شبكة ذي قار
عـاجـل










تشير كل الدلائل على أن اتفاقا بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية ومن ورائها الدول الخمس ( روسيا، فرنسا، بريطانيا، الصين، ألمانيا ) سيتم التوقيع عليه قريبا حول البرنامج النووي الإيراني، يقضي بأن تخفف إيران من سرعة ونسبة تخصيب اليورانيوم وتقلل من أعداد أجهزة الطرد المركزي، مقابل رفع العقوبات الاقتصادية والمالية عنها.

هذا ماهو معلن أو ما سيعلن لوسائل الإعلام وللدول الأخرى التي تتابع هذا المسلسل عن قرب خاصة دول الخليج وغيرها من الدول العربية، إلا أن ما سيبقى سرا ولن يعلن الآن فهو أن هذا الاتفاق يشمل قضايا أكبر وأكثر أهمية تتعدى البرنامج النووي إلى مستقبل منطقة الشرق الأوسط والدول العربية واقتسام النفوذ ودور إيران في معالجة قضايا تلك الدول وعودتها لتلعب دور الشرطي في منطقة شرق المتوسط التي يتم رسم خرائطها من جديد.

لقد كان هذا الاستنتاج واضحا كل الوضوح من حديث باراك أوباما الأخير للإذاعة الوطنية بتاريخ 29ـ12ـ2014 ، الذي لم يسبقه إليه أي رئيس أمريكي من قبل حين قال: "إن بإمكان إيران أن تكون قوة إقليمية مزدهرة إذا توصلت معنا إلى اتفاق حول برنامجها النووي". وما الصبر الغير معتاد والوقت الذي استغرقته تلك المفاوضات إلا دليل على الإصرار للوصول إلى اتفاق شامل حول كل قضايا الشرق الأوسط.

قصة العلاقات بين إيران والولايات المتحدة قديمة وتشبه قصة حب تتخللها خلافات وارتكاب أخطاء تصل أحيانا حد الخطيئة أو الخيانة لكن يبقى الحب هو الأقوى رغم العتاب أو القطيعة أو الشك، ثم تعود المياه إلى مجاريها و"ما أحلى الرجوع إليه".
إذا كانت الولايات المتحدة بعد حصولها على استقلالها عن بريطلنيا العظمى تقف بشكل أو بآخر مع طموحات شعوب العالم الثالث نحو الحرية والاستقلال وتحقيق الديمقراطية فإن الأمر قد تغير بعد ذلك، والعلاقة مع إيران مرت بنفس الطريق أي تعاطفت مع الشعب الإيراني ليتخلص من هيمنة بريطانيا لكن أول خطيئة ارتكبت كانت مشاركة المخابرات المركزية الأمريكية مع المخابرات البريطانية في إسقاط حكومة مصدق عام 1953 وتسليم السلطة لمحمد رضا بهلوي.

تحول محمد رضا إلى ( ملك الملوك ) مستبد يحلم بأن يعيد أمجاد الامبراطورية الفارسية ، وكان مدعوما من الولايات المتحدة التي جعلت منه شرطي الخليج ومسؤولا عن الأمن فيه، وحامي مصالح الغرب وبالدرجة الأولى مصالح أمريكا وإسرائيل التي كانت تربطه بها علاقات مميزة، لكن يبدو أن طموحاته كانت أكبر مما يمكن أن يسمح به الغرب، إضافة إلى نظامه الأمني القمعي الذي جعل أغلبية الشعوب الإيرانية تقف ضده وتعمل على إسقاطه.

بعد قيام "الثورة الإسلامية" واستلام الخميني مقاليد الأمور، كان العداء لأمريكا وإسرائيل هو الشعار الأكثر استعمالا لاكتساب شعبية وشرعية ليس فقط على الصعيد الداخلي، بل على الصعيد العربي على وجه الخصوص، لكن ذلك لم يمنع لا أمريكا ولا إسرائيل من مد إيران بالسلاح إبان الحرب العراقية الإيرانية فيما أصبج معروفا باسم "إيران جيت".

بعد موت الخميني ووصول رفسنجاني للحكم، عمل على إعادة العلاقات مع أمريكا واقترح إقامة منطقة فوائد اقتصادية تم على أثرها إعطاء أول عقد بترولي بعد "الثورة" لأكبر شركة بترول أمريكية وهي شركة "كونوكو"، هذا العقد الذي لم ير النور على أرض الواقع لأسباب كثيرة.

ثم حين قرر "بوش" غزو أفغانستان، كانت إيران أكبر مساعد للقوات الأمريكية في أداء مهمتها وجرى تنسيق سياسي وعسكري وأمني بينهما. وقبل أن ينهي الرئيس الإيراني محمد خاتمي ولايته ( 1997- 2005 ) عرض على الولايات المتحدة مشروع مباحثات عامة بوساطة سفارة سويسرا في طهران يقضي بإقامة تعاون وثيق في العراق وتحجيم حزب الله في لبنان والاعتراف الغير مباشر بإسرائيل وكشف كل جوانب البرنامج النووي مقابل رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران.

وحين غزا بوش العراق وتم إسقاط النظام الوطني وتنصيب القوى الأكثر طائفية وفسادا على سدة الحكم في العراق لم يكن خافيا على الولايات المتحدة أن المستفيد الأول والأكبر هو إيران. تم تقديم العراق على طبق من فضة لإيران التي وجدت فرصتها الذهبية للانتقام من العراق الذي أذاق السم الزعاف للخميني وقواته وحرسه الثوري. سكتت الولايات المتحدة، بل شجعت، كل التصفيات الطائفية والحرب الأهلية التي فرضتها إيران وميليشياتها على العراق والعرب السنة على وجه الخصوص.

وهاهي الولايات المتحدة تقف متفرجة وهي ترى إيران في سورية تقوم بنفس الحرب الطائفية والقتل الجماعي الذي مارسته وما زالت تمارسه في العراق. أربع سنوات من القتل والمجازر والتصفيات الجماعية في السجون وهدم المدن والقرى وتهجير الملايين من أبناء سورية، كل ذلك يتم بدعم مباشر ومشاركة عملية من القوات الإيرانية، فهل هذا غائب عن إدراك الولايات المتحدة وقادتها؟ ألا ترى الولايات المتحدة أن القوات الإيرانية أصبحت في جنوب لبنان وجنوب سورية، أي على الحدود المقابلة للكيان الصهيوني؟ ألا ترى كيف احتلت إيران عن طريق الحوثيين اليمن وأصبحت تتحكم بباب المندب؟ ألا ترى دخول الدبابات الإيرانية من ديالى مع الآلاف المؤلفة من الحرس الثوري والميليشيات الشيعية الحاقدة المتعطشة للقتل والمجازر في وسط العراق وشماله وغربه وتخوض حربها الانتقامية ضد المقاومة العراقية البطلة بحجة محاربة "الارهاب" الذي هو بالأساس صناعة أمريكية إيرانية؟ وهنا لا بد من التأكيد أن الولايات المتحدة وإيران تخلطان عمدا بين الارهاب في العراق والمقاومة العراقية البطلة التي أذلت القوات الأمريكية وأجبرتها على الانسحاب من العراق، وهاهما الآن تتحالفان للقضاء على تلك المقاومة، كما تتحالفان لمنع انتصار الثورة السورية، فهل يعني هذا كله أن هناك عداء بين الدولتين أو بين إسرائيل وإيران؟ لو كان هذا صحيحا فهل كان يمكن ترك إيران تسرح وتمرح في أكثر من قطر عربي وهي تنثر الحرب الطائفية والدمار والقتل والتهجير وتصل إلى الحدود مع إسرائيل وتتحكم بأهم شريان اقتصادي عالمي؟

إن هناك تنسيق على مستوى عال بين إيران والولايات المتحدة يضمن أمن إسرائيل ويزرع ويعمق الحرب الطائفية في أكثر من قطر عربي ويسمح لإيران بالتحكم بمصير منطقة شرق المتوسط والخليج العربي الذي يبدو أن أمريكا قد تخلت عن حلفائها العرب فيه لصالح إيران التي ستضمن حتما كل المصالح الحيوية والاستراتيجية للغرب الرأسمالي وعلى رأسها مصالح أمريكا وإسرائيل، فهل يستفيق العرب من غفوتهم ليروا حجم ما يصيبهم من دمار على كل الأصعدة؟

إذا كانت إيران وهي محاصرة اقتصاديا وماليا قادرة على أن تحارب في أكثر من قطر عربي وتتوسع في كل الاتجاهات فكيف إذا رفع الحصار عنها وبدأت تستعيد مليارات الدولارات؟ أخاف ألا يكون الوقت قد أصبح متأخرا ليفهم العرب من هو عدوهم الرئيسي بعد إسرائيل.






السبت ١٦ جمادي الاولى ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / أذار / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب د. هشام رزوق نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.