كما يقول أحد رموزهؤلاء  - كاذبًا -  ( أراد الله للإسلام أن يكون دينًا -  وأراد به الناس أن يكون سياسة ) ،  ولهذا فقد اجتهدوا  المعتقدين  بهذا القول في الترويج لفكرة  فصل الدين عن الســــياسة  وما يدعمها من شـــعارات ومصطلحات ومن تلك المصطلحات  مصطلح  ( الإسلام السياسي )  الذي أطلقه أولئك على كل جماعة إسلامية تهتم بقضايا الأمة المشروعة  التي  اغتصبت أو سلبت  منها أو الرد المقتدر على العدوان ألمشن على الامه العربية كونها حاملت الرسالة السماوية بتكليف الاهي والواجب الشرعي يلزمها  بالدفاع عن عرى الاسلام والمسلمين  ،  وهنا لابد من بيان  أمر ضروري وجوهري هو الركيزة الاساسية في اي رؤية او تحليل  أو بحث في الشأن الديني وخاصة ما يتعلق بالاسلام المحمدي  الذي هو خاتمة الرسالات السماوية الجامع الشامل لكل احكام الله التي كلف بها الانبياء والرسل الذي ختم  جهادهم ودعواتهم المبعث رحمة  للعالمين النبي العربي الامي الهاشمي المضري العدناني محمد بن عبد الله صلى الله عليه واله وسلم  ، ألا وهو الفصل بين  الدين كقيم سماوية  وما تفرزه  النزعة السياسية  ومن اولاها الظلم لعباد الله وحرمانهم من ما من به الله الخالق البارىء لهم من نعم  الثروات المخزونه في باطن ارضه  ضمن حدود العلم الذي توصل اليه الانسان في عصره الحالي  ، وهنا لابد من الاشاره الى الفتوى التي أصدرتها المرجعية  بزعامة الراحل  المرجع الاعلى  السيد محسن الحكيم  ( قدس ) عندما أفتى اتركوا الدعوه لانه خرج على منطوق المرجعية  واسباب التفويض ، وما اعقبها من قرار للمرحوم محمد باقر الصدر عندما اعلن تركه حزب الدعوه  وفتواها بعدم  الانتماء اليه وخاصه  العلماء وطلبة العلم  وتناولت ذلك في أكثر من موضوع نشر  من خلال شبكتي المنصور أو ذي قار المجاهدتين  ، وقبل تناول الموضوع  بأبعاده لابد من الوقوف عند تعريف الســـــياسة  والدين  ليكون ذلك المدخل للوصول الى الاجابات التي وردت من العلماء والمراجع والمختصين الباحثين    


* فالسياسة تعني قيادة المجتمعات أو التجمعات البشرية عبر طرق و إجراءات تمكن الساسة من قيادة شعوبهم دون تمييز بين أفرادهم أو فآتهم العرقية  أو الدينة أو الفكرية بل تستوجب إيجاد تفاعلات إيجابية بينهم حتى يتمكن المجتمع من العيش في انسجام وتأخي و يسير نحو التطور و الرقي ، لذلك فالقيادة السياسة لا يمكن أن تنجح في مهمتها إن اعتمدت منظومة  فكرية أحادية في تسيير شؤون الشعب سواء كانت هذه المنظومة فكرية أو عقائدية
 من الخطأ إذن أن يحاول القائد أو الحاكم أن يبني سياسته على منظومة فكرية واحدة لأنه بذلك سيطرح الغبن في نفوس فآت أخرى من المجتمع لها خصوصياتها الدينية والثقافية أو الاديولوجية والفكرية لهذا توجب عليه أن ينطلق من ساحته الفكرية و يجعل لها امتدادات تصل إلى كل الأنساق الفكرية المتواجدة بساحة مجتمعه لتحدث تفاعلات إيجابية مع ما لديها من الأفكار التي تتفق مع بعض ما لديه ليخرج في النهاية بنسق فكري موحد يتفق عليه الجميع فيبني سياسته عليه حتى يتمكن من تجنيب شعبه الهزات  المجتمعية والســياسية أو المآزق التي قد تؤدي إلى توقف النمو والتطور و تحصل له اضطرابات داخلية أو خارجية  لهذا فكل قيادة سياسية تعتمد أي منظومة فكرية أو عقائدية تحدث لها الهوة بينها و بين فآت من عناصر شعبها أو تحدث لها الخلل في علاقاتها الخارجية فإنها مرفوضة و جب إعادة النظر فيها 


*
أما الدين و إن كان غريزة إنسانية طبيعية خلقت مع الإنسان منذ أن وجد على وجه الأرض إلا أنه منظومة أخلاقية و تربوية بالدرجة الأولى  ((  فالعدل  و الأمانة  و الصدق  و الوفاء  والمرؤة  و الإخلاص في العمل و التراحم بين الناس ...الخ  كلها قيم أخلاقية  مطلوب  تواجدها في كل فرد في كل زمان و مكان حتى تســـــــتقيم حياته على وجه الأرض و يســــــتطيع التعايش مع كل فآت مجتمعه في ظل علاقات و تعاملات ســليمة تحقق له و لمجتمعه الطمأنينة و السلام  ))  أما التدين  كمصطلح  وسـلوك  فهو الغاية  الأولى من الدين  والمقصود به إقامة الدين في النفــس والمجتمع ،

 

و إقامة الدين في النفس هي الخطوة الأولى التي يجب أن يقوم بها الإنســــان و ذلك ببناء علاقة ســــليمة مع ربه بعباداته وتعاملاته  اليومية  و الخضوع  لإرادة الله ســـبحانه  وتعالى والامتثال لأوامره  ونواهيه  و تطهير نفسـه من الخبث و المكر و كل الخصال التي يمكن أن يضر بها نفسه أو مجتمعه و الوسيلة إلى بلوغ هذه الغاية هي التعبد أي ترويض النفس و تربيتها على القيم الحميدة عبر طقوس و ممارسات مثل الصلاة والصيام والزكاة  والحج  ،  غير ذلك من الطقوس الدينية التي هي في الأصل غير مطلوبة لذاتها و إنما لغاياتها ( من لم تنهه صلاته عن الفحشاء و المنكر فلا صلاة له ) بعد إقامة الدين في النفس و حين يصبح الفرد قادرا على كبح جماح شهواته ونزواته  في الاستبداد بالسلطة أو الرأي أو الاستئثار بخيرات البلد و غيرها من الملذات و الرغبات الشخصية  و يروض النفس الأمارة بالسوء و يتنزه عن داعية هواه فإنه يصبح بعد ذلك عضوا" صالحا في المجتمع يستطيع أن يبني علاقات سليمة مع من يشاركه الحياة في أي بقعة من الأرض ، و يكون مؤهلا لتأدية رسالته بأن يكون خليفة ربه في الأرض ليعمرها و يصلح فيها  *  واذ قال ربك للملئكة اني جاعل في الارض خليفة قالوأ أتجعل’ فيها من يفسد’ فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال اني أعلم مالاتعلمون * 30 البقره ، تأتي بعد ذلك الخطوة الثانية  وهي إقامة الدين في المجتمع ، و إقامة الدين في المجتمع ليس هي إجبار الناس على ممارسات دينية معينة أو إخضاعهم لوجهة نطر معينة في فهمنا للدين و بالتالي تطبيق الأحكام الدينية أو شرع الله بطريقة مشوهة تعتمد على القمع و التنكيل و القتل ، إن وصلنا لهذا المستوى فقد ضللنا ضلالا بعيدا ، فالدين المعاملة كما قال رسول الله صلى الله عليه واله و سلم  (( و من كانت معاملته سيئة تفتقر للرحمة في كل شيء تعتمد التخويف و القهر و البطش فلا دين له  ))

 

يتبع بالحلقة الثانية






الثلاثاء ١٠ صفر ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٢ / كانون الاول / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.